Sunday 6th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 22 صفر


ديوان الأم والإبن - 7
تغريبة فلسطينية إلى أمي,, ومنها إلى أبي
شعر: إبراهيم نصر الله

في حديثها عن ضينها
أخبىء أيام عمري هنا
واحداً
واحداً
كي أطل على قمر تحته طفلة كالقمر
تسافر حافية في الليالي
لتغسل وجه التراب
وتؤنس روح الشجر
وتعبر عشرين حلماً لتبلغ ورد صباها
وتفتح في الريح درباً
وفي الأغنيات ممر
أخبيء ايام عمري
لأرجع ثانية لجرار مياهي
ووقع خطاي على بيدر القمح
اني توجهت وجه لربي
واني ركعت هنالك سجادة لصلاتي
واني مضى الدرب بي
سيعيد المدى خطواتي
اخبىء ايام عمري
لأخفي مرور المنافي على قسماتي
فإن مر موت
مضى في سبيل نهاياته
لا دمي فوق كفيه يخبو
ولا جسدي فيه يطفو
ولا تلتقي بامتدادات عتمته طرقاتي
اخبىء ايام عمري
هنا في عيون بناتي وأبنائي النائمين
عصافير فوق قرون المهاة
وأطوي ظلامي الذي شفته
والدماء التي تملأ الذكريات
لأحيا حياتي
كأن لم أمت مرة مرتين
ثلاثين
خمسين
يا سندي
ههنا في حياتي!!
في حديثها عن حلمها
قال لي
: لا تنامي
كأن الحياة هنا كلها الآن
تعبر يا امرأتي من أمامي
ذهبت الى السوق هذا الصباح
كما تعرفين
ولكني قد رأيت الذي عشته طول عمري
غريباً علي
الوجوه,.
الخضار
الخراف الصغيرة
والبرتقال
ووجه الصبي
وما بين اسلاك اقفاصه من دم وحمام!!
رأيت الشوارع غير الشوارع!
كنت وحيداً
وبي بعض خوف
فألقيت حيث التفت سلامي
,,على ربطة الخبز بين يدي طفلة
وعلى امرأة
كلما امسكت يدها طرف ثوب صغيرتها
ضيعت ولدين وبنتين
وسط الزحام
وعلى جدة بثياب الحداد
تبيع الشموع
ولا يشتري احد
فكأن الظلام انتهى ههنا
ورعاة الظلام
قال لي
:لا تنامي
تحسست جسمي هذا الصباح
فأحسست اني بعض سماء
يداي غمام
وصدري غمام
ووجهي وخفقة روحي
,,عظامي
وصوتي
وحلمي
ووقع كلامي
وحين رجعت الى بيتنا
- لم اصل بعد -
كانت سهام تهب وتعبرني
ورأيت سهاما هنالك يا امرأتي في السهام
كأن الضباب هنا منزلي
والرياح مقامي
ولكنني نمت قبل وصولي اليك
ولا شيء أخشاه كالنوم
لا يحلم النائمون باشباههم
لا تنامي
لأحلم فيك هنا ثم احلم
ان لم يكن ضوء عينيك في الحلم
فأرجوك يا امرأتي
لا تنامي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
ملحق الدعوة
الاقتصـــادية
المتابعة
ملحق المذنــــب
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved