سلمت روسيا الاتحادية - كما في الاخبار امس - دفعة اولى من طائرات سوخوي الاحدث والمتعددة المهام للهند,, وستقوم بتسليم بقية الطائرات التي لم يحدد عددها تباعاً.
وتوقيت هذه الصفقة العسكرية تجعل روسيا في وضع من يصب الزيت على النار لتزداد اشتعالا!.
وكنا نربأ بروسيا الاتحادية التي ورثت القوة العسكرية العظمى الاخرى ولا نقول الثانية تصغيراً لها قياساً الى القوة العسكرية الامريكية العظمى، كنا نربأ بها - روسيا - من ان تقوم بمثل هذا التصرف الذي يتناقض تناقضاً واضحاً مع مسوؤليتها القانونية والاخلاقية والسياسية بحسبانها احدى خمس دول تتمتع بميزة العضوية الدائمة في مجلس الامن الدولي، وبحق النقض كما تعتبر مع الدول الاربع الاخرى دائمة العضوية شريكاً تضامنياً في صنع القرار الذي يحفظ الامن والسلام على الصعيدين الاقليمي والدولي.
وهي - ايضا - عضو المجلس العسكري الذي يتالف من رؤساء اركان جيوش الدول الخمس في مجلس الأمن.
كل هذه الصفات فضلاً عن كونها جزءاً او قريبة من المنطقة المشتعلة الآن في آسيا حيث المواجهة العسكرية المتفاقمة بين الهند وباكستان في كشمير، كل تلك الصفات يفترض ان تؤهل روسيا الاتحادية لدور حمامة السلام ووسيط الخير والناصح الأمين لقادة الدولتين بعدم التهور في هذه المواجهة التي يبدو انها لن تكون محدودة، مع محاولات القوات الهندية التقدم براًوتحت غطاء جوي كثيف باتجاه ازاكشمير الباكستانية فيما تتصدى لها القوات الباكستانية لتمنع هذا التقدم.
ان الهند الآن ترتكب نفس الخطأ الذي تدين باكستان بارتكابه وهو زعمها ان باكستان ترسل قوات نظامية للقتال مع مجاهدي كشمير في القطاع الواقع تحت سيطرة الهند!.
ورغم تضارب التقارير حول احتمال لجوء احدى الدولتين او كليهما الى السلاح النووي اذا ما ساعدت مواقف قواتهما المواجهة او استبعاد هذا الاحتمال الا ان الحقيقة القائمة هي ان الهند وباكستان تملكان الآن اسلحة صاروخية وقنابل نووية ايضاً,, واي تصعيد في المواجهة يمكن ان يحدث بمثل التصرف الروسي بمدها للهند باحدث طائراتها من نوع سوخوي المتعددة المهام سيكون - للتصرف الروسي - رد فعل قوي من جانب باكستان وفي مستوى ما ترى انه انحياز روسي للهند ويشكل تحديا لها, مما يدفعها - باكستان - دفعاً الى طرف صديق يملك اسلحة متطورة ايضا للحصول على سلاح يكون في قوة طائرات السوخوي الروسية.
وهناك اشارة الى احتمال هذا التوجه من باكستان اذ سبق ان اعلن الاسبوع الماضي عن زيارة مسؤول كبير منها للصين الشعبية ربما كان وزير خارجيتها او وزير دفاعها او ربما رئيس وزرائها نفسه.
ومن المؤكد ان طلب سلاح صيني متطور قد يكون في اولويات جدول اعمال هذه الزيارة.
اننا نأمل من القوى الكبرى ومن جميع الدول الاخرى الشقيقة والصديقة لباكستان والهند العمل على تهدئة التوتر بينهما والسعي الحثيث لنزع فتيل ازمة المواجهة الحالية واسكات البنادق وتهيئة الدولتين للالتقاء حول طاولة المفاوضات لحل اسباب الأزمة سلمياً.
الجزيرة