القيمة الحقيقية في انتاج مسرحية بعينها هي باكتشاف المواهب الفنية التي تحتاج الى الفرصة في الظهور والبروز على الساحة ومن ثم الانطلاق الى أبعد من ذلك إلا أن البعض ومنهم الفنان ابراهيم الحساوي ظهر على الساحة الفنية من خلال اجتهاد شخصي في عدد من الأعمال التلفزيونية وهذه نقطة تحسب له, المسألة الأخرى في ان الحساوي يجيد فن الاخراج ومن خلال المتابعة لجمعية الاحساء نجد ان الحساوي لم تتح له الفرصة في اخراج مسرحية من نشاط الجمعية ولا نحبذ القول إن اخراج المسرحيات الخاصة بالجمعية يخصص لاناس بأعينهم ولكن مبدأ اتاحة الفرصة للجميع يتحقق من خلاله الإلفة بين الفنانين ثم اننا نريد ان نرى رؤية فنية اخراجية غير تلك, وللعموم فالحساوي يمتلك مقومات الفنان الواعي المثقف، وخصوصا بعد اختلاطه بأكثر من مخرج في عدد من الأعمال, وعموما الجمعية لن تقف ضد الحساوي ولكن نريد منها ان تلزم الفنان الحساوي بالعمل في الاخراج من خلال احد الأعمال في هذا الموسم وهو بدوره لن يتأخر بما ان الفرصة موجودة.
* * *
* لاقت مسرحية (موت المغني فرج) التي مثلت المملكة في المهرجان المسرحي السادس للفرق الأهلية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي اقيم في مسقط النجاح والإعجاب من قبل النقاد والمهتمين بالمسرح وبالرضا الكثير من الجمهور حيث تلقى المؤلف والكاتب والممثلون التبريكات وكلمات الثناء على العرض الرائع الذي قدموه والذي عكس نمو وتطور الحركة المسرحية السعودية، وقد اثنى النقاد في الندوة التطبيقية التي تعقد بعد كل عرض مسرحي أثنوا على هذا العرض المسرحي الذي توفرت فيه كل عناصر العرض المسرحي مركزين على نص المسرحية الذي استطاع ان يثير كثيرا من الحزن والشجن تجاه المبدعين المهمشين من قبل الإعلام أو تجاهل الجمهور، كما أشادوا بالاخراج الذي استطاع ان يجد صيغة للتعامل مع نص غني كهذا، وان يخرجه مع مجموعة الممثلين من أوراق النص الى خشبة المسرح وبالتالي فقد عكست المسرحية تطور المسرح السعودي والاهتمام الذي يلقاه من كافة المعنيين به.
عبداللطيف المحيسن