Monday 7th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 23 صفر


أزمة الديوكسين ما زالت تتفاعل

* بروكسل - أ,ف,ب
اتخذت أزمة الديوكسين في بلجيكا التي بدأت الاسبوع الماضي بتحقيق بثه التلفزيون الفلامندي حول الاعلاف الحيوانية الملوثة بهذه المادة المسببة للسرطان، ابعادا كبيرة واضعة البلاد في الحجر الصحي فيما يواجه السكان رفوفا فارغة في المتاجر.
ويتوقع ان تبقى أرفف المتاجر وكبرى السوبرماركات فارغة يومين آخرين، لأن السلطات نشرت لائحة جديدة سوداء للمنتجات الممنوعة تشتمل خصوصا على لحوم الخنزير والبقر وجميع أنواع الدهون الحيوانية.
كذلك منعت المفوضية الأوروبية التي تسلمت الملف استيراد أي انتاج من المزارع البلجيكية المشبوهة بيض وطيور ولحوم ومشتقات الحليب .
وفي بلجيكا ستختفي من الرفوف جميع اللحوم المنتجة محليا، بعد سحب البيض والدجاج للتحقق من احتمال اصابتها بالعدوى.
ونتيجة ذلك اتجه البلجيكيون الى الدول المتاخمة للتبضع السبت الماضي حتى ان بعضهم اجتاز بحر المانش بالعبارات من مرفأ أوستند لشراء اللحوم البريطانية الأرخص والذي يخضع ايضا نظريا للحظر بسبب مرض جنون البقر.
وحتى الآن، أدت هذه الأزمة الناجمة عن تلوث الأعلاف الحيوانية المقدمة لحيوانات المزارع، الى استقالة وزيرين، بعدما تأكد ان السلطات كانت على علم بهذه القضية منذ شهر على الأقل.
ويضاعف رئيس الوزراء البلجيكي جان- لوك دوهان الذي يواجه في 13 حزيران/ يونيو الجاري انتخابات نيابية منذ يوم الجمعة اجتماعات الأزمة ويضع استعادة الثقة في مقدمة أولوياته, وأكد دوهان عدم وجود تلوث شامل بالديوكسين , وكاجراء وقائي قرر مع ذلك سحب جميع أنواع اللحوم من الأسواق وأمر بوقف ذبح الحيوانات ونقلها حتى يوم الثامن من حزيران/ يونيو الجاري.
وحتى ذلك الحين، تريد السلطات استعادة جميع المنتجات التي تعرضت للعلف الملوث والتي يقدر حجمها ب80 طنا.
فكميات التلوث التي عثر عليها في البيض والدجاج كثيفة، لأنها يمكن ان تتجاوز ب800 مرة الكمية القصوى المسموح لها.
وفيما يتعلق بالتجارب التي أجريت على الخنازير والأبقار قال دوهان انها لم تؤكد وجودا فعليا للتلوث.
وفي الخارج، تتسع دائرة الدول التي وضعت المنتجات البلجيكية في الحجر الصحي.
فقد انضمت آسيا الى الدول الأوروبية والأمريكية والشرق أوسطية التي علقت حتى الآن استيراد المنتجات البلجيكية.
وقد منعت هونغ كونغ وسنغافورة استيراد وبيع الطيور والخنازير الآتية من أوروبا فيما قررت اليابان تشديد تدابير مراقبة هذه الواردات.
وذكرت الصحافة ان صناعة المواد الغذائية الزراعية في بلجيكا برمتها مهددة بهذه الأزمة التي تأخذ ابعاد كارثة وطنية , وتقارن الصحافة هذه الفضيحة بكارثة مفاعل تشيرنوبيل النووي.
وتفيد المعلومات الأخيرة ان مؤسسة فركيست المتخصصة في الدهون الحيوانية والتي تسببت في الفضيحة، سلمت 10 شركات لتغذية حيوانات المزارع في بلجيكا وشركتين في الخارج فرنسا وهولندا 80 ألف كلغ من الدهون الملوثة بالديوكسين مطلع هذه السنة, وقد مزجت هذه الدهون بالاعلاف الحيوانية التي سلمت الى مئات المزارع.
ويجري حاليا تحقيق لتحديد مصدر هذا الديوكسين, وطرحت افتراضات عدة كاستخدام زيوت المحركات أو تسرب سوائل التبريد, وقد اعتقل المسؤولون عن شركة فركست واودعوا السجن بعد ان وجهت لهم تهمة تزوير وثائق وانتهاك قانون المواد الأولية.
ولم تتبلغ المفوضية الأوروبية بالفضيحة الا في 27 آيار/ مايو الماضي في وقت ارسلت بلجيكا رسائل بالفاكس الى فرنسا في الثالث من آيار/ مايو والى هولندا في الثاني عشر منه.
وقال المفوض الأوروبي للشؤون الزراعية فرانتس فيشلر ان هذين البلدين كان يتعين عليهما ابلاغ السلطات الأوروبية برسائل الفاكس البلجيكية فور تسلمها.
ويوم السبت رد وزير الزراعة الفرنسي جان غلافاني معلنا ان ليس من اختصاص مفوض أوروبي ان يوجه التهمة الى دولة ما.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
ملحق الدعوة
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved