Tuesday 1st June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 17 صفر


شعر
مساحة للقوام المضلل

ليتها ما خرجت بالصوت من ذاك البلد
ليتها ما قذفت في لهب التصفيق عيدان الجسد
لحظة في الافتتاح
جعلتني اكره الازمنة البيضاء في جبهتها
قلت فيها
ليتهاما اكلت من تمرنا
ليتها ما شربت من زمزم الطاهر
او صلّت على اتربة الخيرات في قريتنا
أيها المهزوم فينا
ليتها ما علّقت اسماءنا في يدها اليمنى
وفي اليسرى تعاويذ الحسد
لبست طرحتها السوداء
واحتجت بان الصدع في القول كقول الوزن في الشعر
يدس الخوف في جوع المنصات
وأنى يستر الفحش اذا ما ثار من وسط الكبد
لا تحاول ان تميت الظن
والصوت اذا ما انشق من حنجرة الوهن
يفك اثنين مأسورين في الظن بحبل من مسد
لو نهزت العصب الفضي من بين الترائب
ستجد فيه عصابات تكيل الموت للأعين في سوق الرمد
باسمك اللهم يا رحمن
رب الشيخ والرضع فينا والولد
اقسم الليل على نصفين من طول المدى
ثم بين الهود والقلة من نصف المدى
اهمر الداء على حب الخلايا في خيال الفكرة البكماء
والكل يرى
لتموت الفتنة الخرقاء (من جد وجد)
عائض بن علي القرني
***
** للغموض سحره ونداؤه المؤجج، له جماله الخاص وإن لم يكن جميلاً، هذا ما يقوله (لامرتين) حين أعلن الأشياء الجميلة يفسدها اللمس) وهذا ما تقوله دروس الحياة حين تتأجج مشاعر الرجل إزاء فتاة معينة ثم تنطفئ تدريجيا ويتسرب إليها دبيب الملل عندما تنتقل للحياة معه زوجة,, بل إنه كثيرا ما يسأل نفسه:
أتلك هي التي شغفت بها حبا وكدت اجن؟!! , من أجل أي شيء؟ وتلك هي أيضا الحكمة التي يفضي بها إلينا صديق الصفحة عايض القرني في قصيدته,.
تلك التي بهرته ما أن اعتلت منصة وتكلمت بإشارة اليد والجسد حتى هوت من شاهق إلى حضيض، سقوطا جعله يعتصم بقيم الدين التي تصون دائما للمرأة كرامتها ومكانتها.
التقاط هذا الموقف الذي غالبا ما لا ننتبه إليه موضوعا للقصيدة علامة على موهبة شاعره,, وأداؤه شعرا سليما ومصفى إشارة ثانية، ويبقى اختلاف وجهات النظر حقا للقارئ يخالف فيه الشاعر مثلما هو حق للشاعر وإن كان على غير ما يراه الآخرون؛ ففي الفن ليس هناك خطأ وصواب وإنما الاثنان صواب اختلفت فيهما زاوية النظر، لكن حقيقة إطلال موقف الشاعر من التجربة في هذه الصياغة الشعرية القوية يجبر على الاستسلام له والتسليم بوجاهة حجته، وإذا أردنا إشارة إلى ذكائه الذي يكرس كل شيء لخدمة موقفه فتلك الجملة (من جد وجد) التي شاعت حكمة بينا تلعب في القصيدة دورها المزدوج يقول لتموت الفتنة الخرقاء، من جد وجد تلك الفتنة الخرقاء هي التي سقطت تحت غوايتها بطلته التي تمادت في ترجمة (من جد وجد) فأوصلها ذلك إلى الموقف الذي سقطت من خلاله في نظره، وفي ذات الوقت كأنما هي دعوة للذين يرون في المرأة فتنة خالصة يرى الشاعر أنه موقف أخرق فيدعو الله أن يعيش كل من يجد في اكتشاف زيف هذه القناعة ليجد حقيقة كتلك التي رآها الشاعر.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الخدمة المدنية
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved