تابعنا صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز في خطوته البعيدة المدى كما تابعناه في حديثه لصحيفة الشرق الاوسط فكان يحفظه الله يسير في خطين متوازيين، هدفهما خدمة بلده المملكة العربية السعودية ثم خدمة العرب والمسلمين عامة، لقد عودنا ولي العهد على الرحلات البعيدة التي يقطع فيها آلاف الاميال، وليست رحلته الاولى ببعيدة عنا، ان ولي العهد يستهين بكل جهد يبذله اذا كانت الاهداف التي يسعى اليها اهدافا نبيلة، فها هو رعاه الله يطير الى جنوب افريقيا ليذلل كل العقبات، ويصل الى ما يسعى اليه وهو اسعاد الفرد السعودي، فالتعاون الاقتصادي بين المملكة وجنوب افريقيا تعاون مثمر لأن الهدف منه تبادل المصالح المشتركة وجنوب افريقيا بلد يرغب في التبادل التجاري مع المملكة بل انه رغب في التعاون مع المملكة في مجالات مختلفة، ابرزها التعاون المثمر في حل قضية الشعب الليبي الذي ضيق عليه الحصار، وقد انفرجت ولله الحمد ضائقته عن طريق الجهد الذي قامت به المملكة وجنوب افريقيا وبما ان المملكة وليبيا بلدان عربيان مسلمان فان ما تبذله المملكة تجاه قضية الحصار واجب عربي واسلامي، ومن هنا قدرت المملكة جنوب افريقيا وزعيمها مانديلا فطار ولي العهد الى بلد مانديلا اولا تقديرا لذلك الجهد المبذول لبلد عربي مسلم هو ليبيا.
وبما ان قضية الرفاهية للشعب السعودي تهم ولي العهد، ويقدمها على همومه الكثيرة فقد جعل محطته الثانية في رحلته ايطاليا ليُثَبِّت العلاقات الاقتصادية مع بلد شريك للمملكة في كثير من الامور الاقتصادية والتجارية ومع ان الهم الاقتصادي يبرز في مقدمة اهتمامات ولي العهد الا ان قضية القدس الشريف حاضرة في ذهن سموه وقد اجتمع بالبابا من اجل تلك القضية، اما زيارة ولي العهد للمغرب وليبيا وبقية الدول العربية الاخرى فهي زيارات تهدف الى توثيق العرى التي تربط الدول العربية ببعضها، فاللقاءات تقرب وتؤاخي وتُدني، والمملكة تسعى الى ذلك, ومع ما يحمل ولي العهد من هم امته في رحلته الطويلة فقد حمل هم مرض خادم الحرمين الشريفين، بما أن صحة خادم الحرمين الشريفين قد عادت اليه فقد سعد بها ولي العهد، كما سعد بها الشعب السعودي الذي يبتهل الى الله ان تكون صحة دائمة.
واذا كنا قد تابعنا صاحب السمو الملكي في رحلته فقد تابعناه في حديثه لصحيفة الشرق الاوسط، الذي اتسم بالصراحة وبسط القول في القضايا الاقليمية والعربية، لقد ابرز يحفظه الله - قضية الثبات على المبادىء، التي اولتها المملكة جل اهتمامها، وهذه القضية يتغافل عنها الآخرون، وهي قضية مهمة، كما ابرز علاقة المملكة بالدول العربية فبين انها علاقة وطيدة وثابتة واذا كانت الاسئلة قد توجهت الى الدول العربية المجاورة مثل الامارات واليمن فان ولي العهد قد أزال الغموض، فالعلاقة بالامارات علاقة أخوة والعلاقة باليمن علاقة جوار، والمملكة لا تصغي الى كل ما يقال وانما تسمو فوق بعضه, وحديث سموه عن ايران حديث يشير الى ان كل دولة تسعى الى تعزيز قوتها وايران من ضمن منظومة الدول التي تتطلع الى ذلك, وبعد فان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في رحلته الميمونة وحديثه المبسوط في القضايا الاقليمية والعربية قد خدم امته في قضاياها الآنية والمستقبلية وانار الطريق للمواطن السعودي حفظ الله سموه واعانه على ما يحمل من أعباء امته العربية والاسلامية.
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل