* تحقيق : عبد الرحمن المحمود
خالد الشمسان
اضطرابات وقلق وتوتر وخوف يخالج شعور معظم طلاب المدارس وهم ينتظرون نتيجة الحصاد اخر العام ويأتي القلق والتوتر نتيجة الشكوك التي تساورهم وعدم تأكدهم من أداء الامتحان بشكل جيد,, بل ان ما يحدث لا يقتصر على الطلاب ضعاف المستوى بل يمتد حتى الى الطلاب المتفوقين والذين قد يكونون اشد من غيرهم تلهفا على النجاح لانهم تعبوا وجدوا واجتهدوا في سبيل تحقيق النجاح.
عن هذا الموضوع تحدث عدد من المدرسين والاخصائيين والطلاب من خلال الاسطر التالية:
عادة سنوية
في البداية يرى الطب النفسي بان حالة القلق والتوتر اثناء فترة انتظار النتائج ظاهرة طبيعية تتكرر سنوياً اعتادت عليها الاسر حيث يؤكد ذلك الدكتور: عوض مبارك اليامي من جامعة الملك سعود ويضيف بأن الشعور بالخوف ناتج عن ادراك الطالب والطالبة بالمسئولية تجاه مستقبلهم فيعيش هذه الاحاسيس ويمر بعدة تغيرات سيكولوجية اثناء فترة الانتظار ويقول الدكتور يجب مراعاة عدم المبالغة والتفكير في النتائج باستمرار وشغل الذهن بها حتى لا ينتج عن ذلك آثار عكسية صحيه على الطالب وعلينا ان نكون متفائلين مع تسليم الامر لله والرضا التام وتمنى الدكتور عوض في نهاية حديثه النجاح والتوفيق لجميع الطلاب والطالبات وقضاء اجازة سعيدة باذن الله.
مصلحة الطالب
وتحدث عبد الله بن صالح بن عبد الكريم الزيد من منسوبي هيئة التدريس بمدرسة حطين الابتدائية بمحافظة المذنب وولي امر لعدد من الطلاب بقوله في الحقيقة والواقع انني ألاحظ تلك الظاهرة عند تسليم النتائج والشهادات مع نهاية كل فصل دراسي، بالاضافة للاتصالات المستمرة من أولياء الامور التي لا تنقطع خلال تلك الفترة يحدوها الشوق للاطمئنان على نتائج ابنائهم قبل صدورها بعد اعتمادها من قبل مدير المدرسة في لوحة اعلانات النتائج او الجرائد بالنسبة لمرحلة الشهادة الثانوية والكليات بالجامعات لكنني اعزو ذلك الى طبيعة النفس البشرية غالبا ما تتطلع الى كل جديد قبل شيوعه وتتحفز الى معرفة ذلك المخبأ فكما قيل كل ممنوع مرغوب وقليلون هم الذين يستطيعون التحكم، اشير هنا الي ان لجنة التصحيح حريصة على اصدار النتائج في اسرع وقت لكن هي احرص على المراجعة والتأكد بحثاً عن درجة تزيد من رصيد الطالب وتصب في مصلحته قبل اعتماد النتيجة من الادارة, وناشد الجميع في ختام حديثه بالتريث وعدم الاستعجال وكل شيء يتم في حينه سيبدو جميلاً, ودعا الله للجميع التوفيق.
لا لوم على الطلاب
ويقول راشد عبد الرحمن الحميد مدرس مرحلة ثانوية بأن جميع الادارات المدرسية تحرص على اعلان النتائج في وقت قياسي وتبذل جهوداً كبيرة لذلك فالعمل في الكنترول على فترتين والامر يحتاج الى صبر ووقت ليأخذ كل طالب ما يستحقه تماماً من الدرجة بدقة ودون ظلم ولكن الاعداد الكبيرة من ارواق الاجابات وصد الدرجات ومرحلة التدقيق والمراجعة تحتاج الى بعض الوقت.
واضاف الحميد القول بان هذا التوتر عند الطلاب يعود الى بعض الضغوط النفسية والاجتماعية وحرصه على معرفة ثمرة جهده طوال العام ونحن لا نلومهم اطلاقاً فتجد الطالب لا يهدأ له بال ويحاول معرفة النتيجة مبكراً من خلال اتصالاته بالهاتف او زيارات المدرسة المتكرره ونحن نقدر الحالة ونحن ايضاً آباء ونشعر بنفس الشعور ولدينا ابناء في مدراس اخرى ننتظر نتائجهم كبقية اولياء الامور.
الخشية من المفاجآت
أما علي الغامدي احد الطلاب المتفوقين بكلية الهندسة فقال لن اغادر الرياض حتى اطمئن تماماً على النتيجة ورغم ثقتي بما قدمته في الامتحانات لا أخفيكم بأني اشعر بالخوف وأخشى من المفاجآت, ويضيف القول عموماً الطلاب يختلفون من ناحية الخوف والتوتر حسب استعداداتهم النفسية وحرصهم على المستقبل وادراكهم بالمسؤولية والجميع الان يتلهف لسماع كلمة (مبروك النجاح) لان كلمة ناجح وحدها كفيله بزرع البسمة والبهجة على كافة افراد الاسرة, وتمنى النجاح لجميع زملائه واقاربه فالفرحة واحده وتهمني فرحتهم ايضاً, ولكن يجب ان نمنح انفسنا المزيد من الشعور بالثقة والأمل.
حالة عادية
ووصف الطالب الجامعي احمد عبد الغني الحالة التي عليها الطالب اثناء ترقبه النتيجة بأنها ظاهرة صحية وشعور طبيعي جداً لان مستقبل كل طالب يتوقف على اجتيازه هذه المراحل الدراسية والنجاح مطلب يتمناه الجميع ويعد نقطة تحول جيدة في خط سير الطالب ويحقق الرضا التام على نفسه للحصول على اعلى الشهادات والالتحاق بالحياة العملية وتمنى احمد ان تكون نتيجته مطمئنه ليبدأ مشوارا جديدا من الاجتهاد خلال الفصل الصيفي بجامعة الملك سعود.
مزحة ثقيلة
ياسر بن عمر عبد الله يرى بان طلاب مرحلة التوجيهي اكثر قلقاً من بقية زملائهم الطلبة لحرصهم على المعدل والدرجات العالية, واضاف بان تاخير اظهار النتائج من الامور التي تزعج الطلاب وذويهم حيث يبقى الطالب خلال فترة الانتظار مشغول الفكر ومنهمكا في وضع التوقعات وجمع درجات الفصل الاول واعمال السنة مع الدرجة المتوقع الحصول عليهافي الاختبار النهائي ويبقى في دوامة وحسابات ومعادلات صعبة حتى يأتي الفرج.
ويذكر ياسر موقفا حدث له في المرحلة المتوسطة حيث اتجه مع عدد من اصحابه الى المدرسة لمعرفة النتائج واثناء اقترابنامن بوابة المدرسة كان احد المدرسين يقف بجوار المدخل فقال لنا مبروك جميعكم ناجحين ما عدا ياسر هذه الكلمات اصابتني بالاحباط وشعرت بعدها بالدوران ولكني كنت واثقا من اجاباتي في الاختبار وواصلت الطريق لاخذ النتيجة بنفسي من داخل المدرسة وكانت ولله الحمد عكس ما قاله الاستاذ عند المدخل وكان اسمي ضمن الطلاب المتفوقين بل حصلت على شهادة تقدير وكانت فرحتي كبيرة خاصة ان النجاح جاء بعد صدمة قوية وخوف وشك, واعتبر ياسر هذا النوع من المزاح من العيار الثقيل ولا مجال للمزح في هذه الظروف النفسية الصعبة واعتقد بان استاذي قد تشابهت عليه الاسماء فهو مدرس رائع ولطيف.
|