Thursday 3rd June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 19 صفر


رأي الجزيرة
حبل الوصل بيننا

تظل القدرة على التعبير - مهما كان الاستيعاب، أو تنوعت مفردات اللغة أو كانت البراعة في صياغتها - دون الإحاطة بكل تلك المعاني السامقة الأفق التي تتوهج كالبروق في كلمات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في الحفل الخطابي الذي أعقب حفل العشاء الذي اقامه قائد ثورة الفاتح من سبتمبر الليبية العقيد معمر القذافي.
وكان أكثر تلك الكلمات سَنَاً وتوهجاً، قول سموه الكريم: (طلب مني خادم الحرمين الشريفين مواصلة جولتي الدولية قائلاً من حقي عليك يا عبدالله ألا تعود قبل أن ترى اخوتك من اشقائنا العرب، فأنا بخير وعافية).
دام لك الخير يا أكثر قادة الامة العربية والسلامية فعلاً للخير.
ودامت لك العافية يا من تعلقت قلوب مليار عربي ومسلم في العالم بأنباء صحتك والسؤال المتجدد عنها للاطمئنان حتى تهدأ المشاعر القلقة وتسكن النفس التي ملأها الحب لك.
إنه الإيثار.
فقد آثر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود واجب الدولة على واجب الاخوة,.
آثر أن يواصل أخوه وولي عهده الأمين جولته العربية حيث يلقى الاشقاء قادة الأمة على أن يتعجل العودة إلى أرض الوطن مدفوعا بمشاعر الأخ وعواطفه وشوقه ليرى أخاه ويطمئن إلى عافيته.
بل إنها فراسة الحكم المجرب الذي تمرس في قراءة أفكار محبيه، ومعرفة مشاعرهم تجاهه,, فقد أدرك خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ما يعتمل في صدر أخيه ولي العهد الأمين من قلق على الصحة ومن شوق للعودة ليكون بقربه مطمئنا إلى عافيته.
هذا الشعور هو أحد حبال الوصل بين كل فرد في الأسرة المالكة الكريمة تجاه الآخر,.
بل هو حبل الوصل بين كل فرد في الأسرة المالكة الكريمة وكل فرد في الأسرة السعودية العريضة التي يتجسد في علاقتها التلاحم الوطني والإنساني بين القيادة والقاعدة كما لا يتجسد في أية علاقة أخرى في أي دولة أخرى.
إنه التلاحم الوطني الذي جعل أبواب الحكم مفتوحة أمام الجميع,, كما جعل أبواب البيوت مفتوحة أمام الجميع.
إنه إرث الوحدة الوطنية الوثيقة في جميع أبعادها وعناصرها التي أرساها الملك الوالد المؤسس عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - منذ اليوم الأول الذي أرسى فيه أركان هذا الكيان الوطني العربي الإسلامي الشامخ الذي غدا دولة عصرية تزهو بما حققت من حضارة حديثة معاصرة وضعتها بين أكثر دول العالم تطورا وتقدما وازدهارها واطراد مسيرة إلى آفاق المجد.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved