امان الخائفين إن حكينا ندمنا وإن سكتنا قهر د, هناء المطلق |
اكثر ماينضب الحياة في شرايين البشر معايشة شريك يعاني من الوسواس والشك,, وهذا للأسف من اكثر الامراض النفسية انتشارا لدينا.
ومع ذلك تختلف معاناة النساء من شك ازواجهن شكلا وموضوعا عن معاناة الرجال مع زوجاتهم حين يمرضن بالشك.
لان الناس تصدق شكوك الرجل, فشكوكه تستمد مصداقيتها من متانة وجوده الاجتماعي.
وفي وقت لايفقد مصداقيته حتى حين يمرض بالشك، يبقى كلام المرأة هراء دائما وكلام الحريم,, انتم تعرفونه.
فحين يشك الزوج يصدقه الآخرون دون وجه حق رغم معرفتهم بمرضه.
قالت لي امرأة ان أخاها يعرف بحال زوجها المريض بالشك ويرافقه لزيارة المعالج النفسي ومع ذلك فحين شك فيها زوجها قال لها اخوها لو ماشاف فيك شيء كان ماشك!! .
هذا الاخ الذي لم ينصف اخته كان قد انصف قبل ليلة المطعم الذي تعشى فيه مع زوجها حين شك بلحم الكباب وقال بانه يعرف طعم لحم حمير وانه سوف يفضحهم بسبب ذلك, دافع الاخ عن المطعم واسكت غضب الزوج.
هل المطعم أغلى عليه من اخته؟
لا طبعا,, بل لأن المرأة متهمة مسبقا.
ولكن ماذا لو عكس الامر؟ لو مرضت الزوجة بالشك, لو شكَّت الزوجة؟
سيقال لها: ليه فكرك راح كده؟ انت انهبلت؟ هالحين تطفشين الرجال.
بل قد يقال للزوج وانت وش مصبرك على واحده كده ثم يقترح عليه البعض استبدالها , وماهو أمَرّ من ذلك انه في وقت يقترحون على الرجل استبدال المرأة بأكملها بامرأة جديدة، لايسمح للمرأة ان تفتش حتى عن قطع غيار لزوجها الشكاك لانهم يقبلون القطع المعطوبه فيه,, فيسمون شكه غيرة على الشرف ويتركون لشكه العنان حتى يصلّع .
والمهم في الامر ان الشك بالذات ينتقل الى المرأة فلا تدري من يملك الحق في ماذا؟ وهل هي مشكوك بها فعلاً بل ولاتدري اين تذهب بغضبها من الشك الظالم؟
وتكره نفسها لانها لاتقدر ان تدفع الضر عنها وليس هناك من يصدقها,, فيتجه عدوانها وغضبها المكبوت نحو ذاتها,, فتكره نفسها وتعاني من الاكتئاب هي الاخرى.
هل تعرف لماذا؟
لان نفسها تتفق مع المجتمع فتهزمها من الداخل وتمنح لمعذبها الشكاك مصداقية القول والفعل وتمنعها عن نفسها,, فكثيرا مايحضرني حين اجلس الى امرأة تكره نفسها وصف الكاتب الكريتي كازانتزاكي لأحد ابطاله كان كمن يقاتل وهو يفكر بأن عدوه على حق, ومهما فعل بعد ذلك فانه يسامحه .
|
|
|