Wednesday 2nd June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 18 صفر


ارتفاع القلق العالمي من المشكلة الألفية
الأمريكيون يقبلون على شراء المولدات استعداداً للطوارىء

* جدة واس وكالات
مع اقتراب العالم من حلول عام 2000م فان المخاطر التي تكتنف النظام المتعلق بالتحول من عام 1999م الى عام 2000م في الحاسبات بجميع انواعها وخاصة القديمة تكتسب المزيد من التحرك الجيد والقوي لايجاد الحلول المناسبة وكيفية مواجهته حتى يتسنى لأنظمة الحاسب في كل العالم التمشي مع الأول من يناير عام 2000م دون اي ترتباك او اخطاء في التواريخ الأمر الذي يؤدي الى عواقب سيئة.
ولا تعتبر مشكلة عام 2000م معقدة من حيث المفهوم ولكن لها عواقب ومردودات عكسية مكلفة وتؤثر في أغلب أجهزة الحاسبات المستخدمة حاليا بكافة احجامها ووحدات المعالجة المركزية بأجهزة التحكم الحديثة في كافة المجالات الصناعية والادارية والطبية وغيرها.
ويقول مدير أحد معاهد تدريب الحاسبات المهندس شحادة القريني ان السبب الرئيسي لمشكلة عام 2000م للحسابات ببساطة هو اعتماد معظم الحواسب بكافة انواعها خانتين للعام فعندما يصبح التاريخ منتصف ليلة 31 ديسمبر كانون الأول من العام 1999م فان الدقة التالية للساعة الداخلية في أغلب الأجهزة تنقل رمز السنة من الرقم (99) الى الرقم (00)، حيث ان الساعة الداخلية مكملة للوحة الرئيسية للجهاز وتعمل بشكل مستمر ودائم بواسطة بطارية سواء كان الحاسب مغلقا ام مفتوحا وخاصة في الحاسبات الشخصية.
ويضيف فمع ظهور اليوم الأول من عام 2000 بهذه الطريقة يعتمد التاريخ (00) أي (1900) بدلا من العام (99) ويعتبر كأنه بداية القرن العشرين أي العودة الى مائة عام للخلف وقد تم تدارك هذا الأمر في الكثير من الحاسبات الجديدة مؤخرا وخاصة الشخصية.
ويؤكد المهندس القريني ان ذلك يؤثر على مجالات استخدام الحاسب فأقلها ان يظهر عدم انتظام في المعلومات مرورا بتعطيل الكثير من البرامج الخاصة التي تكتب من قبل المبرمجين انتهاء الى عدم انتظام التطبيقات في عملها.
ان خطورة هذه المشكلة تتأثر بها النشاطات العالمية المختلفة المشاركة في مسيرة الاقتصاد العالمي المعتمدة على الأسواق والخدمات العامة والمعاملات البنكية والاقتصادية مثل شبكات النقل بأشكاله والاتصال بأنواعها وتشغيل واستخدام الطاقة والماء وغيرها من المجالات الحيوية والحساسة اضافة الى الأجهزة الحكومية والعمليات التنظيمية.
ونتيجة لذلك فهناك مجموعة التنسيق العالمي عدد أعضائها (350) عضوا من المؤسسات المالية والجمعيات العالمية يعملون بطريقة مشتركة لمعالجة الأمور التي تتعلق بالمشكلة وايجاد الحلول والخطط والاحتمالات المناسبة.
وتركز هذه المجموعة على المؤسسات المالية بما فيها البنوك ومؤسسات النقل والطاقة.
وتعتبر الخطوط الجوية العربية السعودية من أولى شركات الطيران في العالم التي تنهي مشكلة التعامل مع الحاسبات لعام 2000 بموجب خطة عمل مدروسة تبنتها منذ عام 1996م.
ويؤكد مساعد المدير العام لتقنية المعلومات بالسعودية مصطفى معوض ان نظام الحجز التابع للسعودية قد اجتاز اختبارا حقيقيا في التعامل مع المشكلة عندما تعامل الحاسب الآلي بنجاح مع الحجوزات التي أجراها عملاء السعودية لشهر يناير 2000م.
ونظمت الخطوط السعودية بالتعاون مع أحد البنوك المحلية الكبيرة ثلاث ندوات في أكتوبر 1998م تدور كما يقول مدير عام وحدة عربي للتوزيع الشامل بالخطوط السعودية محمد عبدالجواد حول المتغيرات الآلية بعد عام 2000م في قطاع السفر شارك فيها ممثلون عن شركات الاتصالات السعودية وجاليليو الدولية و(سيت) اضافة الى منظمة الاياتا.
ويرى مدير معهد العالمية للحاسوب والتقنية المهندس القريني ان زيادة عرض وإعادة تنسيق كل ما له علاقة بالبيانات هو جوهر حل هذه المشكلة حيث يوجد ملف من شركة مايكروسوفت يتيح ذكر خانات العام بأكملها ولكن يتطلب ذلك تحويل البرامج الى معالجة الأعوام بأربع خانات وبالتالي تحويل كل ما يتعلق بالبيانات الى هذه الهيئة اضافة الى تحديث أدوات التحكم ومصدر البرامج الخاصة لتصبح خالية من المشكلة.
وفي الولايات المتحدة أكد العديد من رجال الأعمال الامريكيين المتخصصين في صناعة مولدات الكهرباء حدوث تصاعد حاد في مؤشرات مبيعاتهم وصل في بعض الشركات الى 35 ضعفا مما أدى الى تزايد كبير في ارباحهم.
ولم تكن المساعي الدؤوبة التي عكف خبراء الكمبيوتر على بذلها لإيجاد حل نهائي وسريع لمشكلة الألفية الثالثة التي قد تفقد البشرية احد أهم مكاسبها في هذا القرن المتمثلة في الثورة التكنولوجية الهائلة التي دخلت بدورها في شتى نواحي الحياة حائلا دون سعي الشركات الغربية نحو استغلال الأزمة التي تبدأ في تمام الثانية عشرة من مساء الحادي والثلاثين من ديسمبر القادم.
ويؤكد الخبراء ان أزمة الصفرين التي ستنجم عن عدم قدرة أجهزة الكمبيوتر على معرفة انتقال التاريخ الى الرقم 2000 بدلا من 1999 ومن ثم قد تتعرض تلك الأجهزة لمشكلات فنية تفقدها قدراتها التشغيلية والتخزينية على حد سواء ستتسبب في اعطال غير منتهية تطول محطات توليد الطاقة والشركات والبنوك والمطارات والموانىء وغيرها من المؤسسات الحيوية التي تعتمد في عملها على الكمبيوتر,وبناء على ذلك توقعت شركات تصنيع مولدات الطاقة الصغيرة ان العالم سيعيش دقائق قد تطول الى ساعات في ظلام دامس وكانت النتيجة ان بدأت تلك الشركات حملات تسويقية وترويجية ضخمة لتحذير الناس من لحظات الظلام المتوقعة وترشدهم الى الحل,ويعلق مدير مبيعات احدى المؤسسات الامريكية على نتائج حملات شركته التسويقية ومبيعاته من أجهزة توليد الطاقة قائلا ( ان الموزعين لا يعرفون تحديدا عدد المولدات التي باعوها منذ بداية العام الجاري فكل منهم مشغول ولا يستطيع عد ما باعه) واستطرد مؤكدا ان كل ما بقي من أجهزة في مخازن شركته لا يتجاوز بضع مئات فقط.
واوضح ان حملة شركته التسويقية التي اسفرت زيادة في المبيعات بمقدار 35 ضعفا خلال العام الماضي اعتمدت في المقام الأول على التأكيد للمستهلكين ان شهر ديسمبر القادم هو الفرصة الأخيرة امامهم لشراء الأمان قبل اندلاع الأزمة التي قد تؤدي الى عدم تعرف أجهزة الكمبيوتر على التاريخ الجديد أول يناير 2000م وقراءته على انه أول يناير عام 1900م.
ويؤكد الخبراء ان الخوف من الظلام لم يكن الدافع الوحيد لتدافع المستهلكين الى شراء أجهزة توليد الطاقة ذلك ان التكهن بتعرض أمريكا الشمالية لطقس قارص في تلك الفترة من الشتاء مثل دافعا جديدا لاقتناء مولدات الطاقة لتشغيل أجهزة التكييف.
وقالوا ان اختلاف الأسباب كان له نتيجة واحدة هي زيادة مبيعات الشركات الكبرى المنتجة للمولدات خاصة هوندا موتور وبريجس اند ستراتون وتيكومسية برودكتس.
ويقول المتحدث باسم فرع هوندا في الولايات المتحدة ان مبيعات شركته لامست مستويات غير مسبوقة مما جعل الشركة تعمل بكامل طاقتها بل ضاعفت طاقتها الانتاجية في غضون عام واحد فقط للوفاء بمعدلات الطلب المتزايدة.
وانعكست تلك النتائج على أداء اسهم الشركات المصنعة لمولدات الكهرباء حيث زاد سهم بريجز اند ستراتون بنسبة 38 بالمائة في العام الماضي من بينها زيادة نسبتها 28 بالمائة منذ نهاية مارس عام 98,فيما قفزت اسهم تيكومسيه بنسبة 9,5 بالمائة في الاثني عشر شهرا المنقضية وارتفعت ودائع هوندا الولايات المتحدة بنسبة 21 بالمائة في السنة الأخيرة.
ويجمع مسؤولو الشركات الثلاث الكبرى في مجال تصنيع مولدات الطاقة على حدوث زيادة مطردة في مبيعاتهم خلال الأعوام الخمسة المنقضية بصفة عامة وفي الثمانية عشر شهرا الأخيرة بشكل خاص بعد العواصف الثلجية التي تعرضت لها امريكا الشمالية في عام 97/98 التي أدت الى زيادة اقتناء الامريكيين لأجهزة توليد الطاقة حيث تشير الأرقام الصادرة عن شركات التسويق الى ان ما بين ثلاثة الى عشرين بالمائة من المواطنين الامريكيين يمتلكون الأجهزة.
وتشير الأرقام الرسمية لشركة بريجس ان اجمالي مبيعاتها في العام المالي الماضي المنتهي 31 مارس المنصرم بلغ مليارا و330 مليون دولار فيما حققت تيكومسيه مبيعات بقيمة مليار و750 مليون دولار وسجلت هوندا مبيعات قيمتها 50 مليار دولار.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
شعر
عزيزتي
الرياضية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved