*تحقيق : خالد الشمسان محمد غشام العتيبي
تشكل ظاهرة الجمال السائبة على شبكة الطرق السريعة والفرعية خطرا كبيرا على عابري الطرق, وكم وقعت حوادث شنيعة مروعة راح ضحيتها أرواح بريئة ازهقتها تلك الجمال السائبة بإهمال من أصحابها, ولكم أرق هذا الموضوع بال الكثيرين وأشغلهم واصبح هاجسهم الأول والأخير وذلك نظرا لازدياد الضحايا من يوم لآخر,.
وفي ظل عدم وجود حلول جذرية فما تزال المشكلة عائمة,, الجزيرة التقت بعدد من الموطنين والمسئولين وطرحت عليهم القضية لتخرج بالتحقيق التالي:
* في البداية تحدث رئيس مركز علباء بمنطقة القصيم الاستاذ ماجد بن عبدالله أبا الصفاء بقوله: لقد اقضت مضاجع الكثير أنباء حوادث الجمال السائبة التي تقع على الطرق المعبدة,, واصبحت في أغلب الأحيان حديث المجالس ويندر ان يوجد مجلس إلا واشتغل بالحديث عن حوادث الجمال السائبة المروعة، حيث تعدت الحد المعقول، وناشد أبا الصفاء أصحاب الإبل لمتابعة إبلهم وحفظها عن طرق المسلمين وممتلكاتهم وعدم إهمالها تسرح وتمرح دون رقيب حتى لا تتسبب في إيذاء الآخرين وتعريض ارواحهم للتهلكة.
وقال: إن الجبين ليندى والفؤاد ليعتصر لمثل هذه التصرفات اللامسئولة والتي يقدم عليها البعض بإهمال مواشيهم حتى يقع ما لا تحمد عقباه ويقع الفأس بالرأس.
حوادث الإجازة الصيفية
* ويقول المواطن قنيص بن إبراهيم القنيصي ,, بكل أسف لا تزال مسألة فوضوية الجمال السائبة عائمة ومعلقة وتكثر في الإجازة الصيفية التي هي على الأبواب نظرا لرغبة المسافرين باستثمار وقت الفراغ ومن ذلك القيام بزيارة الاقارب وصلة الارحام وقضاء اجازة سعيدة وسط مصائف بلادنا الغالية بالاضافة لاداء مناسك العمرة ,, فلا ندري أهي تتبع مسئولية هذه الحوادث لوزارة المواصلات أم أمن الطرق أم هي من شئون البلديات أم وزارة التجارة أم للمحاكم الشرعية من حيث حل القضايا الناجمة عن أخطارها أم تابعة للجان التعديات والتي تشكل عادة من عدة جهات وهي الإمارة والمحكمة والشرطة وأهل النظر,, وفي الحقيقة ان المشكلة قائمة وفي ازدياد لكن الحل غير واضح فأقولها وبكل صراحة نريد جهة متخصصة لفض المشاكل المستعصية الناجمة عن الحوادث وعدم ترك الحبل على الغارب تجاه المهملين فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ولا بد من حل جذري يطبق على ارض الواقع.
أخذ تعهد خطي
* ويقول علي دغيم المقاطي يندر أن يمر يوم الا ويطرق اسماعنا نبأ حادث اصطدام ويكون أحد الاسباب جمل سائب والحقيقة ان هذه الجمال أصبحت تشكل خطرا جسيما يهدد سائقي السيارات خصوصا في الليل مما يدعونا لمناشدة المسئولين بإدارة امن الطرق بوضع حل جذري لهذه المشكلة ومن ذلك التنبيه بشكل دوري على رعاة الابل وأصحابها بعدم الاقتراب من الطرق المعبدة ويؤخذ التعهد الخطي على من لا يلتزم بتلك التعاليم التي لم توضع الا من صالح المواطن والمقيم وحفظ حقوقه والحفاظ على ارواح الابرياء من السائقين.
إخفاء (الوسم) مسؤولية من؟
ويتساءل المواطن ملفي المطيري الى متى يستمر نزيف دماء ابناء الوطن بأسباب حوادث الجمال السائبة اليومية المروعة؟ ويقول الحوادث تتضاعف من وقت لآخر بمختلف المدن لا يرعوون ولا يأبهون لذلك فإبلهم تسرح وتمرح حيث شاءت وهم يزيدون الطين بلة وذلك بمبادرتهم حينما ينمي لاسماعهم ان احد إبلهم قد صدم لتغيير ملامح (الوسم) الذي هو علامة فارقة في البعير حيث من خلاله يمكن الاهتداء لصاحبه ولا يستطيع ان ينكر ذلك,, ويضيف لكن الواقع الحالي خير شاهد على حصاد ألارواح الجماعي بأسباب الإبل السائبة وبالعشرات والعدد يتضاعف من يوم لآخر ولكن من غير أن يكون هناك من يواجه المتضرر فهو جمل سائب لا يعرف صاحبه,!!
التنسيق بين جهات الاختصاص
ويرى الشاب عبدالرحمن بن عبدالله الحصين من منسوبي بريد محافظة المذنب ان يتم تغريم صاحب المواشي عند اهماله الابل,, وقال يتم ذلك بالتنسيق بين الجهات المختصة من بلدية وامن طرق وادارة الطرق التابعة لوزارة المواصلات وذلك إما بان تصادر الإبل السائبة او اخذ غرامة مالية فورية بحيث يحمل صاحب الإبل قيمة تعليفها وقت احتجازها وخلاصة القول هو وضع عقوبة تردع صاحب الاهمال من إهماله وتكون سببا لايقاظ ضميره وتفكيره بعواقب الامور ولكي يحسب للمسألة الف حساب ويعرف ان الخسائر بنوعيها (الارواح,, والمادية) ليست رخيصة لدرجة ان لا يعير مسألة اهمال الابل ادنى اهتمام، وتساءل الحصين الى متى يستمر مسلسل حوادث الابل السائبة دون وضع حل جذري لهذه المشكلة الأزلية,؟
حزام فسفوري
* واقترح المواطن إبراهيم بن هذال العتيبي وضع حزام فسفوري على ظهور الجمال وتثبيته على اجسادها وذلك في الليل حتى يعكس الاضاءة وقال ان هذا العمل السهل الذي لا يترتب عليه التزامات مالية كبيرة سيكون - بإذن الله - خير معين للتقليل من حوادث الجمال السائبة المفزعة وسيكون لها آثار ايجابية مفرحة لأن الناس تنشد إيجاد حلول مناسبة لهذه المعضلة,, وتساءل ابراهيم بن هذال الى متى وهذه الجمال السائبة تستنزف القوى الوطنية بحصد الأرواح والممتلكات من غير هوادة؟
وتمنى وضع لجنة تتبنى هذا الموضوع وتخرج الحلول اللازمة التي تطبق على ارض الواقع بكل قوة وحزم دون مراعاة لأحد أو محاباته على حساب المصلحة العامة واختتم حديثه بقول فها هي الحوادث المفزعة شردت الاسر وفرقت الاحبة بسبب حوادث الابل السائبة وكثير ما تعلق ضد مجهول وهذا في الحقيقة ليس بحل لكن الامل معقود بالله ثم باللجنة المقترح ايجادها في القريب العاجل.
تجربة من الواقع
* أما ناصر محمد السهلي فيقول بلاشك ان صاحب الجمل يقع عليه جزء كبير من مسؤولية الحادث إن لم تكن المسؤولية كاملة ولاسيما ان الأسفار تزداد هذه الايام بسبب قدوم الاجازة الصيفية واضاف قوله لقد سبق وان وقع لي حادث بسبب الجمال السائبة وبفضل الله ورعايته وعنايته لم أصب بأذى واقترح ان تتولى البلديات وادارة أمن الطرق متابعة الجمال السائبة التي تسلك الطرق المعبدة وتقوم بالقبض عليها ومصادرتها وتغريم صاحبها حتى يكون عبرة لغيره.
حبس لحرية سفينة الصحراء
* ويرى علي عبدالله القحطاني أن مضايقة سفينة الصحراء باحتجازها داخل أروقة الشبوك واقتصار رعيها على أمكنة معينة هو حبسه لحريتها وكبت لها ويقول القحطاني لكن أنصافها هو توعية السائقين بالتركيز والانتباه وعدم السرعة الزائدة لذا فإن من الخطأ ألا يعي السائق وسائل السلامة المرورية وألا يأخذ الحيطة والحذر مع ان هذا لا يعفي صاحب الجمل من جزء بسيط وهو اهماله لجمله ولاسيما في المساء.
السرعة السبب الأول للحوادث
* ويضيف بابكر عبدالقادر قوله نظرا لكثرة اسفاري ليلا ولمشاهداتي الحية الواقعة للحوادث خصوصا حوادث الجمال السائبة فإن السرعة وعدم الاكتراث والانتباه هي السبب الرئيسي لهذه الحوادث, فهل من نظرة منصفة لدرء أخطار الحوادث المرورية والتشخيص بعين الانصاف لا بعين العاطفة بمن هو المخطىء أتمنى ذلك!.
وأسأل الله ألا يرى الجميع مكروها في عزيز لديه.
العدوى أصابت الطرق السريعة
اما ابراهيم بن عمر العجيمي فيقول اقود السيارة والخوف والقشعريرة تملأ فؤادي والسر في ذلك لرؤيتي الجمال السائبة على طوال الطريق ولم يتوقف الامر الى هذا الحد بل تعداه الى الطرق السريعة ذات السياج الحديدي نظرا لعدم التزام اصحاب المواشي بتسيير مواشيهم مع المنافذ المخصصة لقطع الطرق السريعة دون ايذاء الاخرين حيث وللأسف ان هناك من قام بايجاد فجوة في شبك السياج الحديدي الذي يحمي الطرق السريعة مما يتيح الفرصة لولوج الابل بطريقة غير نظامية عن طريق هذه الفتحة محدثة بذلك شرخا لا يمكن جبره وحوادث مروعة في طريق آمن لم يكن متوقعا حدثها مخلفة بذلك قتلى واصابات خطرة بشعة تجعل كل من يتصور ذلك المنظر المحزن يضع يده على قلبه ويقول اللهم سلم,, اللهم سلم ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم,, إنا لله وإنا إليه راجعون.
الالتزام بالتعليمات
* وحذر رئيس مخفر شرطة الملقاء رقيب أول فوزان سعيِّد العتيبي اصحاب الجمال السائبة من مغبة تفريطهم بمواشيهم وقال ان الامر جد خطير وليس بتلك السهولة التي يعتقدها بعض اصحاب الابل حيث ان من لا يلتزم بالتعليمات والقاضية بحفظ المواشي عن الطرقات فسوف تطبق بحقه العقوبات الرادعة ودعا رئيس مخفر شرطة الملقاء اصحاب الجمال السائبة للاهتمام بمواشيهم وحفظها عن الطرقات المعبدة وجعلها بمنأى عن خطوط السير لانها لم توضع للجمال ولكنها خصصت لقيادة السيارات وسأل الله ان يجنب الجميع حوادث السير وان يحفظهم بحفظه ويكلأهم برعايته وان لا يري احدا مكروها في عزيز لديه انه سميع مجيب الدعاء.