Sunday 6th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 22 صفر


رأي الجزيرة
ذكرى عدوان 1967م

مرت أمس الذكرى الثانية والثلاثون للعدوان العسكري الإسرائيلي على ثلاث دول عربية هي مصر وسوريا والأردن في 5 يونيو 1967م مرور الكرام!
وكان صمتنا - عرباً ومسلمين - عن هذه الذكرى المهينة تعبيراً عن شعور دفين في أطوائنا بوخز الضمير وبالذنب عن الغفلة الاستخباراتية، والسذاجة السياسية، والضعف العسكري، والقصور الثقافي في دراسة وفهم الطبيعة اليهودية، أخلاقاً وتفكيراً وقدرة على الخداع والتمويه.
فقد أدرك يهود إسرائيل أننا ومنذ نكبة فلسطين نتعامل معهم بكل تلك المثالب فينا، فعرفوا أبرز نقاط ضعفنا وغفلتنا، وسذاجتنا وجهلنا بهم، فخططوا بخبث ودهاء وتمويه لعدوانهم الناجح عسكرياً وسياسياً واستخباراتيا ودعائياً فاحتلوا سيناء، والجولان والضفة الغربية.
وطوال السنوات الاثنتين والثلاثين التي مرت على هذا العدوان الإسرائيلي فما زلنا - إعلامياً وسياسياً - نصفه بالغادر لتبرئة ساحتنا من مسؤوليته، حتى لا يفقد أبطال الهزيمة التي سميت نكسة ، هالة البطولة الزائفة والثورية الجوفاء.
وكما أضعنا هيبتنا العربية والإسلامية بهزيمة 5/يونيو/ 1967م، اضعنا أيضاً القيمة السياسية والعسكرية والتضامنية العربية لانتصار السادس من اكتوبر 1973م,, إذ ما زلنا نتغالط في أي الأدوار حسماً لتحقيق انتصار أكتوبر ولمَن؟!
فقد نسينا أو تناسينا دائماً أننا أمة واحدة لها كيان واحد عقيدة وفكراً وشعوراً، ووجوداً ومصيراً في الحياة، وإن ما يحققه طرف عربي من نصر وعز ومجد هو لبقية العرب، وإن ما يصيب طرفاً عربياً من هزيمة أو ضرر يصيب بقية الأطراف العربية، تأكيد لتلك الوحدة المصيرية.
وقد علمنا التاريخ أن قوتنا تكون دائما في وحدتنا وقد قال أسلافنا:
تأبى الرماح إذا اتحدّن تكسراً
وإذا افترقن تكسرت آحادا
ولم نتعلم - بعد كيف نتحد، وإذا اتحدنا في وقت ما بمواجهة خطر ما أو لتحقيق هدف من أهدافنا، فإننا لم نتعلم كيف نحافظ على ذلك الاتحاد.
نفرط فيه ونفركشه عند أقل خلاف بين طرفين عربيين أو أكثر,, أو حتى إذا اتخذ طرف عربي واحد موقفاً شارداً عن صف الوحدة، ونعود جميعاً إلى دوامة التشرذم، لكي يجد أعداؤنا وفي مقدمتهم إسرائيل أنسب مناخ للتحرك واغتنام فرصة الوقت الذي نضيعه في خلافاتنا الهامشية لتحقق - إسرائيل - أهدافها التوسعية في أراضينا المحتلة وتزداد قوة على قوة، فيما نزداد ضعفاً على ضعف، وهواناً على هوان!
عام 1981م وكان ما يزال ولياً للعهد، قال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في حديث صحفي مشهور عن العلاقات بين الحكام العرب: (نحن متفقون على التضامن، متفقون على الهدف فقط علينا أن نتخلى عن الحزازات الشخصية، والخلافات الهامشية).
وهي صيحة ما زالت تدوي في أسماع الحكام والشعوب العربية,, صيحة الدعوة إلى التخلي عن الحزازات الشخصية، والخلافات الهامشية، من أجل استعادة التضامن واعتباره قاعدة للعمل العربي المشترك بمواجهة المخطط الصهيوني الاستراتيجي والصليبي أيضاً الذي تتولى إسرائيل تنفيذه مرحلة بعد مرحلة، وسنة بعد أخرى في عالمنا العربي بعد ابتلاع فلسطين السليبة, عسى أن نفيق الآن مع مرور الذكرى الثانية والثلاثين لهزيمة يونيو 1967م وأن نكون قد تعلمنا درس الفهم الموضوعي لحقيقة إسرائيل، ودورها المرسوم في عالمنا العربي والإسلامي أيضاً.
الجزيرة


رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
ملحق الدعوة
الاقتصـــادية
المتابعة
ملحق المذنــــب
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved