Wednesday 9th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 25 صفر


وآفاق
تحييد القوى العظمى

ان كان يصعب علينا ان نوجه كل مدافع الدنيا تجاه عدونا، فلا اقل من ان نسكت بعض هذه المدافع حتى لاتوجه لصدورنا، صحيح ان المطلب الاول صعب المنال الا ان المطلب الثاني ليس من المحال.
وهذه الحكمة صيغت طبعا بلغة العسكريين اما صياغتها بلغة السياسيين فتقول: اذا لم تستطع ان تنال تأييد كل الاطراف فلا اقل من تحييد بعضها حتى لا تقف الاطراف المعارضة ضدك في الخندق المقابل.
وتحييد بعض اطراف الصراع امر معروف منذ القدم ولكن نجمه اخذ في الصعود في مطلع هذا القرن خصوصا كلما اتسع الصراع، وسوف يصبح الامر مؤكدا مع عولمة الصراع وعولمة الانسانية والكرة الارضية.
والتحييد وان كان عنصرا اساسيا في عالم اليوم فان المملكة العربية السعودية اخذت به منذ زمن بعيد فلا استقطاب ولا استحلاف ولا ميل تجاه اليمين او تجاه اليسار بل تعمل على تحييد اكبر عدد من الدول ليظل الصراع مقتصرا على اطرافه دون تدخل اطراف اخرى للصراع فتميل الكفة نحو هذا أو ذاك.
وربما يتساءل البعض لماذا يكون تحييدا لا استقطابا؟ نقول: نعم ان الاستقطاب اولى من التحييد ولكن التسلسل الطبيعي للاشياء ان يكون التحييد اولا فالاستقطاب ثانيا،
والذي يحدد سرعة الاستقطاب الى التحييد هو درجة الصراع ومستوى قوة الاطراف، فلا تستطيع دولة ان تستقطب دولة اخرى الا اذا كانت اكبر منها واقوى لذا يظل التحييد مطلبا طبيعيا للدول المعتدلة.
ولا نستطيع ان نجزم ان التحييد او الاستقطاب كان هدف الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض لكل من الصين وكوريا والفلبين ولكن نستطيع القول باطمئنان ان التحييد والاستقطاب كان احد اهداف هذه الزيارة، ولم لا فالصين وكوريا احدى ركائز العالم الصناعي والاقتصادي في عالم اليوم كما ان احداث العالم الاسلامي آخذة في التزايد وآخرها مشكلة كوسوفا وقبلها البوسنة وقبل ما قبلها شعب اقليم مورو بالفلبين وغيرها كثير.
فالصين يبلغ عدد سكانها ربع سكان العالم!!
وصاحبة حضارة عريقة تشهد آثارها على عظمة اهل الصين القدامى، وها هي الان تنفض عنها غبار الزمن وتتأهب لتكون عملاقة القرن القادم،
ولها مقعد دائم في مجلس الامن، وهو احد المقاعد الخمسة التي تستطيع ان تقول: لا لقرارات الامم المتحدة.
اما عن كوريا فتحدث عنها بلا حرج فهي خليفة اليابان في التقدم الصناعي والبديل الجاهز ليحل محلها، فهي قوة صناعية واقتصادية كبيرة تنافس على القمة.
اما الفلبين فليست قوة صناعية واقتصادية تناطح الصين او كوريا ولكنها نمر قابع في منطقة الظل الان سوف تصحو غدا او بعد غد والشيء الواحد الذي يجمع بين هذه القوى الثلاث انها تنضم الى القوة الدينية الرابعة في العالم.
وهي مجموعة الكونفوشيسية والزراد شتية والبراهما وغيرها وذلك بعد القوة الاسلامية والقوة المسيحية والقوة اليهودية، وهذه القوة تاتي في ذيل هذه القوى فهي قوة بلا قوى لولا دعمها من قبل قوى اخرى ما كانت لها قائمة.
والتحييد او الاستقطاب لا يتم بالاماني ولا بالرغبات ولا بالحوار المتفاني وانما يتم بعرض الحقائق، وبيان المواقف وكشف الزلل وتفنيد العلل وتدعيم الروابط وتوثيق العلاقات،
واقامة المشاريع المشتركة، وتوسيع التبادل التجاري، والاستفادة من الخبرات في مجال التعليم والصناعات,,, الخ.
ولقد اثبت مايسترو هذه السياسة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض ان كل شيء ممكن بالصبر والاصرار وبالكلمة والحوار، وبالمصالح المشتركة،
وبالمنافع المتبادلة وبالاحترام المتبادل ودقة الالتزام يستطيع العالم ان يصل الى بر السلامة والامان,وبالله التوفيق,,.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved