الوزراء والمسؤولون وقيادات العمل السياسي بمصر يتطلعون لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد
رجال الفكر والسياسة في مصر يقدمون رؤيتهم حول دلالات الزيارة والدور السعودي في تحقيق المصالحة العربية ومواجهة التحديات
* القاهرة - مكتب الجزيرة - د، محمد شومان - علي السيد - إنصاف زكي
أعرب عدد من الوزراء والمسؤولين المصريين وشخصيات سياسية عربية عن مدى حفاوتهم وتقديرهم للزيارة المرتقبة لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لمصر ولقائه بالرئيس حسني مبارك في قمة سعودية مصرية تأتي في مرحلة فاصلة وحاسمة في تاريخ المنطقة والتضامن العربي، وقدموا رؤيتهم لدلالات هذه الزيارة ودورالمملكة في تفعيل التعاون العربي والتصدي للتحديات المفروضة ونشر السلام والاستقرار في المنطقة،
رئيس مجلس الشعب : الزيارة
تأتي في مرحلة مهمة
فتحدث لالجزيرة الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري مؤكداً أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لمصر تعكس بلا أدنى شك عمق ومتانة العلاقات القوية والتاريخية بين الشعبين المصري والسعودي والقيادتين الشقيقتين في المملكة العربية السعودية ومصر، والمباحثات التي سيجريها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس حسني مبارك والمسؤولين المصريين تأتي في مرحلة مهمة، حيث يوجد العديد من القضايا المطروحة على الساحة العربية والاسلامية خاصة بعد الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة ومسيرة السلام والقضية الفلسطينية والتقارب العربي بشكل عام ويأتي بحث هذه القضايا انطلاقا من عمق العلاقات التي تعتبر الركيزة الاساسية لدعم العمل العربي المشترك في كافة المجالات، وهنا توجب الاشارة إلى الدور المهم الذي تقوم به المملكة العربية السعودية تحت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في التصدي لكافة المشكلات التي تواجه العالم العربي والاسلامي وايجاد الحلول الملائمة لنشر مناخ التنمية والسلام ولا ننسى في هذا الاطار الدور السعودي في حل مشكلة لوكيربي وتنسيق الجهود مع مصر للتغلب على بقية المشكلات فمن المتوقع ان تثمر المباحثات بين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وبين الرئيس حسني مبارك عن العديد من النتائج الايجابية التي تنعكس بالخير على هذه الامة،
د، مفيد شهاب وزير التعليم العالي : التحركات المصرية السعودية تكاملية
من جانبه قال وزير التعليم العالي الاستاذ الدكتور مفيد شهاب إن الزيارات المتبادلة بين المملكة العربية السعودية ومصر ليست جديدة على طبيعة العلاقات الوثيقة بين البلدين اللذين يتبادلان هذه الزيارات باستمرار، وزيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لمصر تأتي في إطار التحركات السعودية التكاملية مع مصر وتكتسب اهميتها في هذه الآونة من الرغبة في بلورة موقف ازاء القضايا الحساسة والمعقدة التي فرضت نفسها على الساحة السياسية في الوقت الراهن، فقد قام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد بجولة اوروبية من اجل مناقشة كافة القضايا وطرحها وتقديم الرؤية العربية حيث بحث قضية فلسطين ومسيرة السلام والبلقان وغيرهما من القضايا التي تنعكس على حال الامتين العربية والاسلامية فانطلاقا من وعي وادراك القيادة السعودية بأهمية تعزيز التضامن العربي ومن اجل انقاذ مسيرة السلام والمصالحة العربية تأتي هذه الزيارة، ومن المعروف ان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد له دوره الكبير وجهوده الدائمة لرأب الصدع العربي وتجاوز الخلافات والحساسيات في العلاقات العربية وازالة الآثار السلبية بشكل دائم وبحكمة سياسية رشيدة، ونأمل في ان ترسي هذه الزيارة المهمة ما يحقق الصالح العربي وينعكس بالثمرات الطيبة على الشعبين الشقيقين وشعوب الامتين الإسلامية والعربية،
حسين كامل بهاء الدين
وزير التربية والتعليم
ويرى الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لمصر تأتي استكمالا للدور السعودي المبذول منذ فترة طويلة للدعوة نحو التضامن العربي والتقارب للتصدي للمشكلات والتحديات التي تواجه الامة العربية والاسلامية وهذا ما اتضح خلال جولة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد التي قام بها مؤخرا ويزور خلالها عددا من البلدان الاوروبية والافريقية إذن المبادرات السعودية لا تأتي من فراغ، بل من إدراك ووعي بأهمية التحرك العربي وخاصة في الفترة الراهنة، ونحن نتطلع الى النتائج الايجابية المرتقبة التي سوف تحققها هذه الزيارة سواء لتأكيد وقوف المملكة العربية السعودية بجانب الحقوق العربية في فلسطين ولبنان وليبيا وغيرها من البلدان العربية والاسلامية او لتحقيق التعاون الاقتصادي العربي، فحكومة خادم الحرمين الشريفين لها ثقل كبير في مساندة الحق العربي في شتى ومختلف القضايا،
د،محمد عبداللاه: الزيارة تعكس
الإدراك الكبير للتحديات التي تواجهنا
ويؤكد الدكتور محمد عبداللاه رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري أن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لمصر تأتي في فترة حساسة بعد المتغيرات الاخيرة والمستجدات على الساحة العربية وذلك من اجل ايجاد مزيد من التنسيق والتعاون المستمر تجاه هذه المتغيرات، فالعالم من حولنا يشهد تطورات وقفزات سريعة لابد من ملاحقتها، ومن هنا تأتي اهمية هذه الزيارة فالانتخابات الاسرائيلية افرزت فوز باراك والايام القادمة ستشهد ان كان هناك تغيير في المواقف الاسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية ومسيرة السلام ام ان باراك سيسير على خطى سلفه نتنياهو، كذلك هناك الشعور العربي العام بأهمية التقارب العربي كما ان ما يحدث في البلقان تأثيره ليس بعيدا عنا، كل هذه القضايا بحاجة إلى تنسيق التحركات والتعاون من اجل ايجاد المواقف الملائمة وخاصة ونحن على ابواب دخول قرن جديد، من ناحية اخرى لسنا بحاجة إلى تأكيد ترحيب القيادة والشعب المصري بصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في وطنه الثاني فهو يحل ضيفا كريما على اشقائه شعبا وحكومة الذي يحمل كل الاعزاز والتقدير للمملكة شعبا وحكومة ايضا تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله-،
د، علي لطفي: الزيارة
تأكيد للعلاقات الوثيقة
ويعلن الدكتور علي لطفي رئيس وزراء مصر الاسبق ترحيبه البالغ بزيارة سمو ولي العهد لمصر، مشيرا إلى ان الزيارة تؤكد العلاقات الوطيدة والوثيقة بين شعبي مصر والمملكة العربية السعودية، إذ أصبحت الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين وعلى اعلى مستوى بمثابة قاعدة رسيخة في هذه العلاقات، ويصف الدكتور علي لطفي القمة المصرية السعودية المرتقبة بأنها مهمة جدا في المرحلة الراهنة والتي تشهد تحولا في مسار عملية السلام، الامر الذي يتطلب وضع خطة واستراتيجية عربية للتعامل مع كافة الاحتمالات،
بالاضافة إلى ان القمة المصرية - السعودية هي مناسبة جيدة لتبادل الرأي حول توطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، وبما يدفع ويعزز بروتوكول التعاون الاقتصادي المتوقع بين المملكة ومصر،
ويشدد الدكتور علي لطفي على اهمية الدور السعودي في تدشين الاستقرار بمنطقة الشرق الاوسط، مؤكدا ان المملكة العربية السعودية دولة محورية، بحكم ثقلها العربي والدولي، في عملية السلام ومنطقة الشرق الاوسط،
ويعتبر رئيس وزير مصر الاسبق التقارب المصري - السعودي بأنه بات ضرورة حتمية لقيادة العمل العربي المشترك وللدفع بالتكامل الاقتصادي العربي الذي تبلورت اولى خطواته في اعلان منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في مطلع عام 1998م،
ويؤكد الدكتور علي لطفي هنا بضرورة القفز فوق المرحلة الانتقالية لمنطقة التجارة العربية الحرة بهدف اختصارها الى اقل من عشر سنوات، وصولا إلى السوق العربية المشتركة التي تمثل الخيار الوحيد الآن لمواكبة التكتلات الدولية والاقليمية الكبرى،
اهتمام عام للبرلمانيين المصريين
ومن جانبه يشيد الدكتور عبدالاحد جمال الدين رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب المصري، بالجهود المضنية التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتنقية الاجواء ودفع مسيرة التضامن العربي المشترك،
وفي هذا الإطار يؤكد رئيس لجنة الشؤون العربية بالبرلمان المصري، ان العلاقات بين مصر والسعودية ليست فقط علاقات مودة وتفاهم، وإنما هي علاقة اخوية ومصيرية، كما ان هناك وشائج تربط بين مصر والسعودية وشائج القربى ووشائج الدم التي تربط بين الشعبيين الشقيقين،
ومن ناحية اخرى هناك علاقات متميزة تربط بين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس محمد حسني مبارك، وكذلك العلاقات التي تربط صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله ولي العهد بالمسؤولين والشعب المصري،
وحول اهمية القمة المصرية - السعودية في المرحلة الراهنة، يقول رئيس لجنة الشؤون العربية بالبرلمان المصري ان السعودية تمثل ركنا مهماً جداً للامة العربية، وهذه القمة تأتي تتويجا للاتصالات المستمرة والمباشرة بين قيادات البلدين، بالنسبة لكافة المصالح القومية التي تهم الامة العربية، وبصفة خاصة حول قضية السلام في الشرق الاوسط،
ولاشك ان مثل هذه اللقاءات تمثل اهمية قصوى خاصة في هذه المرحلة المصيرية التي تمر بها قضية السلام، وتنسيق المواقف بين السعودية ومصر امر مهم جدا بالنسبة لبلورة رؤية مسقبلية حول هذه القضية،
ان للمملكة العربية السعودية دوراً مهماً وخطيراً للغاية بالنسبة لكل ما يهم الامة العربية ولاشك ان الاجتماع الآن له اهمية قصوى في هذا الاطار، وكما ان العلاقات الثنائية التي تربط بين مصر والسعودية علاقات متميزة، وعلاقات اخوية، ايضا ستكون هناك الفرصة لدعم هذه العلاقات الفريدة في نوعها، والتي تمثل قوة كبيرة للامة العربية في كافة المجالات،
ومن هذه المكانة ينزل صاحب السمو الملكي ولي العهد، ليس ضيفا كريما على مصر فحسب وإنما ينزل عزيزا في بيته وفي وطنه، خاصة ان له منزلة كبيرة في نفوس الشعب المصري، وعن مدى اهتمام البرلمان المصري بزيارة سمو ولي العهد، يؤكد الدكتور عبدالاحد جمال الدين ان لجنة الشؤون العربية بالبرلمان تولي اهتماما خاصاً بالزيارة، مشيرا إلى انه على مستوى الاتحاد البرلماني العربي، ستكون الزيارة موضوعا مهماً، على اعتبار ان زيارة سمو ولي العهد ستقوم بتفعيل الكثير من الامور، سواء بالنسبة لقضية الشرق الاوسط، او قضية اقامة السوق العربية المشتركة التي يجب ان تمثل اهتماماً خاصاً من المسؤولين في الامة العربية، ومن هذا المنطلق، وأيضا من منطلق الجهد الكبير الذي يقوم به سمو ولي عهد المملكة في العلاقات الخارجية نتمنى النجاح والتوفيق في زيارته لمصر، وتمنياتنا بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين،
د، مصطفى خليل: علاقات أزلية
ويعتبر الدكتور مصطفى خليل رئيس وزراء مصر الاسبق زيارة سمو ولي العهد لمصر، امتداداً للعلاقات الازلية التي تربط مصر بالمملكة، موضحا ان هناك تقديراً كاملاً لدور السعودية في الشرق الاوسط،
ويقول الدكتور مصطفى خليل: مما لاشك فيه ان حسن العلاقات يفيد العرب جميعهم، وينوه رئيس وزراء مصر الاسبق في هذا الصدد إلى ان المملكة العربية السعودية تلعب دورا في غاية الاهمية وهو دور قومي عربي مهم يقدره كل مسؤول ومواطن عربي ويشعر ان المملكة هي وطنه الثاني،
وتزيد الاهمية القومية للقمة المصرية السعودية كونها تأتي في المرحلة الفاصلة في مسيرة السلام بالشرق الاوسط، وبحكم خبرته في التفاوض يقول الدكتور مصطفى خليل: ان المفاوضات مع اسرائيل لم تكن سهلة في اية مرحلة، ومن ثم فلابد ان يكون ظهر المفاوض العربي محميا خلال المرحلة المقبلة التي تشهد مفاوضات شاقة، ولكنها ضرورية، ويعتبر الدكتور مصطفى خليل ان اهم موضوع في التفاوض العربي مع اسرائيل هو الارض، مشيرا إلى ان باقي الاجراءات يمكن تعديلها مستقبلا، ولكن إذا حدث اي تنازل عن جزء من الارض العربية فيصعب استعادته، الامر الذي يستدعي تضافر الجهود العربية خلال المرحلة الراهنة لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الاوسط، بما يضمن استعادة كافة الحقوق العربية المغتضبة، وهذا الهدف القومي يصعب تحقيقه بدون السعودية التي تتمتع بعلاقات دولية قوية يمكن استثمارها لصالح الامة العربية،
نظرة الجامعة العربية
وعلى صعيد جامعة الدول العربية تنظر الجامعة باهتمام شديد الى القمة المصرية - السعودية المرتقبة، وتعلق الجامعة آمالا قومية واسعة على نجاح هذه القمة في دفع مسيرة العمل العربي المشترك وتنسيق المواقف العربية بما يحقق مصالح الامة،
وفي هذا الصدد يقول المستشار طلعت حامد المتحدث الرسمي للجامعة العربية، انه ليس جديدا على المملكة العربية السعودية تلك المواقف القومية الناجحة عن السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الامين عبدالله حفظهما الله، مشيرا إلى ان زيارة سمو ولي العهد لمصر والتي تأتي في اعقاب جولة دولية مهمة لسمو ولي العهد، انما تؤكد حرص المملكة على التضامن والتكامل وتنسيق المواقف العربية بما يحقق اهداف ومصالح الامة،
اهتمام فلسطيني
وعلى نفس المستوى تنظر السلطة الوطنية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني باهتمام كبير لزيارة سمو ولي عهد المملكة لمصر، حيث يقول السفير محمد صبيح مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية ان المملكة العربية السعودية لها وزن كبير ودور مهم في المنطقة، وانها سوف تضيف جديدا إذا ما شاركت في القمة العربية الخماسية والمعنية ببحث تطورات عملية السلام بالشرق الاوسط بعد تغيير الحكومة في إسرائيل،
ويضيف مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية، انه بعد غياب نتانياهو واسلوبه الذي كان يعتمد على التلكؤ والمراوغة واضاعة الوقت، وقدوم عصر جديد على اسرائيل، فإن هذا العصر يحتاج إلى تحضير الساحة العربية لاستثمار ما حدث في إسرائيل، وأيضا لايجاد مناخ يفرض على القادم الجديد من إسرائيل احترام المواثيق والقرارات والمعاهدات الدولية،
ومن هنا، تأتي أهمية القمة المصرية - السعودية لإعادة عملية السلام إلى مسارها الطبيعي، بعد ان ضلت لمدة ثلاث سنوات في ظل حكم الليكود،