قلة هم القادة الذين يأسرون العاملين معهم بالتوفيق السديد والجمع الرصين بين تقدير الفرد العامل واحترامه كانسان له كرامة إلهية لا مجال لوأدها,, (ولقد كرمنا بني آدم,,) وبين الاهتمام المضطرد بإنتاجية هذا الفرد وعطائه وإخلاصه في اعماله ومسؤولياته المكلف بها, وأدعي بكل يقين أن هذا ما استطاع ان يحققه بجدارة واقتدار مسؤول معهد الادارة الاول الاخ القدير حمد السلوم, لست هنا راصداً او موثقاً لمناقب وخصال سيرته العملية في جهاز الدولة اخلاصاً وانجازاً,, فهناك تأكيدا من هو اقدر مني على تتبع هذه السيرة الخيرة في مراحلها ومجالاتها التعليمية والدبلوماسية والادارية,, وهي ظاهرة شاهدة لكل ذي لب، ولكني سأستجلي هنا على سبيل الاستنتاج في اطار مفهوم التعلم الذاتي في الادارة بعض الدروس المستفادة في مسيرة هذا الرجل مسؤولا وانسانا:
- لا يدعي الرئاسة في اعماله واجتماعاته الوظيفية وهو في محلها,, وهي صفة ادارية كريمة تبدو فطرية وليست مكتسبة ولها اثرها الأخاذ في تعميق التعاون وكسب الولاء.
- ليس مفرط الكلام في امره وتوجيهه وعتبه مما جعله مضرب مثل في قلة الزلل، ممسك عن الهذر والغوغاء وقاصر رأيه على ما يعنيه.
- لا يتتبع خفيات العيوب لدى الموظفين,, كي لا يحرم مودتهم,, وما استخف بأحد من العاملين معه قط.
- لا يصلح جانباً في العمل بإخلال جانب كما لا يسر موظفا بمساءة موظف.
- ينصح ويؤنب بلطف,, يحترمك ان عملت وصدقت,, ويحاورك ان اهملت وقصرت ويكظم الغيظ ويحلم كثيراً عند الغضب.
- يصبر على كلمة من الموظف ليسمع كلمات,, لا يجزم بالجزاء ويجزم بالمساواة، والحزم لديه فضيلة.
- كل عمل صحيح لديه صواب وليس كل صواب عملا صحيحا، دقيق في مرونته ومرن في دقته.
هذه بعض السمات الادارية القيادية الانسانية التي وجدتها وضاءة في السجل العملي لحمد السلوم,, الانسان والمسؤول، ولا أبتغي الاضافة الى ما ذكرت رغم بقاء فيض زاخر,, وفيما أوردت يمثل - بكرم الله - نبعاً بليغاً تحفل وتزخر به الحياة الادارية العملية لهذا الرجل.
وختاماً ما دونته هنا من طرح ليس إلا لمسة حق ووفاء من تلميذ لمعلمه، وان الثناء الحق الجميل يحيي ذكر صاحبه,, كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا,,
وكل امرىء سوف يجزي بالذي فعلا.
د, ثامر المطيري