بعض المثقفين العرب,, وكثير من الفلسطينيين الثوريين,, كانوا يتمنون نجاح نتنياهو، لأن عودته ستعجل باسترجاع الحقوق الفلسطينية، وحتى التسليم بالاستحقاقات التي تضمنتها الاتفاقيات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع الحكومات الاسرائيلية، ليس لأن نتنياهو متسامح ويسلم بتلك الحقوق، بل لأن افعاله ستغضب الفلسطينيين وتدفعهم دفعا للعودة الى الكفاح المسلح,, الكفاح المدني ,, أي عودة الانتفاضة الفلسطينية,, وعودة الصحوة الفلسطينية,.
وبالمقابل كان المثقفون العرب والعديد من الساسة والمفكرين يتخوفون من نجاح باراك حتى لا يخدر الشعب الفلسطيني,, ويفتت الحصار الدبلوماسي الذي فرض على اسرائيل بسبب افعال نتنياهو.
ويظهر أن كل هؤلاء كانوا على حق,, المثقفون والمفكرون والساسة,, فيظهر أن مفعول باراك قد بدأ يؤدي مفعوله في التخدير,, وأول الذين تأثروا بهذا التخدير الشعب الفلسطيني,, شعب الداخل,, فالذين يعيشون في الخارج,, او كما يقال عنهم أهل شتات مخدرون أصلا، فلا نعرف ان احدهم اعترض,, او تظاهر سوى جماعة مخيمات لبنان وتظاهرات ليس كرها لمعاوية بل حباً لعلي ,,!!
المهم اخواننا الفلسطينيون في الاراضي العربية المحتلة,, وفي اراضي السلطة الفلسطينية كانوا قد عقدوا مؤتمرا وطنيا شاركت فيه جميع الفعاليات الوطنية والسياسية الفلسطينية ودعوا فيه الى اعتبار يوم الخميس الماضي يوما للغضب الفلسطيني ضد الاستيطان الاسرائيلي وان يتوجه الفلسطينيون في يوم الجمعة لأداء صلاة الجمعة في القدس,, وكنت أتوقع ان يكون يوم الخميس فعلاً يوماً للغضب,, فعمليات الاستيطان لا تزال جارية,, والبيوت لا تزال تهدم وكل ما كان يفعله نتنياهو مستمرا,, إلا الغضب الفلسطيني,, فمرَّ يوم الخميس,, وتبعه الجمعة,, والفلسطينيون كاظمون الغضب ويظهر ان مفعول باراك قد بدأ يعطي مفعوله، ليس على الاوروبيين الذين يستعدون لدعم توجهاته,, بل امتد حتى للفلسطينيين الذين تظاهر بعضهم على استحياء,, أما الغضب الحقيقي، الغضب الذي يعيد الحقوق,, فالله يرحم ذلك اليوم,.