عزيزتي الجزيرة لكِ تحيتي وبعد,.
في لحظة ما نجد ان القلم يند عن انسيابه واللسان يلجم عن طلاقته ويصعب عليه التعبير عند نزول النوازل وفي اشد المواقف حزناً وألماً.
فالحياة تقسو علينا احياناً بل قد تكبل تحركاتنا وتضيق علينا وتئد كل جميل قد تعودنا عليه وألفناه فتنتزعه منا في ومضة عين,, فنجد انفسنا قد فقدنا عزيزاً او صديقاً او قريباً اختطفته يد المنون الى غير رجعة,.
فكم ودعنا من صديق,, وكم فارقنا من حبيب,, وكم من وجوه ودعتنا الى غير رجعة وبقينا نحن في ساحة الحياة وفي معتركها نتأمل الاحداث عن كثب ننظر لتلك السنوات التي تمضي سراعاً ولا تترك وراءها سوى الرحيل والاحزان,.
اننا نعيش على تلك البسيطة نلهث وراءها ولا نعلم متى آجالنا,.
نشيع الى القبر كل يوم احبتنا,, يؤلمنا فراقهم,, ونحس بعدهم بالوحشة لفقدهم ونعلم أنّا بعدهم راحلون ومفارقون لهذه الحياة فليس هناك مهرب او مفر من الموت وصدق الشاعر حيث يقول:
هوالموت مامنه ملاذ ومهرب متى حُط ذا عن نعشه ذاك يركب نراه ذاعين اليقين حقيقة عليه مضى طفل وكهل وأشيب |
ولكن مع علمنا بذلك هل استعددنا لهذا اليوم؟ وهل رحيل من حولنا اعطانا عبرة وعظة؟
ان الموت يتخطانا الى غيرنا وسيتخطى غيرنا الينا، فحمام الموت مصيبنا ان عاجلاً او آجلاً.
كل ابن انثى وإن طالت سلامته يوما ً على آلة حدباء محمول |
الايام تمضي بسرعة والحياة تأخذنا في دوامتها ومشاغلها فلا نلتفت الى انفسنا ولا نتذكر الموت لانشغالنا بهذه الحياة الفانية ولا نصحو من تلك الغفلة الا عندما نصطدم بالواقع ونفارق من ألفنا واحبننا, حينها تنساب الدموع على وجناتنا ويسكن الجرح داخل نفوسنا هذا الجرح الذي قد لا يندمل بسرعة فأفكارنا مع احبتنا مرتبطة وعيوننا لفراقهم دامعة فبالامس القريب من حولنا واليوم قد حال بيننا وبينهم الرجم والتراب.
ولكن ماذا عسانا ان نفعل بعدهم؟ اننا مطالبون جميعاً ما دمنا على قيد الحياة ان نتزوّد بالتقوى ونخاف من الجليل ونهل بالتنزيل ونستعد ليوم الرحيل حتى نقابل مولانا وهو راض عنا وهذا مانطمح له ونطمع به، فالحياة يجب الا تخدعنا بزيفها وضلالها فتجعلنا ننسى آجرتنا ونركض وراء دنيانا, ويجب ان نستلهم العبر والعظات في هذه الحياة فتكون لنا دروساً مضيئة ولن تصلح احوالنا وتستقيم امورنا الا بطاعة الله وترك معاصيه,, حتى وان كنا قد اسرفنا على انفسنا بالذنوب فباب التوبة مفتوح ما لم تغرغر الروح وصدق الحق تبارك وتعالى حيث قال: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً .
وختاماً: اللهم اجعل خير اعمالنا خواتيهما وخير ايامنا يوم نلقاك وامتنا وانت راض عنا غير غضبان.
اللهم توفنا مسلمين والحقنا بالصالحين واحشرنا مع النبيين والصديقين, آمين يا ارحم الراحمين
طيف أحمد
الوشم - ثرمداء