عشرة ملايين بلجيكي تحولوا - بشكل اجباري - الى نباتيين,,, وسيظلون كذلك الى حين التأكد من أن حيواناتهم وبخاصة الدجاج والابقار لا تتناول اعلافاً تدخل مادة الديوكسين في تركيباتها، فقد هجر البلجيكيون لحوم الابقار والدجاج وبيض الدجاج وتوقف القصابون عن الذبح، وأغلقت المسالخ,, وخلت أرفف البقالات ومحلات السوبر ماركت من كل هذه المنتجات، بل وصل الأمر إلى مقاطعة منتجات الألبان من حليب وزبدة وجبن,.
هذا الاضراب عن تناول اللحوم والبيض والألبان جاء بعد اكتشاف تلوثها بمادة الديوكسين المسببة للسرطان.
وهذه قضية تستحق الوقوف عندها,, فالامتناع عن هذه المنتجات قد يساعد الناس على العودة الى الطبيعة والسليقة في تربية الحيوانات التي أضرت وسائل التقنية والتدخل غير الطبيعي بتربيتها، إذ إن مربي الأبقار والدواجن والحيوانات بدءوا منذ اكثر من عقد من الزمن في ادخال مواد مصنعة وهرمونات حيوانية وزيوت ودقيق واعلاف مصنعة وتقديمها للحيوانات وخصوصاً الأبقار والدجاج,, فبعد ان كانت الدجاجة تحتاج الى اسابيع حتى تصبح صالحة للاكل، أصبحت - بسبب الهرمونات والمواد المصنّعة كمادة الديوكسين جاهزة لطرحها بالأسواق بين عشية وضحاها، وهي مكتنزة اللحم، وذات حجم أكبر من ذي قبل، حتى وصل وزن بعض الدجاج الى 2 كلغم، وهو مايتجاوز بكثير الوزن الطبيعي للدجاج.
اما لحوم الابقار فقد أدى ادخال الهرمونات والاعلاف المصنعة في غذائها الى سرعة نموها إلى عشرة اضعاف مثيلاتها من الابقار التي تتغذى على العلف الطبيعي كما ان أوزانها تضاعفت عدة مرات وهذا ما شجع مربي الدواجن والماشية على التوسع في استعمال الاعلاف الصناعية والهرمونات حتى كادت المزارع التي تستعمل الاعلاف الطبيعية تنقرض، الى حد أن محلات بيع الدجاج واللحوم أخذت تكتب على أغلفة منتجاتها أنها تغذت على اعلاف طبيعية .
وسبب هذا أن المنتجات الاخرى التي تعتمد في غذائها على الاعلاف الصناعية وهو بالمناسبة ما تعتمده كل المزارع المنتجة للابقار والدواجن في اوربا وامريكا واستراليا ,.
نقول إن سبب هذا الحرص على تسجيلعبارة تغذى على اعلاف طبيعية أن اللحوم والدواجن ومنتجاتها من دجاج وبيض وألبان التي تتغذى على الاعلاف الصناعية والمحشوة بالهرمونات ومواد الديوكسين وغيرها، أثبتت الدراسات العلمية أنها تسبب الاصابة بالسرطان وغيره من الأمراض الأخرى الخطيرة ولعل الكشف عن هذه الحقائق يفسر ارتفاع نسبة الاصابة بأمراض السرطان في العقد الاخير من القرن الحالي في اوربا وامريكا ,,, بل وحتى في بلداننا التي لا تزال تستورد دجاج ولحوم مواشي وأغنام أوروبا وأمريكا واستراليا المتغذية على اعلاف الهرمونات والديوكسين.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com