حادثة اقتحام (تابعتها عبر الصحف المحلية) لمدرسة محلية من قبل طلبة مسلحين او طالب مسلح (لا فرق)!.
هذه الحوادث تمت بعد فترة قصيرة جداً من حادثة (ليتل تاون) في الولايات المتحدة الامريكية والتي ذهب ضحيتها عدد كبير من طلبة المدارس في ولاية (كولورادو).
ويرتفع السؤال هنا,, هل هناك رابط,,؟ هل هناك علاقة بين بلدة ليتل تاون والقرية الصغيرة بجانب الزلفي التي تعرضت للاقتحام.
وكما هو معروف ان المجتمع الامريكي مجتمع عنف وترتكب فيه حادثة قتل كل 22 دقيقة، وحادثة اغتصاب كل 5 دقائق وحادثة سطو كل 47 ثانية ناهيك عن الجريمة المنظمة التي تتخصص في السرقة والقتل وتجارة المخدرات.
وعلى الرغم من هذا كله فان حادثة (ليتل تاون) قد روعت المجتمع الامريكي بل العالم بأسره,, وقوبلت تلك الحادثة بعدد من التدابير والاحتياطات الأمنية والبحوث والدراسات الاجتماعية والنفسية والمتابعة والبحث من اكبر السلطات التنفيذية والتشريعية هناك مروراً بالكونغرس وانتهاء بالرئيس الامريكي (كلينتون) الذي ذهب هو وزوجته لتعزية اهالي الطلبة المنكوبين.
وأطلق صيحة استنفار في عموم الولايات المتحدة على ضرورة مراجعة طبيعة العلاقات العائلية بين الافراد بل أقر قانوناً يلزم جهات العمل من مؤسسات وشركات بمنح العمال والمنسوبين من اصحاب الأسر المزيد من الوقت يستطيعون ان يقضوه مع افراد اسرهم وأولادهم.
وبالتأكيد الحادثة التي تمت لدينا غريبة على هذا المجتمع وعلى نسيجه وتركيبته ولكن يجب الا نركن الى هذه النتيجة ونطمئن اليها ونغفل عن اشياء كثيرة قد تكون طرأت واستجدت نتيجة للحراك الاجتماعي الذي يماشي الوقت ويواكبه.
وبالتالي لا يجب ان نثق في مسلماتنا القديمة في تفسير الأمور وتحليلها، بل يجب متابعتها بحرص وتأهب من قبل الجهات المسؤولة سواء أكانت تعليمية تربوية أم غيرها.
إن حادثة مثل هذه على الرغم من غرابتها إلا أن تزامنها مع مجزرة ليتل تاون يعطي اشارة الى ان الخلفية اكثر اتساعاً من ان تمر مروراً عابراً,, والسلام, وأعتقد ان لدينا من مراكز البحوث والتحليل العدد الذي من الممكن ان يدرج هذه الحادثة في اطارها اللازم وفي الوقت المناسب وقبل ان يتسع الشق على الراقع!!.