Sunday 6th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 22 صفر


جاذبية الأخ العقيد
د, عبد الله ناصر الفوزان

قد تبتسم وتهز رأسك وأنت تستمع الى احاديث الأخ معمر القذافي الكثيرة,, وقد ترفع حاجبيك وتجزم أن ما قاله مجرد زلة لسان,, ولكن مع هذا فإنك حين تفاجأ بأنه قد كرر ذلك في حديث آخر ثم ثالث ورابع فلا بد ان تعيد النظر في حكمك وتشعر انك قد استعجلت ثم تتأمل ما قال وقد تخرج بحكم مختلف,, وعلى الرغم من كل ذلك فإنك في كل الأحوال تجد نفسك منجذباً للاستماع لأحاديثه وقراءة المقابلات التي تجريها الصحافة معه، وقد يصل بك الأمر الى حد إلغاء ارتباطاتك لمشاهدة مقابلة معه اعلنت عنها احدى المحطات الفضائية، وقد تسأل نفسك عن سر تلك الجاذبية للأخ العقيد في ظل تلك الحالة التي نوهنا لها في بداية المقال والتي قد تبدو لك وكأنها ضد الجاذبية على طول الخط.
لقد غيرت رأيي في الأخ العقيد أكثر من مرة، وهو الآن يبدو لي من القلائل أو على الأصح من النادرين الذين يعشقون التميز والتفرد في القول والعمل ويحرصون على الابداع والتجديد ولا تأسرهم العادة وقيود السائد ولا يحد من طموحهم للابتكار احتمال انتقاد الناس أفعالهم وأقوالهم، ويمتلكون قدراً هائلاً من الشجاعة والثقة في النفس لذلك الحد الذي يجعله لا يتردد في الظهور في البرامج الحوارية على الهواء مباشرة ليتلقى صنوف الأسئلة من جميع الأجناس ومن مختلف الاتجاهات ويجيب عليها على الفور مع ما يحمله كثير منها من مقاصد مبطنة كأمر طبيعي لرئيس دولة مثل القذافي له خصوم لا يمكن ان يفوتوا مثل هذه الفرص المؤاتية، ولهذا نجد الأخ العقيد متميزاً في أقواله وأفعاله ابتداء بالمصطلحات والمفاهيم التي يبتكرها بين كل حين وآخر وانتهاء بفلسفة الحكم التي له فيها نظرية شهيرة وممارسات عملية كانت وما زالت مدهشة للعالم بأسره.
كان كل هذا - بصرف النظر عن الخطأ والصواب فيه - حاضراً في ذهني وأنا أتابع حفل الاستقبال الجميل الذي أقامه الأخ العقيد لصاحب السمو الملكي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبد الله بن عبد العزيز والوفد المرافق لسموه، فقد كان الحفل متميزاً مدهشاً مثل افعال العقيد الأخرى، وقد اقتربت من شاشة التلفزيون مبتسماً لأتابع عن قرب عملية نحر الإبل التي تمت امام جموع المحتفلين وأتبين اشكال اولئك السمر الملثمين الذين يؤدون حركات راقصة في منتهى الجمال، وكان من اكثر المشاهد تميزاً عملية توزيع الهدايا على اعضاء الوفد المرافق فقد كانت تلك الهدايا جمالاً وخيولاً وقد ذكرتني عملية التسليم بأسلوب تسليم الجوائز العلمية العالمية فقد كان احد ابناء العقيد القذافي يتجه نحو الضيف صاحب الهدية ثم يصحبه لمكان التسليم امام المحتفلين ويمسك بالخطام او اللجام ويسلمه للضيف صاحب الهدية بأسلوب لافت للنظر وجالب للابتسام.
لقد تأثرت عاطفياً وأنا اتابع ذلك الحفل المتميز بكل ما اشتمل عليه من فقرات مثيرة متميزة تنم عن الاجتهاد في اخراجه في مظهر فريد وتدعيمه بكثير من مظاهر التكريم وقد احسست وأنا مسرور أبتسم ان ذلك اكرام لي ولكل مواطن سعودي وقد وجدت من المناسب ان اعبر عن شعوري هذا وأنوه بتألق الأخ العقيد في تلك الليلة العربية الليلاء بكل ما في الكلمة من معنى بكرمها وشهامتها ووفائها واستحضارها بعض رموز الإرث التليد مشيداً بجاذبيته اللافتة للنظر كعادته دائماً تلك الجاذبية التي تحتاج كي نقف على بعض مقوماتها لحديث جديد في مقال جديد.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
ملحق الدعوة
الاقتصـــادية
المتابعة
ملحق المذنــــب
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved