عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة:
في خضم الامتحانات اليومية اعتاد الكثير من الطلاب وبعد الخروج من قاعة الامتحان على امتهان متعمد للكتب الدراسية وبشكل يوحي لمن يراه متلِفا او ممزِقاً أوراقه بأن هذا الطالب يحمل في داخله الضغينة والغضب اما من المقرر الدراسي نفسه او من المعلم الذي يقوم بتدريس هذه المادة,, وفي حقيقة الامر ليس هذا ولا ذاك، السبب المباشر في هذه القضية وانما امور كثيرة تدخل ضمن هذا النطاق وتؤدي الى مانشاهده حاليا من اهدار لثروة وطنية صرفت عليها الدولة الكثير من الاموال لتكون بين ايدي ابنائها الطلاب في المدارس واول هذه الاسباب في رأيي عدم ادراك الطالب لعظم المسئولية الملقاة على عاتقه في المحافظة على المرافق والممتلكات وكل ما يقع تحت يديه من اثاث ووسائل ومقررات دراسية، وثانيا: تهاون المدارس في تطبيق العقوبات بحق هؤلاء الطلاب لعدم وجود انظمة محددة تسير وفق ضوابطها، وثالثا: غياب دور الاسرة في توضيح الامور الصحيحة لابنائها الطلاب في كيفية المحافظة على مجزات ومكتسبات الوطن، ولو نظرنا حولنا لهالنا كثيرا منظر هذه الثروات التعليمية المهدرة بسبب اهمال طالب توفرت له كل وسائل التعليم المجاني فلم يحرص على الاهتمام بها واعطائها حقها وانما انتقم منها بطريقته الخاصة والتي جعلت فجأة من هذا الكتاب المليء بالثقافة والعلوم والمعرفة شيئاً بدون قيمة تذكر,, فالطالب يتسلم بداية كل عام اثني عشر كتاباً على الاقل من مختلف النوعية والاحجام ولا ينتهي العام على خير الا وارباعها متلفة وبالية لاتصلح للاستفادة منها مرة اخرى وفي نظري فإن للأسرة دورا كبيرا في ذلك، فهي مسئولة مسئولية كاملة عن تربية الطفل وتعويده منذ نعومة اظافره الاهتمام بحاجياته الشخصية والتي يدخل من ضمنها الكتاب والاثاث المدرسي ولكن الحاصل العكس فكثير من الاسر تعتقد ان دورها يقتصر فقط على تأمين لوازم الدراسة للابناء وهذا بالتأكيد خطأ مما جعل الطفل يتربى على عدم الاهتمام وعدم المبالاة حتى كانت النتيجة اتلاف الممتلكات العامة والكتابة على الجدران وتمزيق الكتب وغيرها من هذه السلوكيات، وافضل الحلول لمعالجة هذه المشكلة:
1 - تهذيب خلق الطالب داخل المدرسة بتكثيف الوسائل التربوية التي تكون شخصيته وتعالج مكامن القصور فيها وتعلمه ضرورة المحافظة على الثروات الوطنية.
2 - تخصيص جائزة الطالب المثالي لمن يحافظ على كتبه ويسلمها نهاية العام سليمة، وابراز اسمه من خلال الاذاعة الصباحية ليكون قدوة لغيره من الطلاب.
3 - حث أولياء الامور من خلال مجلس الآباء على توجيه أبنائهم للمحافظة على الكتب من منطلق واجبهم الوطني، وبيان مقدار التكاليف التي تصرفها الدولة - حفظها الله - لتوفير الكتب للطالب وان مجانية التعليم ميزة غير موجودة في كثير من الدول.
4 - الزام اولياء الامور على دفع مبلغ عن كل كتاب يسلم لابنائهم، بحيث يتسلمون المبلغ في نهاية العام اذا تم تسليمهم الكتب سليمة,, فهذا الاجراء قد يكون حافزا للاب اكثر من الابن على معرفة قيمة هذا الكتاب واهميته, فهذه الاجراءات اعتقد انها ستعوّد الناس المحافظة على الكتب المدرسية وتقليص تلك الاهدارات الضخمة التي تحدث كل عام.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف