* بال - رويترز
أظهرت احصاءات جديدة ان الاندفاع لسحب القروض الدولية من الاسواق الناشئة التي تعرضت لازمة في نهاية العام الماضي كشف عن استعداد متزايد لدى البنوك للتفرقة بين المقترضين في الدول النامية, وتؤكد البيانات التي اعدها بنك التسويات الدولية للنصف الثاني من عام 1998م على الدور المهيمن للبنوك الاوروبية في تقديم القروض إلى الاسواق الناشئة فيما استمر تراجع البنوك اليابانية عن تقديم القروض للدول الآسيوية المجاورة.
وبصفة عامة تراجعت عمليات الاقراض الدولية من البنوك بنسبة اثنين بالمائة تقريبا إلى 1,08 تريليون دولار في نهاية عام 1998م من 1,10 تريليون في منتصف العام, ونتيجة المخاوف الناجمة عن تعليق روسيا سداد ديونها وخفض قيمة عملتها في اغسطس/ اب الماضي في اعقاب الازمة الآسيوية خفضت البنوك قروضها للدول النامية بشكل اسرع الى 705,9 مليار دولار في نهاية العام مقابل 726,8 مليار دولار, وأفاد البنك ان احصاءاته نصف السنوية الاخيرة تشير إلى ان جميع المناطق في الدول النامية تأثرت بعمليات الهروب الى ملاذ آمن وبيع الاصول التي اعقبت اعلان روسيا وقف سداد ديونها في اغسطس 1989م, وسحبت البنوك 28 مليار دولار من آسيا و17 مليار دولار من اوروبا الشرقية وثمانية مليارات دولار من امريكا اللاتينية في النصف الثاني من العام الماضي فيما سعت إلى استثمارات تتمتع بدرجة عالية من الامان وسط الازمة الاقتصادية العالمية غير ان الاقتصاديين في البنك قالوا ان هروب رأس المال يخفي عددا من الاتجاهات الكامنة, وقالوا أولا: ان التراجع من آسيا يمثل نصف ما كان عليه في النصف الاول من العام مما يؤكد دلائل من مصادر اخرى تفيد تخفيف ضغوط التمويل في المنطقة, بالاضافة إلى ذلك فإن سحب 12 مليار دولار من القروض المقدمة للبرازيل وحدها يتجاوز اجمالي تدفق رأس المال إلى خارج امريكا اللاتينية.
|