Sunday 6th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 22 صفر


مستعجل
المشاغبون,, ليس لهم علاج,,!!

** كتبتُ في الاسبوع الماضي عن أبرز الملاحظات التي واجهتها في رحلة محلية استغرقت عدة ايام,, ولكن هناك ملاحظة واحدة أغفلتها هناك,, ليس نسياناً أبداً، ولكني أردت ان أفردها بزاوية مستقلة,, لأن مثل هذه القضية ليست وليدة اليوم ولا وليدة الأمس القريب,, بل هي موجودة منذ القدم.
** القضية المزعجة,, هي قضايا اولئك المشاغبون الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب,.
** أولئك الذين امتهنوا المشاغبة كحرفة وعمل,, ولم يعد لهم شغل ولا مشغلة سوى المشاغبة.
** أما عن أبرز سجايا وصفات وخصال هؤلاء فهي:
** أولاً,, أنهم صاروا معروفين لدى الصغير والكبير وأهل البلد وغيرهم، بهذه السجية المشاغبة والمقاشر وسوء الطباع وشراسة التعامل ومعارضة أي شيء.
** تجد الشرطة,, ومركز المدينة او المحافظة,, والمحكمة,, والبلدية وغيرها من الدوائر يعرفونهم,, بل هم زبائنهم شبه الوحيدين.
** يدخل صباحاً,, ويخرج ظهراً,, ويدخل بعض الظهر ويخرج قرابة العصر,, وهمُّه وهاجسه القشر .
** رئيس البلدية يكرههم,, ومدير قسم الشرطة يتهرب عنهم,, ورئيس المركز يداريهم,, وقاضي المحكمة لا همَّ له سواهم.
** ثانياً,, يقفون امام اي مشروع أو عمل ايجابي بالرفض والمطالبة والشكوى.
** يقتلون كل عمل ناجح,, ويئدون كل جهد جماعي مشترك,, ويقفون امام كل مصلحة,, ويكرهون اي نجاح.
** ثالثاً,, لا يعيشون الا في اجواء الشقاق والنزاع والخصومة,.
** ويكرهون الود والوئام والتحابب بين الناس.
يسعون بين البشر بالنميمة والكراهية,, ويوقدون العداوة ولا يهدأ لهم بال,, ولا يستقر لهم قرار حتى تشتعل الأمور وعندها,, يرتاحون نفسياً,, إنهم مرضى بالفعل.
** رابعاً,, أشكالهم معروفة,, وتجمعهم صفات واحدة,, فوجوههم كالحة,, وعيونهم يتطاير منها الشرر والقشر وتعاملهم كله صفاقة ولؤم وخداع,, لا يحبهم احد حتى اقرب الناس إليهم.
** خامساً,, أكثرهم من فئة العاطل او مفصول من العمل لسوء سلوكه إذ لا يمكن ان يقبل في اي عمل,, كل وقته تنقُّل ما بين دائرة واخرى لأمور لا تخصه على الاطلاق,, بل هو مشاغب في كل شيء,, يحشر أنفه في كل شيء.
** سادساً,, عندما يجلس,, تجده يكتب معاريض شكاوى,, فهذه مقدمة للمسؤول الفلاني,, وأخرى للمسؤول الآخر,, وتلك برقية,, وهذه شكوى,, وهذا اعتراض,, وتجده يجيد صيغة الشكوى,, ويعرف طرق المشاغبة,, ويحفز عناوين الادارات وسائر الدوائر,, يحمل معه شنطة مليئة بالمعاريض والأوراق وسائر عدة المشاغبة.
** سابعاً: عندما يسمع هؤلاء بأي مشروع للقرية او المدينة,, يسارع بالشكوى,, فيقول مثلاً,, المشروع في شمال البلد,, وبعيد عن الأهالي,, والمشروع في مجرى سيل والمشروع رُسِّي بطريقة غير صحيحة,, المشروع فيه,, وفيه,, ولا نبيه! حتى يقف المشروع وتفقد القرية او المدينة مشروعاً حيوياً مهمّاً.
** ثامناً,, متى سافر او مرض او انقطعت اخباره,, سعد اهل القرية وتباشروا بهذه الغيبة,, لأن الجميع يكرهه ويتمنى ان تطول الغيبة,, حتى زوجته وأولاده ربما يسعدون بذلك,, لأن القشر يطولهم دون شك.
** كنت أتمنى ان اسوق لكم امثلة حيّة لممارسات هؤلاء,, لكنني آثرت التعميم حتى لا يفهم من ذلك أنني أقصد أناساً بعينهم,, ولأن هذا الصنف من المشاغبين موجودون في اكثر المدن والقرى,, ويندر ان تسلم منه أيٌّ من هذه المدن والقرى,.
** ولكن,, هل لهؤلاء علاج,, هل يوجد لهم دواء؟!.
** أهل المدن,, والقرى,, بالذات يقولون,, أبداً,, لم يُجدِ معهم أي علاج,, وحتى العِرقاة على الهامِه لن تجد مع هؤلاء المشاغبين.
عبد الرحمن بن سعد السماري

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
ملحق الدعوة
الاقتصـــادية
المتابعة
ملحق المذنــــب
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved