لقيت صدى واسعاً وتركت نتائج مثمرة زيارة الأمير عبدالله لمصر عكست رؤية مجددة لمواكبة المتغيرات والتقارب العربي والتأييد الشعبي لدور المملكة دلالات واسعة للزيارة وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله يمتلك حساً سياسياً رفيعاً وأسلوباً مميزاً في طرح القضايا,, وتأييد شعبي كاسح للزيارة |
* القاهرة: مكتب الجزيرة - د, محمد شومان
لقيت زيارة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لمصر صدى واسعاً وارتياحاً كبيراً في الاوساط الرسمية والشعبية بمصر وتركت نتائجها المثمرة على كافة الاوساط السياسية المصرية فقد أكدت زيارة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد التي جاءت انطلاقاً من مسئولية المملكة الوطنية والقومية تحت توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -حفظه الله- وابرزت العديد من الامور الاساسية في مسيرة العلاقة بين المملكة ومصر ذات الوشائج القوية والروابط المتينة ليس على مستوى القيادتين السياسيتين فحسب بل على المستوى الشعبي أيضاً واكد على ذلك مجدداً عدة دلالات اسفرت عنها الزيارة.
أولى هذه الدلالات أن زيارة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد جاءت في ختام جولته العربية والاوربية والافريقية وكانت مصر المحطة الاخيرة لهذه الجولة الناجحة فالمراقبون يرون أن ختامها مسك فقد أطلع صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز شقيقه مبارك على نتائج جولته وثم تبادل الرأي والمشورة كما أطلع مبارك صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز على نتائج اتصالاته مع ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني والقادة العرب واظهرت مباحثات ضيف مصر الكبير ثبات رؤيته القومية والوطنية وحرصه على تعزيز العمل العربي المشترك والتنسيق الدائم والمستمر لمواجهة التحديات الراهنة خاصة بعد فوز باراك في الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة، هذه الرؤية القومية والوطنية التي تجلت في مباحثات صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز تنطلق من الركائز والثوابت التي تتبناها المملكة في سبيل خدمة ونصرة قضايا الامتين العربية والاسلامية بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز- رعاه الله-.
الدلالة الثانية في اهمية الزيارة هي اتفاق صاحب السمو الملكي الامير عبدالله والرئيس مبارك على اولوية الجوانب الاقتصادية في التمهيد للوحدة العربية، والثابت ان سمو الامير عبدالله قد بلور هذا النهج ودعا اليه خلال جولته العربية، حيث اكد ان التعاون والتكامل الاقتصادي اصبح ضرورة تفرضها تحديات العصر من جهة، والمنهج السليم لتحقيق التعاون التضامني العربي من جهة ثانية، وصولا إلى الوحدة العربية التي تمثل ركيزة اساسية في فكر وعمل سمو الامير عبدالله بن عبدالعزيز.
ولاشك ان منح اهمية كبرى للتعاون والتكامل الاقتصادي يعبر عن محاولة اصيلة لتجديد الفكر والخطاب العربي وذلك استجابة للمتغيرات الاقليمية والدولية فلم يعد خطاب الوحدة السياسية او اولوية الشعارات تصلح في هذه المرحلة بل يجب البدء بالوحدة الاقتصادية بالتعاون الاقتصادي تمهيداً للوحدة.
تأييد شعبي كاسح
الدلالة الثالثة للزيارة تمثل في تصاعد وتنامي البعد الشعبي الذي أكسب الزيارة واضاف إليها مزيداً من التجاوب مع دور المملكة الكبير، وتجلي ذلك في ترحيب الرأي العام المصري بقادة المملكة وصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد والوفد المرافق له في الجولة التي قاموا بها مع الرئيس مبارك والوفد المصري برئاسة د, كمال الجنزوري رئيس الوزراء في مترو الانفاق من محطة كوبري القبة إلى محطة جامعة القاهرة والتفاف الجماهير على طول خط مترو الانفاق للترحيب بصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز الذي اثنى على ذلك الترحيب وكذلك مشروع مترو الانفاق العملاق، وترحيب الجماهير المصرية واحتشادها لتحية صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد يؤكد مجدداً بأن هذه الزيارة لم تكن فقط زيارة رسمية تدور في القاعات أو الاجتماعات المغلقة بل جمعت بين العمل الدبلوماسي الرفيع والدبلوماسية الشعبية إن صح التعبير، وهذا ليس غريباً على صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز والقيادات السعودية لما يحظون به من حب جماهيري واسع لدى الشعب المصري.
الدلالة الرابعة
تمتد دلالات الزيارة ايضاً إلى العلاقات الثنائية الوطيدة بين المملكة ومصر والتي تدخل بهذه الزيارة الهامة مرحلة جديدة وسط التغيرات التي حدثت في الفترة الأخيرة وكان لابد من مواكبة هذه المتغيرات وهذا ما حملته رؤية صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد فقد اكد على ضرورة التعاون والتنسيق في مواجهة التحديات والمتغيرات الراهنة واكد سموه بما يملكه من حس سياسي رفيع واسلوب متميز في طرح القضايا ومعالجتها بأن الوضوح والصراحة وتعزيز العلاقات سينعكس بالايجاب على العمل العربي المشترك.
دور محوري
ومع النتائج الايجابية التي أسفرت عنها مباحثات صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد مع الرئيس حسني مبارك بشأن التعاون الثنائي والتضامن والعمل العربي المشترك فإن نجاح الزيارة في تحقيق أهدافها المنشودة يسهم بلا أدنى شك في بلورة موقف عربي موحد تجاه التطورات والمستجدات المتوقعة في منطقة الشرق الاوسط بعد تولي باراك السلطة في إسرائيل واكد المراقبون والمحللون السياسيون بأن المباحثات المصرية السعودية تكتسب اهميتها من الدور المحوري لكل من القاهرة والمملكة العربية السعودية في دفع خطوات العمل العربي المشترك، وقد ضاعف من اهمية هذه المباحثات انها تمت في إطار اشمل بين مختلف الدول العربية للتنسيق والتشاور وتأتي في ختام جولة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز لعدد من البلدان العربية والاوربية والافريقية لتأكيد الثوابت العربية والرؤية المستقبلية سواء لمواجهة التحديات المفروضة على الامتين العربية والاسلامية أو تجاه المفاوضات المنتظر استئنافها على مختلف المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية لإنقاذ عملية السلام.
والمملكة هنا حريصة كل الحرص على تكثيف الاتصالات وتوسيع دوائر التشاور والتنسيق بين مختلف الدول العربية بشأن بلورة المواقف لاتجاه ما يجري على الساحة ليست العربية فقط بل في اتجاه كل المتغيرات الدولية والمعاصرة.
وموقع المملكة وبحكم ريادتها للأمة الاسلامية والعربية يحملها مسئولية كبيرة في العمل من أجل جمع ولم الشمل والكلمة بالتعاون مع كل الدول الشقيقة.
وكما يؤكد المراقبون بأن الجهد الكبير الذي بذله صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ليس بغريب عليه أو على كافة القيادات بالمملكة العربية السعودية انطلاقاً من توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي يرفع شعار قضايانا العربية والاسلامية من صميم سياستنا الثابتة والدائمة ويجب العمل على خدمتها.
|
|
|