* الدوحة - ق,ن,أ
الجولة التي اختتمها امس سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في المملكة العربية السعوددية انعشت آمال الشعوب العربية بتحقيق التعاون والتضامن العربي في زمن لم يعد يعترف الا بالكيانات الكبيرة.
ويستند التفاؤل الذي سيطر على المراقبين والمهتمين بتحقيق هذا التعاون الى الحجم والثقل الكبير الذي تتمتع به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز والى المكانة العربية المميزة التي يتمتع بها سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز الذي شملت جولته العربية المغرب وسوريا والاردن وليبيا ومصر,, فتحرك عربي بمثل ثقل المملكة يقوم به شخص من وزن الأمير عبد الله لا بد ان يؤدي الى نتائج تنعكس ايجابياً على تنقية الأجواء وتعزيز التعاون والتضامن العربي.
وجاء تحرك المملكة انطلاقاً من ادراكها الكبير للتحديات التي تواجهها الأمة في عالم اليوم ولضرورة تحقيق التضامن العربي والتعاون في مختلف المجالات وبشكل يخلق من هذه الأمة قوة قادرة على حماية مكتسباتها واحتلال المكانة اللائقة بها في العالم.
واجمع المراقبون على ان جولة الأمير عبدالله جاءت لدفع التعاون والتضامن العربي الى المستوى الذي يجب ان يكون عليه ولترسيخ وحدة الموقف العربي ازاء التطورات الراهنة وتأكيد الحقوق العربية المتمثلة في السلام العادل والشامل على اساس القرارات الدولية وانسحاب سلطات الاحتلال الاسرائيلي من الجولان وجنوب لبنان واستعادة القدس.
وكان سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز واضحاً في تأكيد الروابط التي تجمع هذه الأمة عندما اعاد التأكيد في عواصم الدول التي شملتها الجولة على ان هدف زيارته للدول الشقيقة هو تأكيد اعمق معاني الانتماء والتواصل والتلاحم بين اعضاء جسد واحد واطراف امة واحدة تربطها وحدة الماضي والحاضر والمستقبل وتجمعها وحدة الهدف والمصير ووحدة الدين والدم والانتماء,, ونحن جميعاً مهما شطت بنا الديار وتفرقت بنا الاقطار وفرقتنا الحدود التي اصطنعها الاجنبي رغم هذا كله فان ما يجمعنا اكبر واقوى مما يفرقنا فنحن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا او كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
ومثلما كان سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز واضحاً في التعبير الصادق عن الروابط العربية فقد كان واضحاً ازاء عملية السلام حيث يقول سموه: ان المملكة ليست وسيطاً في عملية السلام بل هي شريك فيها فنحن من شعوبنا العربية دماً وتوجهاً وتاريخاً وقبل ذلك عقيدة هي الأمانة في اعناقنا.
ويقول ان المملكة ثابتة في مواقفها مع الحل العادل الشامل الذي يحفظ حقوق امتنا العربية المشروعة في ارضها وانسانها ولن نقبل باجزاء الحلول او انصافها ولو وقع عليها كل العالم فإما حقوقنا كاملة وعلى رأسها قدسنا الشريف والا فان السلام سيبقى في رجم الغيب .
والواقع ان هذه المواقف المشرفة ليست جديدة ولا غريبة على المملكة العربية السعودية التي اتسمت سياستها دائما بالهدوء والبعد عن الجلبات الاعلامية وباتخاد اقسى القرارات اذا تطلبت الظروف ذلك من اجل خدمة القضايا العربية والاسلامية ولعل الأجيال لن تنسى موقف المملكة في السبعينيات ابان حرب اكتوبر 1973 حيث كانت في اشد الحاجة الى المحافظة على مواردها المالية لكنها قدمت بكل اعتزاز وفخر وشعور عميق بعروبتها واسلاميتها مصلحة الامة الكبرى على مصلحتها الخاصة وبادرت بفاعلية معلنة ايقاف تصدير مصدر رزقها الوحيد آنذاك وهو البترول كرد فعل على ما اتخذته بعض دول العالم من مؤازرة لاسرائيل.
والجولة العربية لسمو ولي عهد المملكة العربية السعودية جاءت بعد جولة اوروبية وآسيوية وافريقية قام بها سموه وحمل معه فيها القضايا العربية والاسلامية للدفاع عنها والعمل من اجل كسب الاصدقاء لنصرتها وهو بهذا يقول لن اتردد في الذهاب الى اي مكان في العالم مهما بعد طالما ان ذلك يخدم مصالح بلادي وأمتي العربية والاسلامية.
ويبقى الأمل يدغدغ قلوب ابناء هذه الامة بأن تسفر الجهود الخيرة للمملكة العربية السعودية والجهود التي تبذلها شقيقاتها عن الولوج في عصر عربي جديد يقوم على المحبة والإخاء والتعاون والتعاضد في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها لكي تحتل الأمة موقعها اللائق بها في عالم التكتلات الكبرى,
|