Wednesday 2nd June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 18 صفر


عن الصقور والحبارى
لماذا تضخمت بومة العقارية ؟!
الاخ الدكتور/ عبد الله بن ناصر الفوزان

سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
سررت بتطرقكم حفظكم الله لموضوع اجتماعي جدير بالبحث والدراسة ومن الأهمية بمكان ان توجد له بعض الدراسات البحثية والرسائل الجامعية ونحوها, لماذا؟ لان هذا نتاج طبيعي لحياة او على الاصح سلوك خاطىء نعيشه في حياتنا الاسرية, وبالذات مايقوم به الابوان في التربية.
بالامس كانت الأم والجدة لايشكل لها بومة العقارية شيئاً مما يظهره من عنترياته في هذا الزمان,, وبالذات في مجتمعنا،
ولو استطعنا اعادة الحاضر للماضي! وقابلها في خدرها او عند جمالها او نعاجها لربطته من عنقه مع احد نعاجها!
نعم نساء الأمس كن يقابلن الرجال، فالمرأة تستقبل الضيوف وهي في خدرها ولوحدها، زوجها ان كان قريباً او بعيدا لايساورها ادنى خوف من هؤلاء الرجال!
ايضا المرأة تقطع الفيافي والقفار مع رعيتها تقابل الرعاة في الخلاء الخالي لا تخاف ولا ترتعد أطرافها.
تأتي المرأة بقربتها وترد على مورد المياه والرجال من حولها في القرية كذلك وفي الفلاحة.
هل هذا يعني عدم وجود رجال او شباب ليست لديهم الميول والرغبات الموجودة حالياً نحو النساء؟ بلى وربما تكون أكثر لما تحتمه البيئة الطبيعية وما اكتسبته قواهم البدنية والصحة النفسية,ولكن التربية الاسرية والحياة الاجتماعية كانت هي المقيد والمسير لخطوة الرجل وخطوة المرأة في حياة الآباء والاجداد، تربوا على حب الفضيلة والابتعاد عن الرذيلة، المجتمع عبارة عن قبيلة وعشيرة واسرة جميع افرادها يعرف احدهم الآخر ومن يعمل عملاً كهذا يشيع خبره ويفضح امره وينال جزاءه وأول مايناله من الجزاء من الاقربين له كالوالدين, ولايمكن ان تقيد القضية ضد مجهول؟!
اي ان سيطرة النظم الاجتماعية اعطت الرجل الأمن الافي في هذا الجانب وبالتالي فهو لايثير جانب حرية المرأة في التنقل ومقابلة الغرباء والاصدقاء بشيء من الخوف والتخويف والحذر داخل اسرته وفي تربيته وعلى وجه التحديد لابنائه وبناته, ومن هنا اكتسبت المرأة شخصيتها واكتملت الى حد ما, وهذا لايعني عدم وجود بعض الحالات التي تعتبر شاذة في مجتمعهم من وجود صقور لهذه الاغراض، ولكنها قلة وتلقى رادعها وجزاءها، ان لم تكن بقبول متبادل، مما قلل من تأثيرها على شخصية المرأة في هذا الجانب.
اما اليوم فمع التحولات والتغيرات الاجتماعية والثقافية التي طرأت على المجتمع كبرت عملية التفكك الاجتماعي والاسري.
ففي المدينة حتى الجار لم يعد بينه وبين جاره صلة او رابطة ولايعرف الجار ان هذه الابنة او المرأة ولو حدث لها شيء امام عينه اهتمامه بهما قليل، وان كان ليس على وجه العموم فقد يمثل الغالبية.
من هنا نشأ مايعرف بالخوف من المجهول.
اصبح الرجل الأب يزداد خوفاً على اسرته، زوجته وبناته ممن؟ من الرجل! ولكن لايعرف بالتحديد، المجتمع من حوله افراده غرباء لذلك اسهب في التخويف والتحذير في هذا الجانب وسرد القصص الواقعية وغير الواقعية ودعم ذلك بما تورده وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة من امور مماثلة.
وهو ما أوجد إلى حد كبير في نظري الرعب الملاحظ على سلوك المرأة في مقابلتها لمثل هذه المواقف سواء كانت خارج المنزل أو حتى في منزلها, فنجدها تحرص على احكام المخارج والمداخل والترقب لحين عودة رب الأسرة، ولو تسللت قطة عليها في تلك اللحظات لربما سلمت روحها حالاً! لماذا؟ خوفاً من ان تكون هذه القطة رجلاً,
الموضوع هل تكون فعلاً هذه التربية خاطئة؟ ام انها مسلمة يحتمها علينا الواقع؟ كل هذا جدير باهتمامكم، مع انني لا انكر بعض العوامل الاخرى التي ساهمت بوجود الخلل في شخصية المرأة في هذا الجانب ان رأيتم استمرارية الطرح فعلنا، مع أطيب تحية.
نياف عبيد المسعودي
الرياض

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
شعر
عزيزتي
الرياضية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved