هكذا قصة متميزة لطالبة ثانوي,. (حلمية الواقع,, كيف؟!) فهد العتيق |
* هذه لقطة قصصية لطالبة ثانوي تودع مدرستها بعد التخرج منها، ولكن في ثنايا تلك المقالة (وداعا مدرستي) التي نشرت في صفحة عزيزتي الجزيرة قبل ايام لقطات وصور قصصية هامة جدا بعفويتها وابداعها بعيدا عن التجنيس الادبي واظن من النادر او الصعب ان تجد مثل هذه اللقطات والصور الابداعية لطالب ثانوي يكتب لاول مرة او لطالبة ثانوي ربما هذه اول تجربة لها في الكتابة لكنها لا تخلو من فن وابداع ولحظات وصفية شفافة وموحية لم اجدها في الحقيقة، في كثير من كتب القصة لدينا، رغم فارق التجربة!!
تكتب طفول العقبي:
(كنت ألعب الغميضة في ساحة المدرسة - الى ان صرت ارقب الاطفال الذين كانوا في نفس عمري يلعبون نفس اللعبة بنفس المرح والحبور البريء، كنت اركض معهم بمخيلتي، فأعود طفلة بعينين مكحلتين بالضحكات، وبضفيرتين كانت تجدلهما امي فتختلط سمرة اصابعها بشموس شعري ألبس (المريول) وأتأبط الكتب وانطلق فراشة صغيرة او نحلة نشطة تركض وتطير في كل الحقول).
وفي مكان آخر تقول الكاتبة المبدعة:
(سنودع الى الابد فضاء الفسحة، دفء الزحام امام مقاصف المدرسة، انتظار دقة جرس الحصة الاخيرة، الشخبطات على المقاعد، وهج القلم الاحمر الذي تلون به المعلمات دفاتر الواجب، اوراق الامتحانات، سنطوي شرائط الضفائر وبكلات ذيل الحصان، الجوارب البيضاء والحذاء الاسود، وربما لن نعرف الا بعد سنوات ان لتلك الملابس البسيطة التي كانت تبدو لنا مملة اصواتا مثيرة حميمة تنادي تلك الفتاة الصغيرة التي كانت تأتي كل صباح مسرعة الى مدارس دار السلام).
* ليس لدي اية رغبة في اضاءة مثل هذه اللقطات البسيطة التي تعبر عن نفسها، فقد تحققت حركة الخيال في تلك المقالة القصة عن طريق بعض الجمل والمفردات الوصفية المميزة وعن طريق استحضار المكان والزمان وتجسيدهما او محاولة تحويلهما الى كائن حي بروح واحدة في كتابة يبدو ان مصدر تميزها تلك العفوية والبراءة التي اطلقت الخيال الحميم للكاتبة لتعبر عن واقع اكثر حميمية،
وهذا ما يعزز قناعتي ان الكثير من كتاباتنا القصصية ذات التجربة تفتقد في الغالب مثل هذه العفوية والبراءة بعد ان يكون تركيزها على ضرورة الكتابة والحضور الصحفي!! قبل التركيز على اشياء مهمة مثل عفوية طرح الفكرة وكيفية صياغتها، لهذا ربما نرى الكثير من الحرفة او التصنع او التكلف او الزخرفة اللفظية في النص القصصي اكثر من حضور الادب الحقيقي
وآمل ان تواصل طفول كتابتها وان تخلص لها وتثابر وتصبر من اجلها لكي تحقق نفسها ادبيا بشكل اوضح.
* وفي مكان آخر نقرأ للاديب عابد خزندار رأيا يقول: (اننا بدأنا ندخل عصر ما بعد الحداثة اذ بدأت الاعمال الادبية العربية تعود الى المضمون بعد ان كانت تركز على الطريقة الشكلية في حين اجد ان الشعر اخذ يعود للمضمون اكثر من الرواية).
* وهذا ما يعزز رأيا ذكرته لمجلة اليمامة في حوارها معي العام الماضي عندما اكدت على عودة القصة المحلية العربية الان الى المضمون وتركيزها عليه ولكن بعيدا عن لغة القاموس وقريبا من منحى لغة خاصة، لغة جدل موح تستفز وعي المتلقي وتحرضه على مشاركة الكاتب، بطرائق اكثر جدة وبعيدا عن الكيفيات السائدة والمألوفة في الكتابة الادبية.
* ,,,, وللحديث صلة الاسبوع القادم.
|
|
|