Tuesday 1st June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 17 صفر


مرثية لسماحة رمز السلفية والإصلاح قبل 15 عاماً

** كتبت أربع مقالات عن سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز العالم الرباني الزاهد المجدد المجتهد الذي اثر في حياة الناس بعلمه الجم، وخلقه الكريم، وفضله العميم، وتذكرت انني سبق ان كتبت عنه مرثية وهو مازال حيا يرزق، وطلبت من أخي عبدالله بن علي الجدعان المحب للادب والرواية المجهول الذي تذكرت ان لديه صورة منها بان يرسلها لي من الرياض إلى لوس انجلوس بالفاكس، فأرسلها مشكورا، واطلعت عليها، كان تاريخ كتابتها 4 رجب من عام 1404ه كتبت في مقدمة تلك القصيدة التالي:
إلى شيخنا عميد الدعاة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز أمد الله في عمره، اكتب هذه الابيات حبا في الله وتقديرا لما أسداه ووفاء لمعارفه النافعة، لقد مرت صورته في شريط الذكريات وأنا أعيش مغتربا غربة الوطن واللسان والدين، والجنان فكانت هذه المشاعر .
وأحب ان أذيل سلسلة المقالات التي نشرت على صفحات جريدة الجزيرة الغراء بتلك القصيدة التي لم تكن من شاعر وإنما من محب يحمل مشاعر وأحاسيس خاصة مفعمة بالحب والاجلال للراحل الفقيد.
إنني من الذين يؤمنون بأن مصيبة العالم الاسلامي كامنة في فقدان الفكر المستنير الذي يضيء للامة دياجير الظلمة، والعالم الفذ القدير الذي تجتمع عليه القلوب والقيادة الصادقة التي توجه طاقات الامة للبناء والعزة والوحدة, ضاعت الشعوب بين الجاهلين والحمقى والانتهازيين، فتمخضت عن اجيال لاهثة حائرة تائهة تلتمس الماء في تلافيف السراب ولقد اجتمعت مع سماحة الفقيد القلوب، فحزنت على فراقه.
كان نموذجا حيا لعالم اخلص لما اعتقد انه الحق فبنى قاعدة عريضة من الدعاة والمؤسسات، وكان وحده أمة على ما كان يعترضه من مشاغل وعوائق، وإلى تلك المشاعر التي سبقت رحيله يرحمه الله ب(15) عاما، كتبتها من وراء المحيطات وأنا اتخيل محياه وسجاياه، ثم رحيله، وما عبر عنه الناس تجاهه يرحمه الله من مشاعر قليل في حق العالم الصادق الذي نذر نفسه للعلم والاصلاح في زمن شنفت الفتن آذانها، وأفرز الخلل التعس زعانف لا قيمة لها في عوالم العطاء والنقاء والحرص على نهضة الشعوب واستقرارها وازدهار الاوطان واستقلالها,
إلى تلك المشاعر، ومعذرة للقراء على الاطالة في المقدمة التي هي جزء من القصيدة القديمة المولد الجديدة المناسبة، إنها رثاء لرجل وهو حي يمشي على رجليه مما ربما - حسب علمي المحدود - لم يحدث من قبل
عميد الدعاة
يحنو عليك الدهر من أعماقه
يا ابن الذين تشربوا التوحيدا
سقط الذين تملقوا فتألقوا
وبقيت حيا في القلوب شهيدا
صرح علا بدم الخلود بنيته
ظلا تمدد فاستحق خلودا
لم تبنه بشهادة من مشرق
أو مغرب حقنا العقول صديدا
لم يبنه نسب لخال أو أب
فلكم دفنت عشائراً وجدودا
يا من يسير وكل قلب خاشع
لله سبح غارقا مشدودا
لولا الضياء لما عرفت بخوذة
او جبة غرا الانام عقودا
من قلبك الوضاء اشرق افقنا
وتلاطمت أنواره تغريدا
من قلبك الوضاء هلل شرقنا
قرآنه للنصر صار نشيدا
وحميت نشء المسلمين ومجدهم
والمرجفون يبرّمون القيدا
ماذا أقول؟ وسادة الدنيا ترى
فيه السماحة والندى المفقودا
البدو والحضر الذين تنادموا
معه رووه ملاحما وسعودا
يامن يراه تحفه النظرات في
حلقاته متلألئا محسودا
يا من يراه يبيّن الآيات
والأحكام لم يتوسد التقليدا
المبدعون بجنبه طلابه
أو غير ذلك يصنع التسويدا؟
عبدالعزيز ايا إماما ذب عن
سنن الرسول مشمرا صنديدا
أنت المجدد في الحياة لديننا
ولسوف تبقى للدعاة عميدا
هذي الجزيرة لاخبت أنوارها
عربية تهب السنا والصيدا
هي دوحة الاسلام منبع عزه
منها العيون ترقَّب التجديدا
د, خليل بن عبدالله الخليل

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الخدمة المدنية
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved