اكثر ما يعجبني في النصراويين,, - وارجو من اصحاب النظارات الطبية ان يضعوها على عيونهم ومن الآخرين ان يفركوا عيونهم جيدا,, لقراءة العبارة السابقة جيدا,, فقد قلت اكثر مايعجبني ,.
اقول,, اكثر ما يعجبني في النصراويين وقوفهم مع ناديهم,, وتكاتفهم,, عندما يتطلب الموقف ذلك.
يختلفون فيما بينهم,.
يتراشقون احيانا على اعمدة الصحف,.
يتفقون على هذا اللاعب,.
ويختلفون على ذاك.
يعترضون على استراتيجية معينة,.
ويسيرون في خطين متوازيين حيالها - حتى لتشعر ان النادي في طريقه الى السقوط في بحر الخلافات او يكاد.
لا اعني هنا ان النصر وحده مزروع بهذه التناقضات.
فالنصر كيان يديره بشر,, فهو معرض لمثل هذا,, شأنه في ذلك شأن الاندية الأخرى التي نرى غسيلها منشوراً بصورة شبه يومية على اعمدة الصحف,, وكأنها لاتملك قيمة غسيله على الناشف وكيه بالبخار ,, لكن الفرق بين النصر,, وبين اولئك,, ان النصراويين يدركون اكثر من غيرهم متى تكون اللحظة التي يجب ان يتوقف فيها كل منهم عن السير في اتجاهه ويستدير خلفه بمقدار 180 درجة يسير بعدها خطوات تختلف عن الآخرين كل حسب المسافة التي كان قد ابتعدها,, ليقف الجميع على محيط دائرة واحدة وتتجه انظارهم نحو نقطة واحدة هي مصلحة النصر الواقعة على مركز الدائرة الواقفين على محيطها لتبعد عن كل منهم البعد نفسه والمسافة نفسها.
يترك البعض خلافاته وراءه بعد ان قفل راجعا,, ويحرقها آخرون أو يجمعونها في بوتقة واحدة,, لصهرها وتحويلها إلى مادة كيميائية تثير الطاقات الكامنة فتفجر الابداع فيها وتحيلها الى طاقات فاعلة,, بعد ان تضيف إلى المحلول التركيبة الكيميائية نصر او ما يسمى الخلطة السرية.
عندما تقرر ان يمثلنا النصر في كأس الكؤوس الآسيوية اعلنوا بكل ثقة عن عزمهم علىالفوز بها وتحقق لهم ذلك.
وعندما حان موعد كأس السوبر الآسيوية اعلنوا بكل ثقة عن كسبها,, من خلال تخطيط جيد ومرسوم,, اداريا وفنيا,, بحيث سارت البطولة واحداثها وفق مايريدون,, وفي زمن قياسي اوجدوا الحلول المناسبة لمعضلات الفريق.
في الوقت الذي كان فيه غيرهم يفكر فيما وراء خطوط لم يجتزها بعد,, بل لم يقترب منها.
وجاءت الخطوة الاهم,, وهي المشاركة في بطولة اندية العالم بمجرد الاعلان عنها,, واعلانهم بكل ثقة انهم ممثلو آسيا.
كان الجميع مشغولين بأيهم اكثر احقية بطل السوبر,, ام بطل ابطال الدوري؟!
وهل يحق لبطل 99 تمثيل القارة ام بطل 98؟!
وهل,, وهل,,؟!
حتى دان تمثيل القارة لهم,, كأول ممثل لقارة آسيا في بطولة اندية العالم,, وهل للقارة الصفراء,, غير الاصفر,,؟!
خطوات ثابتة,, وموزونة,, يدركون ابعادها,, لانها محسوبة بدقة.
والنصر عندما يمثل آسيا في هذه البطولة فهو لايحقق نصرا ذاتياً لنفسه بقدر ما يحقق انتصاراً للرياضة السعودية وللكرة السعودية, بالتواجد في محفل عالمي كهذا,, ينطلق لأول مرة متزامنا مع بداية عام 2000 ليأخذ بعدا اعلاميا وصدى واسعا,,!
والنصر ليس بالفوز وجمع النقاط فقط.
ولا بالفوز بالكؤوس والميداليات فقط.
ولكنه ايضا - وفي بعض الاحيان - بالتواجد والحضور,, وفرض الذات.
وعندما تحرك فيصل وسلطان هكذا,, مجردين من كل القاب,, لان الذي فرض هذا التحرك هو روح المواطنة قبل واجب المسئولية.
اقول عندما تحرك فيصل وسلطان فقد تحركا لاغتنام فرصة لاحت بفرض الوجود السعودي والراية السعودية في ذلك المحفل بغية اهداف نبيلة,, وابعاد سامية تتسع دائرتها وفق محيط الرؤية,, ولهذا فلا غرابة عندما يتضاءل نصف قطر الرؤية لدى البعض منا عنه لدى فيصل وسلطان .
واحسن النصراويون صنعا,, وهم يدينون بالفضل لأهله,, وفاء وعرفانا بالدور الكبير.
ايضا لايمكن انكار الدور الذي لعبه مهندس العملية او عرّابها سمو الأمير الوليد بن بدر,, الذي عرف كيف يدير اللعبة,, ويتحرك وفق سياسة مرسومة واضحة الهدف محددة الاتجاه,.
لقد تحرك هو الآخر بروح المواطنة ليحقق نصرا لبلده السعودية,.
وعلينا ان نعرف ماهية روح المواطنة وماهية روح الانتماء, وان ندرك حدود الفرق بينهما,.
وعلينا الا ننكر على الوليد حبه لناديه النصر الذي ابرزه,, وعرف من خلاله معنى الانتماء للكيان,, وتثقف من خلاله بما يعينه على ادارة اللعبة ,, والقدرة على فرض التحرك ورسم سياسته, لأن الانتماء,, هو الاساس في خلق الثقافة.
وجميل جدا ان يتلتقي روح المواطنة مع الانتماء للنادي لتصنع النصر للكيان الكبير,.
وهو نصر كان يمكن ان يتحقق من خلال روح المواطنة فقط,, لو كانت اداته غير النصر !
* * * * * *
الهلال,, بين القانون والدعم!
تقول الانباء التي نشرت يوم امس الاول ولا ادري ماذا تم يوم امس ان الهلال قد تقدم من الاتحاد السعودي لكرة القدم بطلب تنظيم بطولة اندية العالم في حال اسنادها اليه اي إلى الاتحاد باعتبار النصر ممثلا لآسيا في البطولة.
وثمة ثلاث ملحوظات على الخبر وردود الفعل,, ومدى امكانيته.
الاولى:
ان كان لي حق كمواطن ان اعتب على سمو الامير الوليد بن بدر على ردة فعله المباشرة على الخبر عندما قال ان الهلال ليس له الحق في ذلك وانه وقف مع النصر في تمثيله لآسيا لان النصر على حق,, بينما الهلال لا!
وانه سيدعم موقف الهلال فيما لو تم عرضه,, الخ!
وكنت اتمنى من سموه موقفا اكثر هدوءا وهو المعروف بحنكته وخبرته.
الثانية:
تصريح الاستاذ عبد الله الدبل كعضو في الفيفا عندما قال بكل منطقية ان تنظيم البطولة لايسند لاندية وانما لاتحادات محلية,, الخ.
الثالثة:
ان الهلال لم يطلب ذلك من الاتحاد الدولي,, وانما طلب من الاتحاد المحلي السعودي في حالة اسناد البطولة اليه ان يقوم هو بدوره باسنادها للهلال لتكون الفرصة مواتية للكرة السعودية بأن تمثل بفريقين.
شخصيا,,
وكلنا نتفق على ان تمثيل الكرة السعودية باكثر من فريق في اي بطولة من شأنه ان يعود بالفائدة عليها اعلاميا وفنيا,, وعلى المدى البعيد,, وهو ماحصل في اكثر من بطولة عربية.
والاسئلة التي تطرح نفسها عن مدى شرعية ذلك وقانونيته,.
اذا كان الاتحاد المسند اليه تنظيم البطولة ممثلا بفريق في البطولة بطل القارة ,, فهل يحق لفريق آخر من القارة ثاني البطولة مثلا التأهل ايضاً,؟!
وهل يحق للاتحاد المنظم في حالة كهذه ترشيح فريق آخر مع بطل القارة ,؟!
ام الاثنتين,, اي ان تمثل القارة بثلاثة فرق:
البطل,, والوصيف وثالث من الاتحاد المنظم فرضته ظروف البطولة.
هذا هو الذي يجب ان نفكر فيه ونتدارسه بعناية ونسعى من خلاله لما يحقق مصلحة الكرة السعودية,.
واذا كان الامر بيد الاتحاد الآسيوي فاعتقد انه لن يكون صعبا لادراكنا بكيفية التعامل معه,, ومطاطية لوائحه,.
واذا كان بيد الاتحاد الدولي فعلينا ايضا ان نسعى جاهدين لتحقيقه.
والله من وراء القصد.
عبد الله الضويحي