* المدارس هي ذاك المكان الذي تصاغ فيه الاجيال،،
ليست وحدها المسؤولة عن ذلك ولاشك،، ولكنها في رأي خبراء التربية والمجتمع، المؤسسة المعنية ببلورة اتجاهات شخصية الفرد الذي تتكاتف عدة عوامل اخرى في المساهمة في تكوينه،،
واذا كان الامر كذلك،،
فليس من المبالغة في شيء ان نعيد الحديث مرارا حول المستجدات في مشاكل مدارسنا،،
واذا كانت مراكز الشرطة تشهد الان حالة تغير في نوعية مرتكبي الجرائم صغيرها وكبيرها فلم يعد مستغربا ان يعثر على ابن (حموله) والده ذو مركز جيد وامه كذلك وقد اشترك مع مجموعة شبان في سنه لسرقة منازل الحي وذلك لاشباع رغبات خاطئة وممارسة نوعا من اثبات الذات او،، او،،
** وبنية النظام السلوكي قد شابها ما شابها في السنوات الاخيرة ونحن كنا نتوجس ذلك وكانت اعمدة الصحف وكبار الاجتماعيين وعلماء الدين يشيرون الى خطر الخلل الاجتماعي في سلوكيات النشء من جراء مشاكل الاباء وثقتهم التي منحوها لابنائهم سريعا وقبل ان يثبتوا انهم يستحقون هذه الثقة،، تأثرا بأساليب التربية الغربية التي تطلق العنان للفتى يمارس ما يحلو له حتى لا ينشأ معقدا محروما،، يحمل ترسبات نفسية تعيقه عن ممارسة حياته الطبيعية في حالة شبابه، وظلت هذه الافكار تعبث بالاباء والامهات،،
فيسهر المراهقون حتى الصباح على قنوات الفضاء،،
ويخرج الشبان يمارسون بعضا مما رأوه واختلت موازين الخطأ والصواب،،
ويسافر الاهل في الصيف ويمارسون في الخارج ما لا يمارسونه في الداخل فيضج التناقض في قلوب المراهقين ويكرهون الأهل ويمقتون تناقضهم ويرفضون الالتزام بتوصياتهم،،
ويجيء المدرسون وكأنما هم استيقظوا من غبار التاريخ القديم،، يتحدثون عن الفضيلة والالتزام في عالم تبحر فيه مذيعات المستقبل وراقصات اوربت،،،
فيتساقط المراهقون،، وينفضون من المدارس حينا،،
وحينا يمارسون فيها اشكالا من العدائية على هذا التناقض الذي يقض مفاجعهم،،
فيحمل احدهم مسدسا يرشق زملاءه ومعلميه ،، واحداهن تضرب معلمتها وهي تضرب التناقض وتسقطه ارضا،،
وتكتب احداهن المنشورات تندد بفلانة من المعلمات وتلصقها على الجدران وتنثرها في حديقة المدرسة وحول اسوارها،، ويسرق الشبان البيوت،، وهم يسطون على المجتمع الذي لم يمنحهم الا القلق،،
** وتخوض المدرسة الان نضالا حقيقيا نسأل الله للمخلصين فيها والمخلصات كل توفيق، ونسأل الله لهن العون والسداد،، ويبقى ثمة واجب وطني على كل فرد تربويا كان او اجتماعيا او عالما دينيا ان يعمل قدر وسعه لمساعدة الجيل لتخطي مرحلته الشائكة،، والشائكة جدا،،
ولعل الثقة في قدرة هذا المجتمع على العودة الى صفائه ونقائه وقدرة مسؤوليه في التربية والاعلام والاجتماع على تبني الاساليب القادرة على اعادة التوازن للجيل - هي هذه الثقة - تلك التي نراها المخرج لنا بعد الله في ازمتنا مع سلوكيات الجيل،
فاطمة العتيبي