بالرغم من اعلان الهند قبولها مبادرة باكستان الخاصة بارسال وزير خارجية اسلام اباد الى نيودلهي للبحث مع القادة الهنود في سبل احتواء التوتر العسكري الحالي في كشمير التي تحتلها الهند، ومنع التصعيد الى مواجهة تتحول الى حرب رابعة بين الدولتين، بالرغم من هذا القبول فان القوات الهندية شنت أمس ثلاث هجمات على طول خط الحدود الفاصل بينها وبين القوات الباكستانية في كشمير،
وقد سقط عدد من القتلى من جنود الجيش الهندي عندما تصدت قوات باكستان وصدت الهجمات الثلاث،
ومما لاشك فيه ان مشهد مثل هذه الهجمات التي يسقط فيها قتلى من جنود هذا الطرف أو ذاك أو من الطرفين يزيد من المرارة التي تتفاقم الى غضب ثم حقد ثم حماقة شيطانية تشعل الحرب التي قد تستخدم فيها الدولتان كل ما تحت أيدي قادتها من أسلحة بما فيها أسلحة الدمار الشامل المحرمة كالنووية وغيرها،
ولانرى معنى لشن القوات الهندية مثل تلك الهجمات الثلاث على القوات الباكستانية على طول الخط الفاصل بينهما في كشمير غير الرغبة الهندية في الاستيلاء على الجزء الباكستاني من الاقليم وهو أمر لا يتعارض فقط مع الأمر الواقع منذ أكثر من خمسين سنة، بل يدفع كلتا الدولتين دفعا نحو هاوية الحرب!،
ونرى ان تمتنع الدولتان الآن عن مثل هذه الأعمال العسكرية خصوصا عند الخط الفاصل بين الجيشين الى ان تتم زيارة وزير خارجية باكستان لنيودلهي لبحث حل سلمي يجنب الدولتين والمنطقة برمتها ويلات حرب جديدة،
وعلى قادة الدولتين ادراك أن العالم كله يضع يده على قلب رجل واحد خوف ان يفقد زعماؤها الرشد والحكمة والأناة في مثل هذه الظروف الشديدة الخطر والشديدة الحرج والتي لا يمكن الافلات منها إلا بارادة سياسية حقيقية وعزم صادق على الامتناع عن التهور والتصعيد وتوفير أفضل الأجواء لمحادثات سلام تستجيب لرغبة المجتمع الدولي ولمصلحة الشعبين الهندي والباكستاني من جهة ومصلحة شعب كشمير من جهة ثانية في الأمن والسلام والحرية،
ولن تكون دعوة المملكة للدولتين عبر مجلس الوزراء أول أمس بتوخي الحكمة وضبط النفس هي الدعوة الأخيرة، إذ إنها دعوة مبعثها الأمل القوي في استجابة قادة الدولتين، كما أنها تعبر عن إرادة المجتمع الدولي في التزام الحكمة وضبط النفس بالامتناع عن التصعيد الذي ينطوي على مخاطر الحرب،
الجزيرة