تشكل العلاقات الانسانية الطيبة بأنواعها المختلفة ومفاهيمها الواسعة ركيزة اساسية في نجاح وتميز أي مؤسسة عمل بل هي مطلب ضروري لابد من التاكيد على ابعاد معانيه في ذات كل موظف ومسؤول.
ويعد التكريم مظهراً من مظاهر العلاقات الانسانية وأسلوباً للتعبير عن الشكر والتقدير ينحو اليه كل مسؤول ناجح في دائرة عمله، عندما يستشعر معنى عطاء موظفيه ويجعله ختاماً لنشاطهم ورحلة عطائهم، وهو ايضا نبض وجدان الوطن ممثلاً في موقف مسؤوليه تجاه ابنائه مع ملاحظة ان الجميع عمل وقدر بدافع الانتماء وحب الارض لا الواجب المفروض.
غير أننا نتساءل وبمحور الموضوع الاساسي: هل التكريم واجب ام وفاء؟
وتحمل الإجابة عن هذا التساؤل ومن وجهة نظر شخصية:
ان التكريم امتزاج بين الواجب والوفاء وحالة من حالات التوحد الأخلاقي بين معنيين جميلين من المعاني الانسانية (الواجب والوفاء) فهو واجب عقب رحلة عطاء مضنية استمرت اعواماً عديدة لأي انسان اعطى بصدق وعمل بصدق.
وواجب لانه يمثل احتياجاً نفسياً للانسان الذي وجد نفسه وقد اقبل على مرحلة الانزواء والبعد عن موقع نشاطه وذلك عندما ابحرت به سفينة العمل سنوات وسنوات ثم وصلت الى اخر موانيها، ومع قسوة هذا الشعور الذي يمكننا ان نصفه بشعور التوقف عن النشاط يجيء التكريم ليخفف من حدته.
وهو وفاء من المسئول في زمن التباعد الصعب وشح العواطف وتغيير نبض القلوب، ينبعث من القلوب الصادقة والمحبة ليستقر في النفس المتعطشة لموقف تقديري معنوي فيعزز فيها الطمأنينة والمحبة والراحة والرضا، ويضيء رحلتهاالقادمة التي تنحو نحو الهدوء والاسترخاء، ويذيب جليد ايامها الآتية.
ولما كان من المهم ان يأتي التكريم متناسباً مع شخص المكرم فلابد من وضع معايير تتوافق ونوع العطاء ومقداره، فتكريم شخصيات علمية بارزة اثرت في مسار الفكر والثقافة يجب ان يكون تكريماً يسهم في التعريف بهذا الشخص وتقديمه للأجيال القادمة من خلال زخم العطاء الذي قدمه بتأسيس هيئة أو مكتبة تحمل اسمه وتضم نتاجه واوراقه وهذا نمط ينتشر في الغرب وقد يكون التكريم ايضا باطلاق اسم الشخص المكرم على مكان او شارع.
ثم هناك التكريم الوقتي وهو ما يكثر عندنا بإقامة حفل وداعي يعبر فيه جملة من الناس عن الامتنان والشكر لذات المكرم، وهذا النمط يكون عادة لموظفين رسميين خدموا فترة طويلة واجتهدوا في اعمالهم وحمل لهم الناس المحيطون بهم شعوراً يفيض بالوفاء والمحبة.
وفي كل الأحوال فان التكريم مطلب يحمل مشاعر الوفاء والمحبة وهو جسر للتواصل بين افراد المجتمع.
د, دلال بنت مخلد الحربي