في المقال الذي كتبه د, عبد الله الفوزان صقور العقارية ، حيث تعرض فيه إلى احد المشاهد التي صادفها والتي تعجب فيها كيف يستطيع مراهق ضئيل الجسم ان يسبب الخوف والإزعاج لعدد كبير من السيدات, والمتسوقات في سوق العقارية، دون ان يبدين ميلا واضحا للدفاع عن أنفسهن!! أو وقف هذا المراهق العابث عند حده.
وذلك المقال ذكرني بحادثة تروى على ألسن السيدات ويقال إنها حدثت في إحدى مدارس البنات في الرياض.
فيروى أنه على حين غفلة من بواب المدرسة، استغل شاب مراهق الباب الموارب للمدرسة واستطاع التسلل اليها، ولكم ان تتخيلوا وجود هذا الشاب وسط هذه الكم الهائل من النسوة، حيث يقال إنه أخذ يمر على الفصول الدراسية واحدا تلو الآخر، ويطل برأسه فقط ومن ثم يغادره الى الفصل الذي يليه، بتهور صبياني غير مبرر.
أما ردود فعل الطالبات والمدرسات فأنهن انزوين في أركان الفصول وأخذن ينتفضن رعباً، مع احساس بالشلل التام، مع أنهن لو اجتمعن عليه لمزقنه إرباً، وطبعاً هذه ليست دعوة للعنف، ولكن علامات تعجب تقفز في رأسي عن الإحساس بالعجز والشلل عند المرأة وعدم القدرة على الدفاع عن النفس، ولكن على كل حال الحكاية تنتهي هكذا فيقال إن احدى المراقبات من الهيئة الإدارية استطاعت ان تقفل عليه احدى الغرف الى ان تمَّ القبض عليه.
والحادثة السابقة إن كانت صادقة مع الرواية التي ذكرها د, الفوزان، تختصر علاقة المرأة بالرجل، أو بالتحديد الإطار الذي تدور فيه هذه العلاقة على مستوى الشارع والاماكن العامة، فالمرأة هي طريدة أو صيد تتلاشى به الابعاد الانسانية ويحل بدلاً منها نزعة الاقتناص لدى ضعاف النفوس، وبالتالي يتحول الرجل لدى المرأة الى مصدر رعب وتهديد دائمين، هذا الرعب الذي تقابله المرأة على الغالب بحالة استلاب وشلل وعدم القدرة على اتخاذ موقف حازم ورادع يدافع عن انسانيتها، بل تظل متقمصة لدور الطريدة المهددة دوماً بالاقتناص والتي تنتظر العون دائما من جهة خارجية تتولى مهمة الحفاظ على الشرف والاخلاق العامة، وبالتالي لايصبح الشرف قيمة ذاتية تختارها بمحض ارادتها، بل شيء مهدد بالاختطاف في اي لحظة.
مع اننا نمتلك تاريخا مليئا بالقصص التي تحكي عن جداتنا القويات البارعات في المحافظة على ملامحهن الإنسانية، منهن تلك الصحابية التي ضربت يهودياً على رأسه في غزوة الخندق وذلك بعد ان رأته يتجسس على معسكر المسلمين فشجت رأسه.
اعود واكرر هي ليست دعوة للعنف، ولا مقابلة العنف بعنف مضاد, ولكنها وقفة تدعو للتأمل في المبارزة بين الفريسة والصياد,, وابعاد تلك المباراة.
أميمة الخميس