* نحن من أكثر شعوب الارض انتاجاً للتاريخ ومن أقلها انتفاعاً به! ويشهد لهذا الحكم واقعنا المعاصر! فنحن تصادمنا مع اليهود منذ معركة (خيبر) ومع النصارى منذ (مؤته) ومع الفرس منذ (ذي قار) و(القادسية) ومرت بنا غير التاريخ وعبره، والف صورة وصورة والف نجاح وفشل! ومرت بنا في الخمسين سنة الماضية حوادث تعلم الذي لا يتعلم، وتوقظ أهل الكهف، وتعطي دروساً لالف عام! فهل وعينا دروس الثورات والخيانات والانقسامات والتحالفات والخلافات والهزائم؟! هل وعينا أحداث الحياة السياسية والاجتماعية التي شهدتها منطقتنا خلال العقود الماضية؟! هل لدينا القدرة على استخلاص عبرها وتصفية نتائجها والخروج منها بثمرات مفيدة لخير وطننا العربي الكبير؟!.
لقد جربنا التضامن اثناء مقاومة الاستعمار واثناء حرب رمضان، وجربنا دسائس زعزعت أمن بعضنا وجربنا الأحلاف والمقاطعات والحملات الاعلامية! وجربنا الوحدة والقطيعة وحرب الحدود!.
ولسنا متشائمين لأننا نرى في الأفق بوادر حكمة وعلامات وعي، ودلائل خير!.
ان موروثات الخمسين سنة الماضية بكل حلوها ومرها وخيرها وشرها وحزنها وسرورها هي تجارب عميقة وقريبة ونرانا بإذن الله قد استفدنا منها ووعينا حقائقها وفهمنا عبرها وعظاتها! ولن يلبس لنا (ايهود باراك) بعد اليوم (باروكة) فتاة شقراء جميلة تتسلل عبر الليل وعبر طوابير الخونة والعملاء حاملاً رشاشه ليقتل من يريد ويأسر من يشاء! (1) .
نحن اليوم وهو مثل رجل عربي خطب امرأة فقيل له: انها دميمة الوجه وقد تبرقعت لك!.
فقال لهم - وهو يخفي عيب رأسه - إن كانت تبرقعت لنا فقد تعممنا لها!!.
عبد الكريم بن صالح الطويان
(1) نقلت الخبر جريدة الجزيرة وهو جزء من تاريخ شباب الرئيس المنتخب (ايهود باراك) حين قام مع مجموعة اقتحام بدخول بيروت في السبعينيات وقتل ثلاثة من كبار رجال المقاومة الفلسطينيين!!.