** في جولتي الأخيرة على بعض المدن والقرى الصغيرة،، لاحظت جملة من الأشياء التي يحسن نقلها للجميع،، سواء من سكان هذه المدن والقرى أو من غيرهم،، ولعلي أنقل هنا أبرز ما لاحظته،، تاركاً بعضه لأسباب احتفظ بها لنفسي،،
** أولاً،، لاحظت الفرق الشاسع بين قرية وقرية،، ومدينة ومدينة،، مع أن كليهما متجاورتان،، فهذه نظيفة أنيقة جميلة مرتبة منظمة،، والأخرى عكس ذلك تماماً،، وعندما تسأل عن السبب تجده لا يعدو شيئين اثنين،، الأهالي أولاً،، ثم رئيس البلدية،
** فبعضهم لا يهتم بشيء أبداً، ومشغول بمصالحه الشخصية،، بل تجد أمام منزله أكوام الزبالة والمخلفات،، وتجد سور منزله أسود،، وتجد باب منزله كله صداء بل ربما تجد أحد الأبواب مسنَّداً لأنه قديم ولم يعد يصلح لأي شيء،
** أما البعض الآخر،، فهاجسه نظافة وخدمة مدينته،،
** يتابع كل شيء،، ويهتم من كل شيء،، ويهتم بنظافة مدينته أكثر من اهتمامه بنظافة بيته،،
** وهكذا رؤساء البلدية،، فبعضهم نشيط يخطط ويعمل وينظم وكله حماس وحركة وتفاعل مع الأهالي،، وبعضهم نائم كتلة من الكسل والخمول،، ليرمي أخيراً على الامكانات،، وهي حجة العاجز،
** ثانياً،، لاحظت أن بعض الأهالي قدم أشياء كثيرة لمدينته أو قريته مشروعات صغيرة وكبيرة وتبرع لهذا،، وساند في ذاك،، وعمل في هذا،، وتكفل بذاك،
** تجد له في كل موقع لمسة ايجابية،، وتجد له حضوراً،، بل تجد البلدة أو المدينة كلها لجانا ولجانا فرعية،، كلها حركة لا تهدأ،،
** أما الآخرون فهم،، إما اتكاليون أو أنهم لا يعنيهم الأمر بأي شيء على الإطلاق،
** لا أريد أن أسمي هنا أبداً،، إذ لاحظت أن مشاريع في قرى ومدن صغيرة،، نفذها الأهالي، وقرى أخرى ومدن ليس فيها مشروع واحد من صنع وتبرع الأهالي،، اذ بينهم وبين بلدتهم جفوة،،
** ثالثاً،، رجال الأعمال،، إذ المعروف أن بعض القرى والمدن الصغيرة،، ينتمي لها بعض رجال الأعمال،،
** يقال،، فلان التاجر من أهالي كذا وكذا،، ومثل هؤلاء التجار يلزمهم أكثر من غيرهم،، الدعم والمساندة والتبرع وإقامة المشاريع،
** فبعضهم يقوم بواجبه ويسأل عن احتياجات قريته ومدينته،، بل ان بعضهم اقام اجنحة وغرفاً في المستشفيات،، وبعضهم أنشأ حدائق،، وبعضهم أقام مساجد وهكذا،،
** أما الآخرون،، فقد اكتفى باستراحة ضخمة له ولأم العيال،، وبهذل البلدية والكهرباء والمياه والهاتف لايصال الخدمات له ولأم العيال،، بل يقال،، إن أحد التجار،، قد وعد قريته،، أو هي مدينته الصغيرة،، بالمساعدة والتبرع وإقامة مشاريع منذ عدة سنوات فقط،، ومع ذلك،، فقد اعطاهم ركبة ،
** رابعاً،، لاحظت أن بعض القرى والمدن الصغيرة،، تهتم بالصحف والمجلات،، فيندر أن تجد بقالة دون صحف،، حتى محطات البنزين يوجد بها صحف،، ووجدت مدناً تعد مدناً كبيرة يندر وجود الصحف فيها،، وعندما سألت شركات التوزيع قالوا،، إن بعض هذه المدن لا علاقة لها بالصحف،، ونسبة التوزيع فيها لا تصل الى نسبة التوزيع في قرية صغيرة جداً،، عندها،، أدركت الفارق الثقافي،، وفارق الاهتمامات بين هذا وذاك،
** خامساً،، لاحظت أن بعض الأهالي مرتبط بمسقط رأسه،، يزورها إما كل أسبوع أو كل شهر،، أو في الاجازات،، ويتفقد أمورها ويسأل عنها،، ويساعد هنا وهناك،
** وبعضهم غاضب عليها لا يعرفها أبداً،، الا اذا كان هناك توزيع اراضٍ سكنية أو زراعية فتجده أول الحاضرين،، وآخر المغادرين،
** هناك ملاحظات اخرى،، ولكن كما أسلفت،، احتفظ بها لنفسي لأسباب أتمنى ألا أفصح عنها،
عبد الرحمن بن سعد السماري