حدثتني عن بيتها وما اودعت فيه حتى كأنه متحف من متاحف الكفار، حدثتني عن اثاث بيتها فتلك زخارف ونقوش، وهنا صور والوان.
حدثتني عن مقتنياتها واطقمها، مزهوة معجبة، حدثتني عن مطبخها وعن سفرتها التي اشترتها للتو، فقالت: اتدرين بكم؟ انها مرصعة مفصصة، انها بسعر خيالي اتعلمين بكم؟ انها باكثر من تسعة الاف ريال!! قلت: عجباً تسعة الاف! هلا اقتصرت على بعضها وتصدقت بالبعض الاخر للمسلمين المنكوبين، فقالت: تصدق عليهم كثير!!
قالت محدثتي: انها صاحبتي زوجة,, فاخذت بفيها وقلت: لا لا تقوليها، فتحسب عليك غيبة، فان الله حرم الغيبة، دعيها.
قلت عجباً، اي قلوب تحملها بعض النسوة، واي قلوب يحملها بعض الرجال، تسعة الاف ريال، ولماذا لسفرة، قد لا تستعمل الا لماماً, فقلت يا رب ما احلمك! أفي هذا الوقت يشترى مثل هذا؟!! ان بعض الناس يقتطع من مرتبه الصغير المتواضع فيمد يد المساعدة لاخوانه المسلمين في كل صقع من اصقاع العالم، وبالذات ما تطالعنا به الصحف صباح مساء من مناظر تتفطر لها القلوب، شيوخ واطفال نساء ورجال قد مدوا ايديهم يمنة ويسرة، ليأخذوا من الماء جرعة، او من الخبز كسرة، فهلا مدت اختنا يدها لهؤلاء ببعض المال، صدقة تجود بها نفسها، لتكون في ظلها في ذلك الموقف العصيب, افلا خجلت على نفسها وعرفتها مغبة الاسراف وتبدل الحال.
ان اشباه اختنا كثيرون ويتنوع ذلك الاسراف بمظاهر شتى من لباس واثاث وفرش وتحف وغيرها، افلا يخاف الله امثال هؤلاء ويعلموا ان مواساة اخوانهم وجيرانهم واجب,, انني اعرفه، خمسة الاف راتبه، سبعة ذريته، بيته مؤجر، وليس له محل ولا متجر، سوى هذا المال ابت نفسه العظيمة، وثقته بالله ويقينه وصدقه بموعود الله واجره الا ان يتعاهد جيرانه فجزء من مرتبه لعجوز حسيرة كسيرة واخر لعائلة مثقلة فقيرة فقلت كم تبقى لعائلتك؟ ومصاريف المياه جد كثيرة فقال هذا امر لا اثيره فألححت عليه فقال نصفه او انقص منه قليلا فقلت سبحانه الله او يكفيك فقال الحمد لله لقد تعودت هذا منذ امد، وعودت عليه الاهل والولد، وقد كان الراتب فيما مضى قليلا وقد عودني الله وهو الغني الكريم ان يخلف علي في كل شيء فأسير عليه ان شاء الله الى الابد.
فقلت في نفسي الحمد لله ان وجد هذا وامثاله في مجتمعنا وهم بحمد الله كثر ولكنهم خفيون فقارنت حاله بحالة تلك المرأة فقلت انه الايمان انها الهمم تسمو الى القمم ذاك همته في الصحون والبطون وهذا همته فيما ترون,, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدرية بنت عبدالله
القصيم- البكيرية