زرقة البحر
تلك التي نثرت في صدور المرافىء زهو انوثتها ثم مدت ذراعين ظامئتين لروشة بيروت
جاء الفجر ليقول لها:
زرقة أم طلل؟
المراهقة الراكضة في عروق العناقيد
تضحك شيئا فشيئاً
وتشتد
حتى تصير العناقيد كأسا
فيأتي الضجر ليقول لها:
انت دالية أم طلل؟
الأغاني التي علمتنا الجلوس على الجمر
قبل الأوان
وتفتح فوق تباريحها ما يسمونه القلب
حتى اذا مسه اللهب الأنثوي المراوغ
جاء الضجر ليقول له:
لهب أم طلل؟
القصائد حين تئن النداءات فيها
فتحمد حتى اللغة
وحين يخامرك الشك فيها:
عصافير ام كلمات؟
فاذا ما ارتويت بها
وتسامى الجناحان
جاء الضجر ليقول لها:
لست شعرا ولكن طلل
الجميلات يضحكن يأسرن
ينشرن غطرسة الماء
ينشرن ما سوف يأتي خجولاً كما السيف
واذا يترعرع فيهن ان الموانىء قادمة
يستفيق الضجر ليقول لهن ولي:
كل هذا طلل
علمونا طويلاً
ومرت جميع السياط علينا لنحفظ ما علمونا
ولكننا اخذتنا الصبابة نحو النهار الذي سوف يأتي
فلما اتى أطفأوه ولكنه لم يزل في الضمير
وجاء الضجر ليقو لنا:
الضمير طلل.
|