دون ان نشعر قبل ان نحتمي بالمظلات الواقية لمشاعرنا واحساسيسنا تفاجئنا غيمة الحزن فتسقط علينا امطارها التي لا تنتهي فيكون وقعها على قلوبنا اشد من مطرقة حداد صلف يمزق بها صمت السندان الساكت.
يصر الحزن على ان يوافينا كل لحظة ويضرب لنا ميعادا في كل حين وعادة لا تنتهي زياراته الا بصرخة استغاثة يطلقها القلب لما تبقى من الجوارح التي لم يتلفها الحزن بعد!!
من يا ترى يحمينا من الحزن؟!
بل من يا ترى يستطيع انقاذي منه بعدما ضرب خيمته المهترئة، في كل جزء من جسدي منذ شهر كامل؟!
شهرا كاملا,, وانا اراوح في مكاني,, شهر كامل,, دخلت فيه معارك ضارية ثم اكتشفت ,, انها خاسرة,.
ولكن ياللألم بعد فوات الاوان,,!!
ويقتلني سؤال:
لماذا يقلل الانسان من قيمته وهيبته وسطوته بقرن اسمه مع (شخوص) (هلامية) لا تليق به,, بل هي مثل الورم الحميد,, هذا ان لم تكن ورماً خبيثا ,, بل هي كذلك فعلا.
لماذا يا ترى يأسرنا في كثير من الاحيان الاندفاع العاطفي,, والخطوات غير المحسوبة التي تجعلنا عاجزين عن الفصل بين الوهم والحقيقة,, بين مبدأ الربح والخسارة؟!
من يا ترى كان يوجهني الى هذا الطريق,, الذي ما سلكته في حياتي قط,, ولن أسلكه ما بقيت؟!!
شهرا كاملا وانا أبعثر في قوافل الهم، وأتعجب كيف لم يسمعني الاخرون,,!!
ألم تصلهم صرخات استغاثتي؟!
شهرا كاملا لم اقرأ شيئا,, ولم اكتب شيئا,, ذا فائدة,, كنت أقتات على مشاعر متضاربة، وافكار هاربة احاول ان آسرها في قبضة صلبة قلما تفلت الاشياء منها.
شهرا كاملا حصرت كل اهتماماتي بشخوص تافهة ليس لها,, ولن يكون لها اي قيمة,, الان او مستقبلا,,!!
من يا ترى كان المسؤول عن تغييب وعيي في ذلك الشهر؟! بل من المسؤول عن كل ما حدث؟! ومن المستفيد؟!
لماذا نجعل من مخيلتنا حصانا جامحا تمتطيه (شخوص) (فارغة) لا يعترف بها الزمن ولن يقدم على هذا الفعل؟!
نندم كثيرا على تصرفاتنا واحكامنا تجاه الاخرين، ولكن هذا لا يغير من الحقيقة (المؤلمة) شيئاً ولكننا فقط لم نمتط الموجة المناسبة في ايصال مواقفنا وما نؤمن به الى الطرف الاخر,.
وتبقى الوسيلة التي نختارها تحدث فروقا عظيمة بيننا فيظهر من المندفع؟! ومن المتروي؟!
وتتحول في اثارة غريبة رقعة الشطرنج الى مربعات بيضاء، مع تلاشٍ مخيف لنقاط الظلام السوداء,ولكن,.
لا بأس,, لم أخسر كل شيء، وظفرت بمكاسب لم اكن لأنالها لولا هذه التجربة (القاسية) وتعلمت الكثير الكثير,,.
يكفي انني تيقنت ان المزيفين يحمي بعضهم بعضا!! يا الهي!!
ويرددون في حمق (ان امورهم تسير من جميل الى اجمل)
يكفي انني تيقنت ان ليل الصمت سيلفهم جميعا وسيدبر (نجمهم) الى حيث لا رجعة وستتحول اخبارهم (السارة) الى (مأتم اكون اول المعزين فيه).
يكفي,, انني تيقنت انني أخطأت وانني لابد ان اعترف بخطئي في اختيار الطريقة المناسبة لإيصال ما اريد ان اقوله وتسجيل موقف تجاه ذلك.
* * *
الى نفسي:
دعيني أحمل اوزاري فقط,.
ذنوبي,.
عيوبي,.
كل السطور التي كتبتها,.
حتى الفواصل والنقط,.
اليه:
الزميل (عبدالله الحسيني),.
أعلم اني خذلتك,.
فلكم نصحتني بالترفع عن اصحاب (التوافه),.
ولكن لا بأس,, فطريق التصحيح موصول,.
أعد بذلك,.
اليهن:
قد تكون احكامي قاسية بعض الشيء ولكن ألا يشفع لي انها تصدر من قلب طيب - هكذا أظنه - يحب الجميع وما كره احدا في حياته حتى الذين عادوه بسبب مواقفه وسأظل أردد ما بقيت:
النار تأكل كل شيء,.
جميلا كان او قبيح,.
الخرس ما استطاعوا ان ينطقوا فاحترقوا,.
بل حتى من النار لم ينج الفصيح,.
ولكم جميعا وداع جميل
منير عوض