Thursday 3rd June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 19 صفر


على ضفاف الواقع
و,,, هم يضحك (4)

,,, إن الحقيقة,, ما زالت تدمى!! لقد تعاركت طويلا مع الخداع,, وما زالت تؤمن بالانتصار!!!,,.
ما زالت تؤمن,, تلك الحقيقة ان الدنيا بخير وأنها ما تخلو من ولاد الحلال !!!,,.
لذا,, سيبقى للحياة,, وهجها,, سيبقى لها مزاولة حلم القوة مهما,, يكن!!! .
أنهت,, (وفاء),, حديثها,, حول ذلك,, ثم قالت:
كنت أتوقع أن الكذب,, والنفاق,, والخداع فقط في تلك القصص التي كنا نقرأها أيام طفولتنا، عندما كانت الحقيقة تنتصر أخيرا,, فيبقى الخير,, ويندحر الشر والخداع,, والمكر,, والكذب,, والنفاق,,، كنا ننام ونحن نحلم ببطولة,, لقصص كهذه!!,.
قرأت قصة ذلك الصبي الخشبي الصغير كيف أنه عندما يكذب يطول أنفه,, فيكتشف الناس حقيقته وبالتالي,, يسهل معرفة حديثه الصادق من,, الكاذب!!!.
لكننا,, اليوم لا نعرف من يكذب على من,, فالوجه مبتسم,, والأنف جميل!!!,.
اليوم,, رأيت أنفا طويلا,, حاول أن يفقأ عيني ولم أكن بدوري مستعدة لمواجهته,, ذلك لأنني لم أكن,, لأتوقع أن القصة تحولت إلى حقيقة!! المشكلة أن صاحب ذلك الأنف الطويل,, كان يرى أن طول أنفه,, دلالة قوة!!!
حاولت أن أعود لطفولتي,, لأتذكر نهاية القصة,, لقد انتهت,, بدمعة,, دمعة ندم من طفل الخشب !!
تذكرت ذلك,, ثم ابصرت,, صاحب (الأنف الطويل) الذي حاول أن يفقأ عيني,, فبكيت!!! وضعت يدي على أنفي أتحسس مدى صدقه,, فوجدته أقل من حجمه الطبيعي!!! كان يحاول أن يكون أكثر صدقا!!! كان يعتقد أنه بذلك سيكون أكثر صدقا!!!
خرجت من أمام صاحب الأنف الطويل,, فالمكان لم يكن ليسعنا نحن الثلاثة (أنا,, هو,, أنفه)!!!
هالني عندما خرجت أن أرى أكثر من (أنف) ينافس الآخر في حجمه,, (اعطني كذباً,, أعطك أنفا أطول) - معادلة متوفرة بسعر زهيد - وضعت يدي على (عيني),,, لأكتم دمعة أخرى!!!
ذهبت إلى أمي,, وضعت رأسي على صدرها,, طلبت منها وأنا التي في السادسة والعشرين من عمري ,, أن تقص عليّ حكاية أخرى,, أفهم منها كيف أستطيع العيش مع صاحب أنف طويل ,, ولتترك انتصار الخير على الشر جانبا,, فالانتصارات الدائمة, غالبا لا تعلمنا شيئا,, وأنا الآن,, أريد أن أعيش!!!
إلى (ع, ع) عندما نفاجأ,, أن الأقنعة أصبحت أكثر رواجا من الوجوه الحقيقية!!
قرأت رسالة (وفاء) تلك التي نقشت في عينيها,, وكتبت عنها,, رغم اني كنت قد أمسكت بالقلم لأكتب عن أولئك,, مركز الكون !! وقلبه النابض!!! أولئك الذين يغنون على ليلاهم!!! حيث لا وقت للغناء!!
تخيل ذاتك,, غارقة في الحزن,, غارقة في الشجن,, غارقة في الأسئلة مقابل,, ضآلة جهد الاجابة في الاقناع,, تصطادك روح ما,.
تسألك,, مابك؟,, تفيض لها,, مشاعرك بالبوح الصادق,, وتسترسل آهاتك,, ب
الخروج من صدرك!!
وفجأة تقاطعك,, لتسألك - وأنت من الحزن لست أنت - ما رأيك في قصة شعري الجديدة,, جميلة طبعا!!! لحظتها,, ما العمل؟!
أنتركها لليلاها,, تغني,, ونمضي نحن لليلانا؟ ولكن جاء بوح (وفاء) أقوى فعدلت رأيا ربما كان ذلك أجدى,, وأرفع!؟!.
بل ذكرتني تلك العزيزة التي أثارت شجوني أن هنالك بعض من أرغب في أن أعلق رفضي لهم على أنوفهم الطويلة!! ربما (ارتحت) منهم,, و(ارتاحوا) هم أيضا,, مني!!1
غادة عبدالله الخضير

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved