Thursday 3rd June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 19 صفر


إسقاط منشورات من الجو سبق إسقاط المساعدات
منظمة الإغاثة الدولية تحذر المجتمع الدولي من أن مجاعة طاحنة تهدد لاجئي كوسوفا
ارتفاع عدد اللاجئين والمشردين من سكان الإقليم وتقرير عن مقتل 30 ألف كوسوفي

* واشنطن - العواصم - الوكالات
حذر مسؤولون بمنطقة الاغاثة الدولية من ان لاجئي كوسوفا مهددون بالمجاعة مالم يتم تزويدهم بالمزيد من المساعدات الغذائية.
واعرب المسؤولون عن قلقهم الشديد من عدم وجود طعام مع اللاجئين الذين يزيد عددهم على نصف مليون شخص.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية ان آلاف الطرود التي تحوي المواد الغذائية تم اسقاطها بواسطة طائرات نقل روسية من ارتفاعات تبلغ عدة مئات من الأمتار على اللاجئين.
واضاف ان هذه الطرود التي يبلغ وزن كل منها حوالي كيلوجرام وصلت الى الأرض بسرعة ستين كيلومترا في الساعة.
لكنه أوضح ان هذه الطرود لا تكفي إلا لإطعام ثمانية آلاف شخص في اليوم.
مشروع إسقاط أغذية جوا لكوسوفا يبدأ بمنشورات
قال مسؤولون أمريكيون: ان طائرة مولدوفية اسقطت منشورات على اجزاء من كوسوفا في وقت مبكر أمس الاربعاء في بداية خطة لتوصيل اغذية بطريق الجو الى الألبان الذين فروا من ديارهم الى المناطق الجبلية.
واضاف المسؤولون قولهم: ان الطائرة وهي من طراز انتونوف/26 ولها طاقم خبير بعمليات الاسقاط الجوي في المناطق الخطرة ستقلع من بيسكارا في ايطاليا لبدء أول عملية من نوعها منذ بداية الصراع بين حلف شمال الأطلسي ويوغوسلافيا في مارس آذار الماضي.
إبلاغ السلطات اليوغسلافية بالخطر
وكانت لجنة الانقاذ الدولية التي تدير العملية التي تمولها الولايات المتحدة قد ابلغت السلطات اليوغوسلافية بخطتها لكنها لم تسألها الموافقة عليها, وتمنى حلف شمال الأطلسي النجاح للعملية لكنه قال: انه لن يقوم بمصاحبة الطائرات التي تنفذ عمليات الاسقاط أو حمايتها.
وقال مسؤول في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هاتفيا من بيسكارا ان المنشورات ستبلغ شعب اقليم كوسوفا الصربي الجنوبي ان طائرات بيضاء لها خطوط برتقالية ستقوم بمهمة انسانية لاسقاط الأغذية.
وتقدر الوكالة التي تقوم بتمويل الاسقاط الجوي وتقدم بعض المعونات الفنية أن أزمة كوسوفا تسببت في تهجير ما بين 500 ألف و600 ألف من السكان الألبان عن ديارهم داخل كوسوفا.
ارتفاع أعداد اللاجئين والمشردين من سكان كوسوفا
من ناحية أخرى ذكر تقرير للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ان اجمالي عدد اللاجئين والمشردين داخليا في منطقة البلقان بسبب الأزمة في اقليم كوسوفا قد ارتفع الى 781 ألف شخص.
واشار التقرير الذي وزعه المكتب الاقليمي للمفوضية العليا بالقاهرة أمس الى ان هذه الاعداد تشمل 67 ألفا و600 شخص في جمهورية الجبل الأسود و249 ألفا و300 شخص في جمهورية مقدونيا و442 ألفا و400 شخص في ألبانيا.
وقال التقرير: ان ما اجماليه 1102 لاجىء قد غادروا مقدونيا أمس الأول الاثنين الى دول أخرى ليصل اجمالي اعداد الذين تم ترحيلهم بموجب برنامج الترحيل الانساني التابع للمفوضية العليا الى 73 ألف شخص.
واضاف التقرير ان الجهات التي يتوجه اليها هؤلاء طبقا لهذا البرنامج تشمل النمسا وفرنسا والمانيا وهولندا والنرويج والسويد وسويسرا وان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قد تلقت عروضا بوجود ما يصل الى 137 الف مكان في 40 دولة لصالح هذا البرنامج الانساني.
من ناحية أخرى بدأت السيدة صاداكو أوجاتا مديرة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة جولة امس في كل من البوسنة والهرسك وكرواتيا تستغرق اسبوعا تلتقي خلالها بكبار المسؤولين الدوليين المشرفين على تنفيذ اتفاق دايتون للسلام في البوسنة كما تقوم بزيارات تفقدية لأماكن عمليات المفوضية العليا للاجئين.
يخب تجهيز مخيمات اللاجئين
استعدادا لحلول فصل الشتاء
وفي واشنطن اعلن البنتاغون انه يجب تجهيز مخيمات اللاجئين استعدادا لحلول فصل الشتاء حتى وان تم التوصل الى اتفاق سلام في كوسوفا غدا أو الاسبوع المقبل.
واعلن الناطق باسم البنتاغون كنيث بيكون خلال مؤتمر صحافي سنجهز مخيمات اللاجئين بالشكل المناسب استعدادا لحلول فصل الشتاء, وأرى انه حتى في حال تم التوصل الى اتفاق سلام غدا أو الاسبوع القادم فمن غير المنطقي توقع عودة جميع اللاجئين الى ديارهم في الوقت ذاته .
وقال من الممكن ان يكون بعضهم في مقدونيا أو ألبانيا خلال الشتاء ولذا علينا تجهيز المخيمات تحسبا لهذا الاحتمال .
وتابع ان اللاجئين سيعودون الى كوسوفا عندما ستؤمن لهم أماكن للعيش وقد يتطلب ذلك بعض الوقت .
978 ألف لاجىء كوسوفي
وفي جنيف قدرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة بنحو 978 الفا عدد اللاجئين من كوسوفا منذ بدء النزاع في 24 آذار/ مارس الماضي.
وتأتي تصريحات بيكون في حين كانت الاستعدادات جارية صباحا في ايطاليا لالقاء مساعدات انسانية للنازحين داخل كوسوفا للمرة الأولى بحسب منظمة انسانية خاصة.
وافاد مصدر امريكي في روما أمس الأول الثلاثاء ان العملية ستبدأ اليوم انطلاقا من مطار بيسكارا وسط على الساحل الادرياتيكي.
وتنظم العملية منظمة انترناشونال ريسكيو كوميتي الأمريكية غير الحكومية وتمولها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وهي هيئة حكومية أمريكية.
وأوضحت المنظمة ان العملية ستبدأ برحلة أولى امس في الساعة 2,00 ت,غ تلقي خلالها طائرة منشورات بلغات عدة فوق المناطق التي تم اختيارها لابلاغ السكان بعملية القاء المواد الغذائية في اليوم التالي.
وغدا ستقلع طائرتان من طراز انطونوف26 في الساعة 2,00 تغ يقودهما طياران سلوفاكيان من بيسكارا وستلقيان مساعدات غذائية, ويتوقع ان تستغرق المهمة اربع ساعات.
ولاحقا ستنظم المنظمة غير الحكومية رحلتين يوميتين فوق كوسوفا لالقاء مساعدات غذائية.
مفوضية اللاجئين تستعد للتكفل بمليون لاجىء
وفي جنيف اعلن مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ان المفوضية تقوم حاليا باستعدادات للتكفل بنحومليون لاجىء من ألبان كوسوفا خلال فصل الشتاء القادم.
وأكدت المفوضية تقارير أفادت بأن المستشفيات الصربية في كوسوفا اصبحت مكتظة بالمصابين من رجال الشرطة والجنود الصرب وأن مسؤولي تلك المستشفيات يرفضون معالجة الأطفال من ذوي الأصول الألبانية.
وقال دينيس مكنامارا المبعوث الخاص للمفوضية الى يوغوسلافيا سابقا في جنيف ان الرقم الذي نعتزم التكفل به من اللاجئين خلال النصف الثاني من العام الجاري هو مليون و250 ألف لاجىء .
واضاف ان الآمال بدأت تخبو في امكانية عودة اللاجئين الى كوسوفا قبل حلول الشتاء.
يذكر ان 781 الفا من ألبان كوسوفا فروا حتى الآن من اقليم كوسوفا الى البانيا ومقدونيا ومنتنيجرو جمهورية الجبل الأسود المجاورة.
وأوضح مكنامارا ان مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تقوم حاليا بشراء أكبر كمية ممكنة من السلع المتوافرة في مقدونيا بهدف دعم الاقتصاد المحلي, واشار الى ان المفوضية وغيرها من منظمات الاغاثة قامت بانفاق 15 مليون دولار مطلع نيسان/ ابريل شملت رواتب الموظفين المحليين العاملين معها.
وقالت المفوضية انها في حاجة الى عشرة ملايين دولار اسبوعيا للوفاء بواجباتها تجاه اللاجئين.
وابلغ لاجئون وصلوا الى مقدونيا العاملين بالمنظمة بأن المستشفيات الصربية في كوسوفا اصبحت مكتظة بالجرحى من رجال الشرطة وجنود الجيش الصربي وترفض معالجة الأطفال من ألبان كوسوفا بحجة عدم توافر الأسرة.
وذكر هؤلاء اللاجئون ان 16 طفلا كانوا قد اصيبوا بجراح الاسبوع الماضي في انفجار في جنيلان بكوسوفا ولم يتلقوا أية رعاية طبية من أي نوع.
واضافت المفوضية انها تلقت تقارير بأن 64 لاجئا من جنيليلان عادوا أدراجهم الى كوسوفا من الحدود المقدونية نتيجة عدم وجود جوازات أو وثائق سفر في حوزتهم.
وكان لاجئون قد أبلغوا المفوضية قبل بضعة اسابيع بأن الصرب انتزعوا منهم كافة الوثائق الخاصة بهم حتى تصبح مسألة عودتهم الى كوسوفا اكثر صعوبة.
330 ألف لاجىء وصلوا مقدونيا
وكان ما اجماليه 330 لاجئا ألبانيا قد وصلوا الى مقدونيا ليلة الأثنين واشارت المفوضية ان الجانب الاكبر من هؤلاء اللاجئين اضطروا الى السير عبر الأحراش والغابات بدلا من عبور نقاط التفتيش الحدودية الرسمية.
وأوضحت المفوضية ان الصرب أغلقوا بالفعل نقطة عبور بلاتش الحدودية التي كان أكثر من 30 ألف لاجىء قد تدفقوا من خلالها على مقدونيا قبل اسبوعين.
وكان 286 لاجئا قد نجحوا الأثنين الأول في دخول ألبانيا رغم القصف العنيف بالمدفعية في المنطقة الحدودية.
كما ذكرت المفوضية ان العديد من قذائق المفوضية المدفعية الصربية سقطت بالقرب من بلدة كروم الألبانية التي تقع على بعد 25 كيلومترا شمال كوكيس التي اتخذ منها آلاف من اللاجئين ملجأ لهم.
وأوضحت المفوضية ان موظفيها يرتدون حاليا السترات والخوذات الواقية من الرصاص عندما يخرجون لمساعدة اللاجئين الذين يعبرون الحدود من كوسوفا الى داخل ألبانيا.
تنديد بانتهاكات حقوق الإنسان في كوسوفا
هذا ونددت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة ماري روبنسون بالانتهاكات الخطيرة والمستمرة لحقوق الانسان في كوسوفا التي ترتكبها القوات الصربية ضد المواطنين من الأصل الألباني.
ودعت السلطات اليوغوسلافية الى وقف هذه الانتهاكات وسحب قواتها العسكرية وشبه العسكرية وقوات الأمن من الاقليم فور وبدون شروط واحترام المبادىء الدولية لحقوق الانسان واتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكلات الملحقة بها والموقع عليها من جانب يوغوسلافيا.
وأكدت روبنسون في آخر تقرير لها عن كوسوفا أنها حصلت على معلومات خلال جولتها في المنطقة في الفترة من 2 الى 13 مايو الماضي جديرة بالتصديق على وقوع انتهاكات خطيرة ومستمرة لحقوق الانسان في كوسوفا.
وقالت: انه بحلول يوم 20 مايو الماضي فان اكثر من 750 ألف شخص اضطروا أو أجبروا على مغادرة كوسوفا في الوقت الذي توجد فيه اعداد أخرى كبيرة من سكان الاقليم غير معروف عددهم بالضبط مشردين في الداخل.
وحثت روبنسون الحكومة اليوغوسلافية على الانسحاب الفوري وغير المشروط لوحدات الجيش والشرطة من كوسوفا وكذلك الشرطة الاتحادية والقوات شبه العسكرية المسؤولة عن الانتهاكات الجماعية لحقوق الانسان في الاقليم.
مقتل ثلاثين ألفا في كوسوفا
وفي بون ذكرت جماعة المانية لحقوق الانسان ان عددا يقدر بثلاثين الفا قتلوا في عمليات التطهير العرقي التي تقوم بها القوات اليوغسلافية أو الضربات التي يقوم بها حلف شمال الأطلنطي الناتو على كوسوفا.
وذكرت جمعية الشعوب المهددة ان دراسة شملت ألفا من لاجئي كوسوفا الذين وصلوا الى البانيا خلصت الى تقارير متكررة حول ارتكاب فظائع واعمال قتل جماعية.
وقال التقرير ان اللاجئين الذين شملتهم الدراسة قالوا: ان ما بين الفين الى ثلاثة آلاف من أهالي كوسوفا قتلوا.
وذكرت الجمعية ان الرقم الاجمالي للضحايا حتى الآن ومنهم من قتل على أيدي القوات اليوغسلافية وضربات الناتو او ماتوا بسبب الضغوط التي تعرضوا لها اثناء الفرار من ديارهم يمكن ان يقدر بثلاثين ألف شخص.
واضافت ان الاستراتيجية الاجرامية للقوات الصربية في كوسوفا تتماثل في أوجه عديدة منها مع برنامج التطهير العرقي في البوسنة والهرسك, ولهذا يخشى ان يرتفع عدد الضحايا أكثر من هذا بكثير.
وقال مدير الجمعية على الرغم من بشاعة تلك الجرائم إلا أنها لم تصل بعد الى أبعاد المذبحة التي تعرض لها المسلمون في البوسنة , ويقدر ان ما يربو على مائتي ألف بوسني غالبيتهم من المسلمين قد قتلوا في حرب البوسنة.
وتقدم نتائج التقرير الى المحكمة التابعة للأمم المتحدة في لاهاي والتي اتهمت الاسبوع الماضي الرئيس اليوغسلافي ميلوسيفيتش وغيره من الزعماء في بلجراد بارتكاب جرائم حرب.
قنابل تسقط على بلجراد عشية وصول مبعوثين
هذا وعلى صعيد العمليات العسكرية لحلف الناتو فقد هاجمت الطائرات الحربية لحلف شمال الأطلسي بلجراد والمناطق المحيطة الليلة قبل الماضية قبل ساعات من وصول مبعوثين دوليين الى العاصمة اليوغوسلافية المشلولة لتقييم احتمالات التوصل الى اتفاق سلام لحل أزمة كوسوفا.
واخبرت أجهزة الاعلام المحلية بوقوع غارات جوية على أهداف كثيرة حول المدينة حتى الساعات الأولى من صباح امس الاربعاء.
وقالت وكالة الانباء اليوغسلافية تانيوج ان بلدة اوبرينوفاتش التي تقع الى الجنوب الغربي من العاصمة اصيبت بسبعة صواريخ في نحو الساعة 8,30 مساء أمس وان الدفاعات الجوية اليوغوسلافية ردت بقوة.
وقالت وكالة الانباء المستقلة بيتا انه وقع انفجار قوي في ضاحية بانوفو بردو في بلجراد الساعة 9,30 مساء 1930جمت وان اصدار الانفجار أحس بها الناس في وسط المدينة.
وقالت تانيوج ان شخصا اصيب بجراح حينما انفجر صاروخ قرب محطة بنزين على الطريق بين بلجراد وبلدة بانسيفو الصناعية التي تبعد 20 كيلومترا شمال شرقي العاصمة.
وقال سكان بلجراد انه وقعت انفجارات قوية آتية من نقاط مختلفة أخرى حول العاصمة وعن نيران مكثفة معادية للطائرات, ويكافح السكان لتسيير أمور حياتهم اليومية بقليل من امدادات الكهرباء والمياه والوقود بعد 70 يوما من الحملة الجوية.
انفجار قوي يهز بلجراد سمع أمس
وفي بلجراد هز انفجار قوي بلجراد امس الاربعاء بعد قليل من ارجاء مبعوثين دوليين زيارة للمدينة لعقد اجتماع حاسم مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش.
ولم يتضح بعد سبب الانفجار وإن ابدى بعض السكان اعتقادهم بأن طائرة كسرت حاجز الصوت.
وكانت صفارات الانذار قد دوت في المدينة قبل دقائق من وقوع الانفجار.
كندا وقوة حفظ السلام المقترحة في كوسوفا
وفي اوتاوا تدرس كندا بطلب من حلف الأطلسي امكانية مساهمتها في قوة السلام التي من المفترض ان تصل الى كوسوفا في حال التوصل الى اتفاق مع بلجراد,, وجاء ذاك الاعلان على لسان مارتي ايجلتين وزير الدفاع الكندي.
وكانت كندا قد التزمت بارسال ثمانمائة جندي او اكثر اذا دعت الضرورة، وقد وصل الى المنطقة حتى الآن مائتا جندي كندي وسيصل الباقون قبل التاسع عشر من الشهر الحالي.
وتستضيف كندا حالياً خمسة آلاف لاجىء من كوسوفا في اطار مساهمتها في التخفيف من آثار الازمة الانسانية التي يواجهها ابناء كوسوفا اثر عملية التطهير العرقي الواسعة النطاق التي تمارسها سلطات بلجراد ضد سكان الاقليم.
الصين وروسيا تطالبان بإنهاء قصف الناتو
وفي بكين ذكرت وكالة الانباء الصينية الرسمية في بكين ان الصين وروسيا طالبتا امس الاربعاء بوقف فوري لهجمات حلف شمال الاطلنطي (الناتو) على يوغسلافيا كشرط ضروري مسبق لاي تسوية سياسية للصراع في اقليم كوسوفا.
وقد عقد وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف محادثات مع قادة صينيين في بكين امس الاربعاء بهدف بحث احتمالات التوصل الى حل سياسي لازمة كوسوفو.
كما اجرى ايفانوف محادثات مع رئيس الوزراء الصيني تزو رونجي في اعقاب لقائه مع وزير الخارجية الصيني تانج ياشوان.
وقال مسؤولون: ان روسيا والصين العضوين الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة واللتين تمتلكان حق النقض (الفيتو) للاعتراض على اي حل مطروح لازمة كوسوفو تريدان تنسيق جهودهما بشكل افضل.
أمريكا حذرة إزاء الوسيط الروسي في الصراع
وعلى صعيد الجهود الدبلوماسية وبخلاف حلفائها الاوروبيين بدأت الولايات المتحدة تفقد الثقة في ان يكون الوسيط الروسي فيكتور تشرنوميردين الورقة الرابحة للغرب في صراع كوسوفا.
فبينما تعرب كل من فرنسا والمانيا عن التفاؤل الحذر ازاء ما يظهر انه قبول من جانب بلجراد لاقتراح السلام الذي تقدمت به مجموعة البلدان الثمانية الصناعية الكبرى وروسيا فإن واشنطن تتشكك بصورة واضحة في مثل هذا القبول ويعتقد المسؤولون الامريكيون ان تشرنوميردين لم يحمل رسالة الحلف الى بلجراد.
يخب النظر بعين الاعتبار إلى إعلان بلجراد
وفي باريس اكد رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان ضرورة النظر بعين الاعتبار اعلان بلجراد موافقتها على المبادىء العامة لحل ازمة كوسوفا التي حددتها الدول الثماني الكبرى دون الاغراق في التشكك وايضاً دون الاغراق في تبسيط الأمور.
ونقل راديو فرنسا الدولي عن جوسبان قوله الليلة قبل الماضية امام الجمعية الوطنية الفرنسية البرلمان انه ينبغي الرد على اللفتة التي قامت بها بلجراد ولا ينبغي تجاهلها باعتبار انها قد تسمح بالتوصل الى تصور وربما قد تهيىء المجال لايجاد مخرج.
واشار رئيس الوزراء الفرنسي الى انه منذ بدأت الضربات العسكرية التي يشنها الناتو وحتى قبل ان تبدأ لم تسمح اي من تصرفات الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش بان ينظر اليها دون تحفظ ودون حذر غير ان ما يبديه اليوم من استعداد للتحرك من خلال اعلانه الموافقة على هذه المبادىء ربما يمكن اعتباره معطية جديدة .
وقال جوسبان واذا ما قامت بلجراد بلفتات اخرى ملموسة تعزز هذه المعطية الجديدة فإن ذلك يمكن ان يسهل العملية الدبلوماسية التي يعمل المجتمع الدولي وبصفة خاصة فرنسا على انجاحها.
وفي نفس السياق نقل الراديو عن هوبيرفيدرين وزير الخارجية الفرنسية قوله: ان الزيارة التي يقوم بها امس الرئيس الفنلندي مارتي اتيساري لبلجراد بصحبة فيكتور تشيرنومردين المبعوث الروسي ليست زيارة تفاوضية مع الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش ولكن تهدف الى معرفة الى اي مدى يمكن ان تتعهد بلجراد باحترام المبادىء العامة التي اعلنتها الدول الثماني الكبرى لحل ازمة كوسوفا.
التقرير اليومي لأوضاع اللاجئين
الأوضاع السياسية:
تسير قضية كوسوفا نحو الحل السياسي حيث كثفت اليومين الماضيين التحركات الدبلوماسية لاحتواء الأزمة وبلورة حل نهائي لها, وفي هذا الاطار زار المبعوث الروسي لمنطقة البلقان تشيرميردين المانيا امس، والتقى المستشار شرودر الذي أوضح عقب اللقاء ان المبعوثين الأوروبي اهتساري والروسي تشيميردين بذلا جهوداً كبيرة واقتربا من حل الأزمة رغم ذلك فان بلغراد اكدت انها لا تقبل بوجود قوات من التي شنت عليها هجوماً من بين القوات الدولية في كوسوفا في اشارة واضحة لقوات الناتو فيما تصر الولايات المتحدة وحلفاؤها على ان تكون قوات الحلف القوة الأساسية في تشكيل القوات الدولية في كوسوفا.
الأوضاع العسكرية :
لليوم السبعين تشن طائرات الأطلسي هجماتها على يوغسلافيا حيث اغارت امس على مدينة بلغراد والمناطق المجاورة واستهدفت على وجه الخصوص محطات وشبكات توزيع الكهرباء مما اغرق العاصمة الصربية في الظلام، كذلك قصفت الطائرات عن طريق الخطأ مناطق داخل الحدود الالبانية الا انها لم تؤد الى خسائر.
وعلى صعيد آخر قصفت القوات الاطلسية بالمدفعية مواقع لجيش تحرير كوسوفا داخل كوسوفا.
أوضاع اللاجئين:
تواصلت تدفقات اللاجئين نحو حدود الدول المجاورة لكوسوفا القادمون نحو الحدود المقدونية يصلون في الحافلات او القطار لكن السلطات المقدونية تفرض إجراءات مطولة تزيد من الآلام واوجاع اللاجئين وتبذل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين جهوداً مع السلطات المقدونية لتسهيل عبور اللاجئين لتقديم المساعدات الاغاثية لهم، ولكن تظل تدفقات اللاجئين نحو مقدونيا تزعج السلطات المقدونية والمفوضية العليا على حد سواء ولكن اسبابه، فالحكومة المقدونية لا ترغب البتة في تواجد اللاجئين الكوسوفيين على اراضيها خوفاً من ان يؤدي هذا التواجد الى تغير في التركيبة العرقية لسكان مقدونيا التي يوجد بها اعداد كبيرة من المواطنين ذوو الاصول الالبانية لذلك فإن الحكومة فرضت عدة اجراءات لتحقيق اهدافها بابعاد اللاجئين عن اراضيها.
اولاً: منع اللاجئين من الخروج من مخيماتهم والدخول الى داخل مقدونيا منعاً باتاً مما يشبه المخيمات بمعسكرات الاعتقال.
ثانياً: تجبر اللاجئين على توقيع تعهد بعدم البقاء في مقدونيا وطلب الانتقال الى اي دولة اخرى.
ثالثاً: تسجيل دقيق للاجئين عند معابر الحدود.
رابعا: الطلب المستمر للمفوضية العليا لترحيل اللاجئين ومناشدة المجتمع الدولي لترحيلهم بالرضا حيناً والتهديد حيناً آخر حيث تلجأ اذا ما شعرت بأن هناك تلكؤاً في ترحيل اللاجئين الى اجراءات مثل اغلاق الحدود في وجه اللاجئين ومنع المنظمات من الوصول اليهم مع السماح للصحفيين بالذهاب للالتقاء بهم وتصعيب اجراءات الدخول وفرض بعض الشروط المعجزة على اللاجئين.
المفوضية العليا لشؤون اللاجئين يسبب لها تدفق اللاجئين نحو مقدونيا ازعاجاً أولاً: لعلمها بموقف الحكومة المقدونية من اللاجئين انفسهم ثانياً: عدم وجود المخيمات الكافية لايواء التدفقات المتواصلة اضافة لعدم وجود عدد كبير من المنظمات الاغاثية يعمل في المنطقة نظراً للقيود التي فرضتها الحكومة المقدونية على تحركات هذه المنظمات وعملياتها الاغاثية.
تبذل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين جهوداً مضنية في سبيل توفير الاحتياجات الاغاثية لهؤلاء اللاجئين اضافة الى نقلهم الى البانيا كما تعمل على ترحيلهم الى الدول الاخرى بما يعرف بالاخلاء الانساني حيث تلقت موافقة من 30 دولة لاستقبال اللاجئين على اراضيها لكن المشكلة التي تواجه المفوضية هي ان تدفقات اللاجئين اسرع وحجمها اكبر من عمليات النقل والاخلاء وبالتالي يتطلب الأمر مساعدات اغاثية اكثر في منطقة اللجوء.
وفي البانيا يصل معظم اللاجئين سيراً على الأقدام ولمسافات طويلة في طقس قاس وتحت وطأة الجوع والعطش الا ما يسد الرمق، وفي نقاط الوصول يكون اللاجئون في اسوأ حالة وتتولى المنظمات والمفوضية توزيع المساعدات الاغاثية العاجلة لهم ثم تعمل على ايوائهم في المخيمات.
المشكلة التي تواجه المفوضية في شمال البانيا مناطق وصول اللاجئين هي عمليات ترحيلهم الى داخل البانيا وتوزيعهم على المخيمات وتفتقر المفوضية الى وسائل النقل واطلقت المناشدات الى المجتمع والاسرة الدولية بتقديم الدعم اللازم للاسراع باخلاء اللاجئين خاصة بعد المهددات الأمنية الاخيرة.
وفي جمهورية الجبل الأسود ما زال الخطر الصربي قائماً على اللاجئين حيث إن الجبل الأسود احدى دول الاتحاد اليوغوسلافي وبالتالي فإن تواجد القوات الصربية داخل كوسوفا امر عادي الأمر الذي يجعل اللاجئين كمن استجار من الرمضاء بالنار خاصة بعد الاتهامات المتبادلة بين الجانبين الصرب والجبل الاسود والاحتكاكات بين القوات الصربية وشرطة الجبل الاسود.
اوضاع اللاجئين العامة الذين يتواجدون في المخيمات خاصة داخل البانيا وصلت الى ما يعرف بالمرحلة الثالثة وهي مرحلة الاستقرار والاحساس بالأمن والعودة الى ممارسة الحياة الطبيعية.
الأوضاع الإغاثية:
اللجنة الدولية للصليب والهلال الأحمر اعلنت ان اللاجئين يحتاجون وبصورة عاجلة الى الغذاء والاغطية، غذاء الاطفال، المواد الصحية، المياه على ان يتم تدفق هذه المواد بصورة مستمرة دون انقطاع لمواجهة تدفقات اللاجئين المتزايدة يوماً بعد يوم.
لذلك يصبح تأمين هذه المواد الهاجس الأكبر للمنظمات الدولية وغير الحكومية العاملة في اوساط اللاجئين وعليه فرن الاوضاع الاغاثية ظلت دوماً اقل من المستوى المطلوب.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved