* بروكسل - العواصم - الوكالات
صرح المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي جايمي شي أمس بأن اللاجئين لن يعودوا الى كوسوفا بدون وجود قوي جدا للحلف في قوة السلام الدولية التي ستنتشر في الاقليم.
وقال شي في تصريح للصحافيين في مقر الحلف في بروكسل ان اللاجئين لن يتحركوا اذا لم يروا وجودا قويا جدا للحلف الأطلسي في قوة السلام .
وكان شي يرد على سؤال عن انباء صحافية تقول ان بلغراد توافق على نشر قوة سلام دولية في كوسوفا شرط ألا تتضمن هذه القوة قوات من دول الحلف الأطلسي المشاركة في الحملة الجوية على يوغسلافيا,,وتقول هذه الأنباء ايضا ان بلغراد ستوافق على انتشار قوات لدول الحلف الأطلسي التي لم تشارك في الحملة الجوية في كوسوفا في المنطقة الحدودية .
وقال شي ان قوة السلام لا يمكن استبدالها بقوة سلام أخرى, وقوة قوية للحلف الأطلسي هي وحدها القادرة على ضمان الأمن اللازم لاعادة بناء كوسوفا ولذلك سنصر على هذه النقطة .
التقرير اليومي لأوضاع اللاجئين
الأوضاع السياسية:
الموافقة اليوغسلافية على خطة دول الثمانية لحل المشكلة الكوسوفية قوبلت من قبل دول الناتو بفتور شديد، حيث قللت الولايات المتحدة من هذا القبول مشككة في جدية الرئيس الصربي، فيما لزم بقية الحلفاء الصمت.
الحكومة الروسية عقدت اجتماعا لبحث الخطوات التي يمكن اتباعها لتنفيذ الموافقة الصربية، وفي غضون ذلك ظهرت بعض الضغوط على الرئيس الصربي من داخل دول الاتحاد اليوغسلافي، فقد تظاهر الآلاف من مواطني جمهورية الجبل الأسود مطالبين بالانسحاب من الاتحاد اليوغسلافي، تجدر الاشارة الى ان الرئيس الصربي كان قد وجه انتقادات عنيفة لرئيس جمهورية الجبل الأسود لإجرائه اتصالات مع ما وصفهم أعداء يوغسلافيا من دول حلف الأطلسي.
الأوضاع العسكرية:
شنت طائرات الناتو هجمات مكثفة أمس الأول وفجر أمس على جنوبي بلغراد وداخل كوسوفا، ففي جنوب بلغراد قصفت الطائرات جسرا ودمرته كما قصفت أبراج الارسال التلفزيوني وبعض المواقع العسكرية، وفي داخل كوسوفا قصفت الطائرات مواقع للدبابات الصربية ومقرات للشرطة الصربية.
الجهود السياسية لا تلفت نظر العسكريين فقد وصلت أمس الى جزيرة كورسيكا الايطالية أسراب جديدة من طائرات التورنادو البريطانية لتقليل المسافة للمقاتلات.
قائد قوات الناتو أعلن عن رفضه أي هدنة، ولكنه أشار الى حدوث تغيير في لهجة بلغراد.
أوضاع اللاجئين:
تواصلت تدفقات اللاجئين الى الحدود الألبانية والمقدونية وقدرت أعداد اللاجئين الذين دخلوا مقدونيا خلال 7 أيام ب40 ألف لاجىء وبذلت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والمنظمات الأخرى جهودا مضنية لتقديم المساعدات الاغاثية للاجئين الجدد، وقد وصلت مساعدات اغاثية الى مناطق اللاجئين من الدول المانحة، وقد شملت المساعدات الاغاثية المواد الاغاثية الأساسية والمواد الغذائية اضافة الى مواد النظافة والمواد الصحية الأخرى.
وفي ألبانيا مازالت عمليات ترحيل اللاجئين من الشمال والجنوب الألباني تجري بصورة متواصلة.
مساء أمس سقطت قنبلة أطلقت من داخل كوسوفا بالقرب من مقهى مكتظ باللاجئين الأمر الذي قد يؤدي للاسراع بنقل اللاجئين من هذه المنطقة، وفي غضون ذلك تواصل منظمات الأمم المتحدة تنفيذ البرامج الشتوي ودعت المفوضة العليا جميع المنظمات غير الحكومية والدول المانحة التي تزمع تنفيذ البرنامج الشتوي الاسراع في ذلك.
تقوم اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر الدولي بمهمة جمع شمل الأسر، ففي مقدونيا سجلت 889 مفقودا يبحثون عن أسرهم معظمهم أطفال اضافة الى بعض الكبار المرضى بأمراض نفسية، وحتى 27 مايو الحالي تلقت اللجنة طلبات من 1282 أسرة تبحث عن أحد أعضائها.
وقالت اللجنة انه تم اعادة 377 فردا الى أسرهم حتى الآن كما تنتظر 112 أسرة وصول العضو المفقود بعد أن علمت بمكان وجوده، وقالت اللجنة ان 244 حالة تم اعلانها بواسطة الاذاعة لم يرد عنها شيء.
وفي ألبانيا أعادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر 27 مفقودا الى أسرهم فيما تنتظر 201 أسرة إعادة مفقوديها.
الأوضاع الإغاثية:
يتواصل وصول المعونات والمساعدات الاغاثية الى مناطق اللاجئين في مقدونيا وألبانيا من قبل المنظمات غير الحكومية والدول المانحة وبقية الدول الأخرى بصورة متواصلة إلا أنها تظل أقل من تدفقات اللاجئين.
كما ان احتياجات اللاجئين تتفاوت نوعيتها من منطقة الى أخرى ففي مقدونيا تظل الحاجة الى المأوى المجهز بخيام، أغطية، فرش، أدوات طعام، أوعية مياه، مواد وأدوات نظافة ، هي الأعلى بالاضافة الى الاعاشة اليومية من طعام+ مياه .
وفي هذا الاطار فان المفوضية العليا أعدت مخيمات ضخمة زودت بالاحتياجات الأساسية فيما يتم توزيع المياه والطعام بصورة متواصلة، بالاضافة الى سعي المفوضية الى نقل هؤلاء اللاجئين الى خارج مقدونيا ألبانيا أو دول أخرى .
وفي ألبانيا تصبح الحاجة الى الغذاء والمياه هي الأعلى، وتسعى المفوضية والمنظمات سعيا حثيثا لتوفير هذه المواد.
أسطول الحلف الأطلسي الجوي سيصبح قريبا 1089 طائرة
ومن ناحية أخرى اعلن حلف شمال الأطلسي ان الوصول المرتقب لنحو 68 طائرة أمريكية اضافية للانضمام الى اسطول الحلف المخصص لعملية القوات الحليفة في يوغوسلافيا سيرفع عدد طائرات الحلف الى 1089 بينها 769 أمريكية و320 أوروبية.
ففي أوروبا تتمركز أساسا هذه الطائرات ، اضافة الى عشرات المروحيات بينها 20 أباتشي في ألبانيا وطائرات بدون طيار، في ايطاليا والمانيا وبريطانيا وتركيا والمجر وعلى متن حاملات طائرات في البحر الادرياتيكي.
وقد اعلن البنتاغون يوم السبت الماضي ارسال 68 طائرة اضافية الى البلقان: 12 مقاتلة اف-16 و36 مقاتلة اف-15 اي، و20 طائرة تموين كي سي-135 .
خسارة الحلف من الطائرات والطيارين
ومنذ بدء الضربات الجوية على يوغوسلافيا في 24 آذار/ مارس الماضي لم يفقد الحلف الأطلسي إلا طياري مروحيتي أباتشي في حادث وعددا قليلا من الطائرات: طائرة شبح امريكية اف-117 في يوغوسلافيا 28آذار/ مارس واف-16 أمريكية 2 آيار/ مايو و9 طائرات بدون طيار واي في 8 بي هارير أمريكية في الأدرياتيكي 1 آيار/ مايو ومروحيتي أباتشي اي اتش-64 في ألبانيا 26 نيسان/ ابريل و5 آيار/ مايو .
يشار الى ان اسطول الحلف الأطلسي يضم طائرات من كل الانواع: قاذفات شبح اف-117 ايه وبي52 الطويلة المدى، وقاذفات شبح بي-2، التي دشنت في يوغوسلافيا وقاذفات استراتيجية بي-1 وايه-10 ايه ثندربولت الملقبة مدمرة الدبابات ومقاتلات اف-15 واف-16 وميراج وجاغوار وسوبر اتندار وتورنيدو وهارير التي تنطلق بشكل عمودي وطائرات حرب الكترونية اي ايه-6 بي براولر وطائرات استطلاع وطائرات رادار اواكس وطائرات تموين ونقل.
الطائرات مجهزة بصواريخ عابرة وهجومية
وحسب الحلف الاطلسي فإن الطائرات مجهزة بصواريخ عابرة وصواريخ هجوم أرضي أو دفاعات جوية وقذائف خاصة لتدمير الردارات وقنابل موجهة بالليزر والغرافيت التي تهدف الى قطع الكهرباء وقنابل انشطارية وعادية.
وتشارك 13 دولة من أصل الدول الاعضاء ال19 في الحلف في العمليات الجوية: الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا وبلجيكا والبرتغال واسبانيا وتركيا وهولندا والدنمارك والنروج.
والدول الباقية غير المعنية بالغارات هي اليونان، لأسباب سياسية، وايسلندا، المجردة من الأسلحة، ولوكسمبورغ وكذلك بولندا والجمهورية التشيكية والمجر وهي ثلاث دول غير مجهزة للقيام بمهمة جوية مع الحلفاء.
12 قتيلا ليل الأحد الاثنين بغارات الناتو
وفي بلغراد أفادت وسائل الاعلام اليوغوسلافية ان طيران حلف شمال الأطلسي شن ليل الاحد الاثنين غارات مكثفة على صربيا وكوسوفا أوقعت 12 قتيلا على الأقل والعديد من الجرحى وتسببت بأضرار ولاسيما في المنشآت الكهربائية.
فقد نقلت اذاعة استديو بي الخاصة عن السلطات المحلية في مدينة سوردوليتشا 290كلم الى الجنوب من بلغراد ان صاروخين سقطا على مصح فيها مما اسفر عن مقتل 11 شخصا على الاقل وسقوط العديد من الجرحى .
وقالت اذاعة بلغراد ان السلطات تخشى ان يكون اشخاص آخرون ما زالوا تحت انقاض المصح.
وفي 28 نيسان/ ابريل الماضي اخطأ حلف شمال الأطلسي ثكنة عسكرية كان يستهدفها فسقطت صواريخه على منطقة سكنية في المدينة ذاتها ما أسفر عن مقتل 20 مدنيا على الأقل.
من جهة أخرى قتل شخص واصيب اربعة آخرون بجروح في بلغراد التي هزتها فجرا سلسلة من الانفجارات القوية تبعها اطلاق النار من الدفاعات الجوية اليوغوسلافية.
وقالت وكالة تانيوغ من جهتها ان شخصا قتل نتيجة غارة على طريق تربط ضاحية بلغراد بقرية ايفانوفيتسي الجنوبية.
واصاب الحلف في عملياته ليل الاحد الاثنين ثكنة في الضاحية الشرقية لبلغراد ما اسفر عن اصابة اربعة اشخاص بجروح.
كما استهدف محطة التقاط تابعة لوكالة تانيوغ الى الشمال الشرقي من بلغراد.
وقصف الحلف مجددا منشآت محطة اوبرينوفاتس الكهربائية 30كلم الى الغرب من بلغراد ما حرم بعض أحياء العاصمة اليوغوسلافية من الكهرباء,, وانقطعت الكهرباء ايضا بعد غارات للحلف عن مدن نوفي ساد شمال ونيش جنوب وساباتس غرب .
ودمر الحلف جسرا على نهر يوزنا مورافا على بعد 300كلم الى الجنوب من بلغراد , واستهدف مدينتي اليكسيناتس وليسكوفاتس في جنوب شرق صربيا.
وفي كوسوفا شن طيران الحلف غارات عدة مستهدفا في شكل خاص منشآت للتلفزيون والاذاعة الصربيين اضافة الى ثكنتين احداهما قرب بريشتينا والثانية في بيتش غرب.
وقد القى الحلف في الاجمال 110 صواريخ فوق كوسوفا بين الساعة 600 3,00 ت,غ أمس الأول الاحد الى الساعة ذاتها أمس الاثنين كما اكدت وكالة تانيوغ.
اخيرا افادت تانيوغ ان الحلف القى صواريخ قبالة مجمعين سياحيين بحريين في هرسك-نوفي وتيفات في مونتينغرو استنادا الى بيان صادر عن البحرية العسكرية اليوغوسلافية.
قاضي تحقيق في مشرحة لضحايا القصف
وقال يانكو ميلينكوفاتش قاضي التحقيق للصحفيين امام مشرحة نقلت اليها جثث ضحايا قصف الجسر تعرفنا على تسع جثث, هناك عدد كبير من الجرحى, مالا يقل عن 17 .
وقال سكان ان اول أمس كان يوم سوق وان الجسر الواقع على نهر فيلكا مورافا كان مزدحما.
وقال سلافوليوب بلاجويفيتش وهو مدير احد نوادي الرياضة المائية القريبة سقط صاروخان أولا وحين هرع الناس لانقاذ الضحايا سقط صاروخان آخران بعد دقائق .
ونقلت شبكة سي,ان,ان التلفزيونية الأمريكية عن متحدث باسم الحلف الليلة قبل الماضية قوله ان طائرات الحلف استهدفت جسرا في المنطقة لكنه قال: ان الجسر هدف عسكري مشروع.
وقالت تانيوج ان طائرات الحلف دمرت ايضا جسرا آخر في بلدة فلاديتشين في جنوب جمهورية الصرب.
وفي غارة صباحية أخرى سقطت صواريخ الحلف قرب مجموعة من الصحفيين الأجانب كانوا ضمن قافلة في كوسوفا.
وقالت تانيوج ان الهجوم أسفر عن مقتل سائق الحافلة وجرح شخصين آخرين على الأقل هما دانيل شيفر وهو نشط فرنسي مدافع عن حقوق الانسان والصحفية ايف ان برينتيس من صحيفة التايمز اللندنية.
ولم يتسن الحصول على تأكيد لحصة التقرير من جهة مستقلة.
مخاوف على مصير مخزون اليورانيوم اليوغوسلافي
وفي لندن اعلنت نشرة جاينز انتليجنس ريفيو في عددها الصادر لشهر حزيران/ يونيو الحالي ان يوغوسلافيا تمتلك نحو ستين كيلوغراما من اليورانيوم المخصب يخشى ان تقع في أيدي جماعات غير خاضعة للرقابة.
ويوجد هذا المخزون من اليورانيوم منه عشرة كيلوغرامات مشعة في معهد العلوم النووية في فينكا بالقرب من بلغراد حيث تخزن ايضا محروقات مستعملة يمكن ان يستخرج منها حوالي خمسة كيلوغرامات من البلوتونيوم بعد تكريرها.
واشارت النشرة الى مخاوف أوساط الاستخبارات الأمريكية من الاستخدام المحتمل لليورانيوم الذي اذا ادمج مع متفجرات تقليدية قد يتيح لبلغراد فرصة صنع أسلحة اشعاعية لا تتسبب في انفجارات قوية لكن يمكنها نشر مواد اشعاعية بنسب عالية.
واعتبرت جاينز هذا الاستخدام، واكثر منه استغلال اليورانيوم في صنع قنبلة ذرية، غير وارد تقنيا وسياسيا, وقالت ان بلغراد ليس لديها الامكانات لصنع أسلحة نووية وهي لم تعد تملك وحدات معالجة منذ عشرين عاما.
إلا ان النشرة الشهرية لاحظت ان وجود اليورانيوم المخصب كثيرا في منطقة غير مستقرة يثير مخاوف أخرى .
واشارت الى فرضيتين: الأولى ان تتعرض هذه المواد للسرقة بهدف بيعها عن طريق وسطاء روس يتمتعون بشيء من الخبرة في هذا المجال الى بلدان مثل العراق الذي سبق ان سلمته يوغوسلافيا تجهيزات نووية، أو الى ليبيا.
والفرضية الثانية هي استخدامه من جانب ميلوسيفيتش أداة ضغط في مفاوضات محتملة.
بريطانيا تطلب من الصليب الأحمر زيارة صحفية مصابة
وفي لندن قالت بريطانيا أمس الاثنين انها طلبت من اللجنة الدولية للصليب الاحمر زيارة ايف ان برينتيس الصحفية بصحيفة التايم التي تقول يوغوسلافيا انها اصيبت في غارة جوية لحلف شمال الأطلسي على كوسوفا.
وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية لرويترز بأنه لا توجد لديه تفصيلات بشأن الحادث الذي اصيبت فيه برينتيس.
واضاف اننا على اتصال وثيق باللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنيف وطلبنا من افرادها اذا كانوا يستطيعون زيارتها في المستشفى.
وقالت وكالة تانيوج اليوغوسلافية للأنباء ان قافلة تضم مجموعة من الصحفيين الأجانب في كوسوفا اصيبت في هجوم جوي لحلف شمال الأطلسي الاحد الماضي في كوسوفا وان شخصين على الأقل جرحا.
واضافت الوكالة نقلا عن المركز الاعلامي الصربي في بريشتينا عاصمة اقليم كوسوفا ان القافلة تعرضت لنيران حلف شمال الأطلسي الساعة 4,30 بعد الظهر 1430 بتوقيت جرينتش عند كرك برود على الطريق بين برزوفيتشا وبريزرن في جنوب الاقليم.
أستراليا تتعهد بمواصلة العمل للإفراج عن موظفين
وفي كانبيرا تعهد جون هاوارد رئيس وزراء استراليا امس الاثنين بمواصلة الجهود الدبلوماسية لضمان الافراج عن موظفي اغاثة استراليين سجنا في يوغوسلافيا بتهمة تسريب معلومات سرية.
وحكم على موظف الاغاثة ستيف برات بالسجن يوم 12 عاما بعد ان ادانته محكمة عسكرية في بلجراد بتسريب معلومات سرية.
وسجن زميله في منظمة كير استراليا بيتر وولاس بالسجن اربع سنوات على برانكو جيلين الذي كان يعمل في نفس المنظمة بالسجن ست سنوات.
ووصف هاوارد للقناة التاسعة في التلفزيون الاسترالي هذه العقوبات بأنها قاسية والمحاكمة التي استمرت اربعة أيام بأنها غير عادية.
وامام استراليا ثلاثة أيام لاستئناف الحكم الذي اصدرته بلجراد وتعتزم ان تفعل ذلك فور ترجمة الحكم بشكل كامل الى اللغة الانجليزية.
جمعيات خيرية كويتية تنفي استغلال التبرعات لكوسوفا
وفي مدينة الكويت نفى رئيس المنظمات الخيرية الكويتية أول أمس مزاعم بأن التبرعات التي جمعت للاجئي كوسوفا قد حولت لاستخدامها في أغراض الدعاية في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في الثالث من تموز/ يوليو.
ودعا يوسف جاسم الحاج رئيس لجنة الاغاثة الكويتية المشتركة والمنظمات الخيرية الاسلامية الدولية كل من يعنيه الأمر الى مراجعة دفاتر اللجنة والمنظمات للتأكد منها.
وقال الحاج لوكالة الانباء الألمانية د,ب,أ ان المزاعم التي نشرتها بعض الصحف المحلية الاسبوع الماضي والتي تتهم المنظمات الخيرية باستغلال أموال التبرعات في حملة الانتخابات النيابية مختلفة.
وكانت لجنة الاغاثة الكويتية قد بدأت من تموز/ يوليو الماضي حملة واسعة لارسال امدادات الاغاثة الانسانية الى تيرانا عاصمة البانيا لتوزيعها على ألبان كوسوفا الذين شردهم العدوان الصربي.
وقد جمعت المنظمات الخيرية مؤخرا نحو 13 مليون دولار لأبناء كوسوفا وذلك من خلال أول برنامج تلفزيوني من نوعه لجمع التبرعات في الكويت.
وكانت الصحف الكويتية قد زعمت الاسبوع الماضي ان هناك نحو ستة ملايين دولار لم يتم تدوينها في دفاتر الحسابات من جانب المنظمات الخيرية الاسلامية التي نظمت برنامج تلفزيوني على مدار يومين لدعوة ابناء الكويت للتبرع للاجئي كوسوفا في شهر نيسان/ ابريل الماضي.
تحذير من الحرب البرية في البلقان
وفي القاهرة حذر الدكتور محمد رضا فودة خبير الشؤون الاستراتيجية والأمن القومي من مغبة الدخول في حرب برية لحسم الصراع في البلقان, وقال: ان عدم تخطيط حلف الأطلنطي الناتو لاحتمال الدخول في عمليات برية يعتبر نوعا من التقصير من قبل قوات الناتو بالرغم من التقدم العسكري الكبير الذي حققته.
واضاف ان عملية الحشد البري قد تستغرق وقتا طويلا وهناك صعوبات كبيرة جدا تواجهها حيث تتطلب موانىء صالحة لاستقبال حاملات الدبابات والمدفعية وقطع القتال الثقيلة مشيرا الى ان الموانىء البحرية الجاهزة لذلك عددها قليل ولا يمكن ان تستوعب حركة الحشد الذي يتطلبه الناتو للقيام بهذه العملية التي تحتاج على الاقل الى 200 ألف جندي بالأسلحة والمعدات والذخيرة لمواجهة القوات الصربية التي تتمتع بمستوى عال من الكفاءة والقدرة القتالية.
وأوضح ان طبيعة مسرح العمليات داخل يوغوسلافيا له سمة خاصة طبيعة الأرض في كوسوفا طبيعة جبلية وخضراء يمكن الاختفاء فيها بسهولة وهو ما يقوي من وقع المدافع بالمقارنة بوضع المهاجم كما ن عمليات الحشد تتطلب مطارات وطرق فالحشد يتم في مقدونيا وألبانيا ويحتاج الى طرق صالحة لتحرك المعدات الثقيلة للدخول الى كوسوفا وهي غير صالحة لهذا التحرك.
أمريكا لا ترغب في حدوث خسائر بشرية
واشار الى ان أمريكا لا ترغب في حدوث خسائر بشرية بين قواتها حيث لاتزال حرب فيتنام عالقة في أذهان الشعب الأمريكي والحرب العالمية الثانية وما تعرض له الألمان ما زال في ذهن الشعب الالماني وهناك دول كبرى مثل الصين ترغب في استمرار القتال لانه استنزاف لقوات الناتو مما يضعف العدو التقليدي لها.
القوات الصربية داخل كوسوفا
وقال الدكتور رضا فودة ان القوات اليوغسلافية داخل اقليم كوسوفا تقدر بنحو 40 ألف مزودة بعدد كبير من الدبابات والعربات المدرعة والمدفعية اضافة الى قوات احتياطي داخل يوغوسلافيا جاهزة للدفع الى الاقليم في أي وقت وقوة الطيران خارج الاقليم التي يمكن ان تتحرك مشيرة الى ان يوغسلافيا لا تقوم بعمليات قتال جوية للحفاظ على قدراتها الجوية التي قد تضطر الى استخدامها في الهجوم البري.
واعرب الخبير الاستراتيجي عن اعتقاده ان التدمير في القوات اليوغسلافية اقل بكثير مما اعلنه الناتو الذي يقول: انه دمر ما بين 60 الى 70 في المائة من قوات الاقليم بينما كان التدمير الأكبر للأهداف الاستراتيجية المدنية التي تخدم الناحية العسكرية مثل الكباري والجسور ومحطات الكهرباء والمواصلات ومراكز القيادة والسيطرة للقوات اليوغسلافية.
وذكر ان هناك مراكز قيادة وسيطرة تحت الأرض ما زالت القوات اليوغسلافية قادرة على السيطرة عليها كما ان القوات الجوية لديها 300 طائرة ميج 29 دمر منها 10 فقط والباقي في دشم مؤمنة.
ميلوسيفيتش لم يستسلم بعد شهرين من القصف
واكد الدكتور محمد رضا فودة أنه بعد مرور أكثر من شهرين على عمليات القصف الجوي لحلف الاطلنطي ليوغسلافيا لم يستسلم الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش بالصورة التي كانت متوقعة وهو ما يعكس سوء تقدير لشخصية ميلوسيفيتش لأن الدول المتقدمة حاليا تقوم بتحليل الشخصية القيادية والعسكرية لمعرفة امكاناتها وقدراتها واسلوب الوصول اليها والضغط عليها بما يجعله يسلم بمطالب الأخرين.
واكد انه اذا لم يجد الناتو حلا في ازالة أو اقناع ميلوسيفيتش لكي يبدأ الحل السلمي فان الحرب البرية لابد ان تكون حتمية ولذلك فان التحرك السياسي والدبلوماسي على الساحة العالمية يتم حاليا بصورة سريعة ومكثفة ومتلاحقة.
وقال: ان موسكو يهمها انجاح الحل السلمي لانها لا تريد التورط في الدخول في هذه الحرب نظرا لوضعها الاقتصادي السيىء والمشاكل الداخلية التي تعانيها وحاجتها في الحصول على قروض ومنح من أمريكا وصندوق النقد الدولي اضافة الى ان تورط روسيا في الحرب قد يتطور الى استخدام الاسلحة غير التقليدية وهو شيء مرفوض ولا يقبله المجتمع الدولي ككل ونتائجه خطيرة وسيكون خارج السيطرة.
الأهداف غير المعلنة لحلف الناتو
واضاف ان الناتو وضع أهدافا معلنة خاصة بحماية الألبان في كوسوفا وحقوق الانسان وعودة الالبان الى الاقليم وايقاف العمليات العسكرية وسحب القوات اليوغسلافية واعطاء حكم ذاتي للاقليم ولكن هناك اهدافا غير معلنة قامت من اجلها هذه الحرب وهي تدمير القدرة العسكرية ليوغسلافيا تماما بما يجعلها ضعيفة ولا تكون شوكة قوية في ظهر الناتو.
وقال: ان الناتو من خلال ذلك يمكن ان يتواجد على الحدود الروسية التي ما زالت في العقل الباطن هي العدو المستقبلي للناتو اذا استعادت قوتها ولذلك يتم تدميرها ليس على المدى القريب أو المتوسط ولكن على المدى البعيد.
وتوقع ألا يوقف الناتو عملياته العسكرية إلا اذا اعلن الرئيس اليوغسلافي سحب قواته بالكامل من الاقليم ودفع الناتو بقواته الموجودة في ألبانيا وعددها نحو 45 ألفا لتعمل كقوات حفظ سلام داخل الاقليم وطبقا لشروط الناتو على ان تنضم اليها قوات من روسيا ودول أخرى بعد ذلك.
تكاليف الحرب تدعو لإيجاد حل سلمي
ويرى الدكتور رضا فودة ان السعي لايجاد حل سلمي يرجع ايضا الى ارتفاع تكاليف العمليات العسكرية فحاملة الطائرات الواحدة تتكلف نحو مليار دولار يوميا وحجم الانفاق العسكري كبير جدا وتتحمله دول الناتو بما فيها أمريكا وبالرغم من ذلك فالأهداف التي يريدها الناتو من القصف لم تتحقق حتى الآن وايضا لم ينجح الناتو في فرض شروطه.
وأوضح ان دور حلف الناتو المعلن هو حماية الألبان من الاعتداءات الصربية عليهم ولكن عمليات القصف الجوي أدت الى تفريغ الاقليم من الالبان هرب من القصف وتم تشتيت اللاجئين في العديد من دول العالم مما يشكك في حسن النوايا في عودة الألبان الى الاقليم مشيرا الى ان النوايا السيئة كانت متوفرة والرغبة في تفريغ الاقليم من السكان كانت هدفا غير معلن.
وقال الخبير الاستراتيجي ان حسم الصراع في القريب لن يكون إلا بنجاح قوات الناتو في القضاء على ميلوسيفيتش أو اقناعه بقبول خطة التسوية باعتبارها الطريق الوحيد لانهاء العمليات العسكرية بما يحفظ ماء الوجه للناتو خاصة بعد ان فشلت الضربات الجوية في حسم الصراع.
وذكر الدكتور رضا فودة ان هناك نقطة مهمة وهي تحقيق الأمن الأوروبي حيث تسعى أمريكا لاقناع المجتمع الأوروبي أنه بدونها لا يمكن ان يتحقق الأمن في أوروبا فاذا فشلت هذه العملية ولم يتمكن الناتو من تحقيق اهدفه فان هناك مناداة بتشكيل قوة أوروبية لتأمين القارة بخلاف قوات الناتو وهذا مالا ترغبه أمريكا.
|