أسلوب فني لنقل حكاية، اختصت به القصة والرواية أساسا نظرا إلى أنهما تعتمدان على السرد لا التمثيل وأفاد منه الشعر أيضا، بل إن المسرح قد عرف هذا الأسلوب قبل القصة والرواية، ويكاد ذلك يبدو غريبا، إذ طالما أن المسرح يملك إمكانية التجسيد الدرامي للأحداث فما الذي يلجئه إلى روايتها؟
لكن شروط المسرحية التي تقتضي ألا تشغل أحداثها ما يزيد عن يوم واحد قد ألجأ الكتاب القدامى إلى التجسيد الدرامي لأحداث ذلك اليوم، وغالبا ما تكون تلك الأحداث هي اكتمال، ولكي يقدم الكاتب المسرحي لجمهوره القصة كاملة فإنه ينقل إليهم الأحداث السابقة لذلك اليوم - حتى وإن كانت تشغل سنوات من خلال الرواية، وعهد إلى الكورس بهذه المهمة,, كذا تبدأ الأحداث من المنتصف وما فات يتداركه الكورس رواية حتى الوصول إلى نقطة البداية التي انطلقت منها المسرحية ليكتمل الحدث دراميا ثم قد يعقب الكورس برواية حكمة تبرز الدرس الأخلاقي .
وفي القصة قد يستخدم الكاتب ضمير المتكلم: انطلقتُ بسرعة جنونية ولكنه يجد نفسه مؤرقا بمخافة الاتهام بأنه إنما يروي تجربة شخصية أو أنه يتلبس شخوصه ويتحدث بضمير المتكلم نيابة عنهم ولهذا يلجأ إلى ضمير الغائب انطلق بسرعة جنونية وهنا يواجه الكاتب في هروبه من مأزق نفس المأزق بشكل جديد إذ هو باستخدام أسلوب الرواية أحيانا ما يصف الآخرين بمشاعره هو، أو ينسب إليهم أعمالا لا تخرج من وعيهم، بل من وعيه هو,, وإذن تبقى المشكلة ضرورة الحذر والمهارة في وعي الكاتب بما يقال وتبرره الأحداث وأخلاق الشخصيات سواء قيل ذلك بضمير المتكلم أو بأسلوب الرواية في استخدام ضمير الغائب.
|