مضيت يا من له في النفس تبجيلُ

وفي الصلاة وفي الأسحار ترتيلُ

ما اصعب الوصف لما ان نعوك لنا!

في محرج الوقت: تسويف وتأميل

يا ناصر الدين يبكيك الأُلى ارتحلوا

لما ارتحلت، وهذا الجمع تدليل

جئنا نشيع أرواحا قد افتقدت

نبض الحياة فذي الدنيا أباطيل

كل ابن أثنى وإن طالت سلامته

يوماً على آلةٍ حدباء محمول

رحماك ربي بطودٍ دكه مرضٌ

كما يدكُّ شديد البأس إزميل

رحماك ربي به والناس قاطبة

عز المصاب كأن الراحل الجيل

الله أكبر والتقوى بضاعته

وعطره شاع: تسبيح وتهليل

لم يعرف النوم إلا قدر حاجته

لم يرهب الموت، إن الموت تحصيل

سلواه فتوى وتذكيرٌ وأدعيةٌ

وعينه دمعها خوفٌ وتبجيل

لم يثنه مرضٌ,, لم يُلهه غرضٌ

إلا العظيمان: إحسانٌ وتسهيل

فالخير شاغله,, والحب شامله

والله كافله,, والعبد مكفول

والحق شرعته,,والعلم صنعته

والحلمُ حليته,, والبشر مجبول

لم تنعم العين لكن الفؤاد رأى

نور اليقين,, وبعض الفقد تكميل

أكرم به إنه في البر معدنه!!

أنعم به إنه لليل قنديل

سقيت يا جامعا زهداً ومنزلة

والكف غيثٌ,, وسيف الحق مسلول

الله يعلم كم ذابت لنا مهجٌ

يوم الرحيل,, وكل الناس مذهول

حياً وميتاً تروم الوعظ لا عجبا

إنّ المُسجى خطيبٌ وهو محمول