Tuesday 1st June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 17 صفر


نوافذ
خمسون عاماً

السفر قبل ما يربو على الخمسين عاماً هو مغامرة مع الفناء، كل شيء كان يرصف تلك الدروب الصحراوية بالخوف والرعب والتحدي، لذا تلك الدروب لم تكن تطرق الا تحت الضرورات القصوى تلك الضرورة التي تظهر في تتبع مصادر الرزق والحياة, لذا فالمغامرة مع تلك الدروب بغرض طلب العلم يبدو غاية متفوقة على زمانها ومكانها.
وعلى الرغم من هذا فقد خرجوا,, خرج رهط من طلبة العلم من قلب نجد الى الأعالي الحجازية في طلب العلم.
يقول الوالد عبد الله بن خميس حفظه الله,, كنا من طلبة العلم خرجنا من نجد وذهبنا الى دار التوحيد بالطائف وبعد تخرجنا من هناك كان المغفور له الملك عبد العزيز قد امر بانشاء كلية الشريعة وتخصيص مكافأة شهرية للطلاب فيها اسوة بما يصرف لزملائهم الدارسين في الخارج.
ومع بداية عام 1369 بدأت الدراسة في هذه الكلية بفصل دراسي صغير جدا يتألف من بعض الطلاب الذين تخرجوا من دار التوحيد في الطائف والمعهدين العلميين الموجودين في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وكانت الموضوعات التي تدرس فيها هي: التوحيد، الفقه، التفسير، الحديث، البلاغة، الانشاء، مصطلح الحديث، الفرائض، اصول التفسير، اصول الفقه.
وقد تخرجت اول دفعة من الكلية عام 1372ه وكان عددهم اربعة عشر طالباً,ويذكر الوالد من رفاق دفعته الشيخ عبد العزيز بن مسند والشيخ عبد الله الربيعة والشيخ عبد العزيز التويجري يرحمهما الله وفضيلة الشيخ ابن جبير رئيس مجلس الشورى وكثير من الأسماء الفاضلة التي اذابها الزمن وشعر البعاد.
لذا فقد كانت اللفتة التي قامت بها جامعة ام القرى في مكة المكرمة في تكريم الرعيل الأول من خريجي كلية الشريعة قبل خمسين عاماً,, من انبل الظواهر التي يكرم فيها العلم ورواده اولئك الذين شقوا صخور المسافات وقسوة المتاح واوقدوا الشعلة الاولى لهذه الجزيرة تلك الشعلة التي كانت قدح الزناد الأول لكل مشروع تعليمي وتربوي يستفيد منه ابناء هذا الوطن في وقتنا الحاضر فالى القائمين على جامعة ام القرى كل الشكر وكل الامتنان على هذا النبل وقبل كل شيء,, الوفاء.
أميمة الخميس

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الخدمة المدنية
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير