الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله وعلى آله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد:
فإن الله عز وجل قد غرس في نفوس المسلمين محبة وتقدير سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله واسكنه فسيح جناته، فما ان يذكر في مجلس شباب، او شيب او في مجلس علماء، او متعلمين او في مجلس نساء، او رجال الا وتلحظ التقدير والاحترام، والإنصات لسماع ما صدر عن الشيخ -رحمه الله- من فتاوى، او توجيهات, ولامتثال ذلك والعمل به، والعمل على نشره بصدر رحب ونفس رضية, وماذاك الا لما يتمتع به هذا الشيخ الجليل من محبة وتقدير من جميع طبقات المجتمع, وذلك بسبب ما منحه الله من قبول في الارض، ولما يتصف به سماحته من بشاشة وكرم وصدق حديث ومكانة علمية ونصح ومحبة وشفقة لأمته واخوانه المسلمين, وفي الحديث الصحيح ومن التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس وفي الحديث الآخرإذا احب الله عبداً وضع له القبول في الارض .
وهذه من اسباب السعادة الحقة رضى الله عز وجل، ورضى الناس ومحبة الله عز وجل وقبول عباده, ومن خصائص الشيخ رحمه الله تعالى التي لها علاقة بما سبق ان الناس جميعا -وبخاصة العلماء وطلاب العلم- يصفونه بأنه الوالد ومع انه لاتلازم بين العلم وبين هذه الصفة الا ان الشيخ رحمه الله تعالى كسبها بأخلاقه وشيمه التي لاتصدر الا من والد عطوف كريم محب مشفق علىولده يدله على الخير ويحثه عليه، ويعينه على سلوك طريقه ويحوطه عن الشر ويبعده منه, لكن الشيخ -رحمه الله -وصفه الجميع بالوالد، لإدراكهم ان محبته لهم وشفقته عليهم، ونصحه وتوجيهه، وبذله وسخاءه لايكون الا بعاطفة الابوة الحقة التي لايشوبها شائب من حسد، او انانية واذا شئت دليلا على ذلك فانظر اليه -رحمه الله -وهو يحضر احد الدروس او المحاضرات، او الندوات لأحد طلاب العلم وكيف ينصت اليه ويتفاعل معه، وكيف يتأثر به حتى لكأنه لم يسمع بمثل حديثه من قبل، بل ويسمعه لأول مرة، وماذاك الالمعاني الابوة التي يحملها -رحمه الله -لكل المسلمين بحيث يتمنى لهم الرفعة والسعادة والمكانة العالية كما يتمنى الوالد العطوف ذلك لأبنائه فرحم الله الشيخ رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وعوّض الامة فيه خيراً انه سميع مجيب.
وصلى وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه اجمعين.