كان التصوير في بداياته يهتم بنقل الاحداث وتسجيل الواقع بكل دقة وامانة ومع مرور الزمن، وتعاقب الاجيال التي كان يشغل بالها وفكرها هاجس التجديد وذلك عندما ايقنوا بان طريق الرسم مسدود - ظهرت ملامح جديدة وتصورات فنية للصورة الفوتوغرافية من خلال البعد عن النمطية وتجاوز حدود وامكانيات الكاميرا والمعمل التقليدي في تلك الاثناء خرق المصورون الفنانون المبدعون المفهوم السائد بان التصوير مجرد تسجيل اللقطات السريعة التي تمر علينا في حياتنا اليومية من افراح واحزان وحروب وطبيعة وعادات وتقاليد وهذا العمل التصوير - هو التصوير الصحفي (الحرفي).
وتحول المصورون المبدعون - من هذا النمط الحرفي الى الفن فتدخلوا في اعداد الصورة وتجهيز اللقطة وترتيب عناصرها ودراسة تكوينها، وتعديل اضاءتها والتحكم في خلفيتها حتى اضحت الصورة الفنية هي (ما تصنع لا ما تؤخذ) لذا قال الفنان الامريكي ريتشارد أفيدون: (المشكلة انني لا احب الاعتداء على خصوصيات الاخرين عندما اخرج الى الشارع هذا عمل عدواني احب ان اسيطر على ما اصوره.
اشعر انني لا استطيع السيطرة على ساحة (تايمز) في نيويورك.
ومع تطور التصوير الفني وتعدد مدارسه واتجاهاته مازال التصوير الصحفي (الحرفي) يأخذ مساحة مهمة في العالم ايمانا منهم بالدور الذي يقوم به فالصورة الصحفية تغني عن الف كلمة ولها قدرتها على التأثير في المجتمعات والشعوب والتعليم كذلك لا يستغني عن الصورة فهي تنقل الحضارات وتقرب البعيد، ومن اجل هذا وذاك انشئت المعاهد والمدارس المتخصصة والمتقدمة في الدول الغربية وبعض من الدول العربية فقط التعليم هذه التقنية ورغم اهميتها الكبرى ظلت مهملة في عالمنا العربي بل اهمل المصور الذي يتعب ويعمل لاخراج صورة متميزة فهو قد سلب جميع الحقوق من مادية وادبية ومعنوية فصوره لا تباع وان بيعت فهو مبلغ زهيد لا يساوي حجم التعب مع العلم انها تستعمل كثيرا ولا يذكر اسمه عليها ولا بجانبها اما الاهتمام المعنوي فقد,,!