Tuesday 1st June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 17 صفر


ترانيم صحفية
الثقة والطيبة ,, من يحقق الآخر,,؟

الثقة أعتقد أنها كلمة من الصعب أن نستخدمها في اي موقع او في اي حادث أيا كان فهي اساس العلاقات المتينة بين الافراد ولكن كيف تأتي هذه الثقة وكيف تولد وكم تأخذ لتصبح قاعدة صلبة من الرائع ان تصمد عليها العلاقة بين الناس, كثيراً مايقولون ان اي علاقة بين فردين في المجتمع انما من الواجب ان نحترم وجود الثقة فيها طالما لم يظهر ما هو عكس ذلك بمعنى انه اذا لم يظهر على اي من الطرفين اي نوع من الخداع او الكذب او ما شابه ذلك,, اذا هي علاقة مبنية على الثقة ولكن في المقابل فإن كثيراً من الناس يقرون مبدأ بناء الاساس بمعنى اننا يجب ان لانثق في الأفراد إلا إذا عشنا معهم مواقف تثبت هذه الثقة وتعززها وليس اي موقف يشير للثقة,, فكلما كان الموقف صعباً ومن السهل ان يهزم الفرد واستطاع في المقابل ان ينتصر فإن الثقة هنا تزداد وترتفع درجتها,, اعتقد اننا يجب الا نتعامل مع محيطنا الخارجي بسذاجة او بتلك الطيبة التي يسميها البعض طيبة وهي تفتقد الى الاتزان او إلى العقل وتفهم الموقف والموضوع بل اننا يجب ان نتعلم متى نثق ومتى لا نفعل ذلك,, وهذا لايعني ان يعادي الشخص كل من حوله حتى يجسَّ نبضهم كما يقال ولكن لابد من ان يحاول دائماً التعامل معهم بنوع من الحيطة والحذر والحرص لأن كثيراً من الناس قد لايقدرون فعلاً حقيقة الانسان الطيب مما يجعلهم احياناً يستغفلونه ويخادعونه بصورة خفية قد لا يشعر بها اطلاقاً فالشخص إنما يعيش في بيته أو لنقل في مجتمعه محاطا بأنواع وأنواع هائلة من الشخصيات والتي لابد ان يعرف كيف يتعامل معها إلا انه اثناء خطوات دراستها لابد ألّا يسلم حتى يبلغ النتيجة حتى يقي نفسه على الاقل نقطة الوقوع فيما يسميه بعض العلماء السذاجة الاجتماعية .
وقد يتساءل العديد من الناس هل الطيبة الشخصية أمر يولد به الفرد أم انه يتزوده من خلال تجاربه مع المحيط الخارجي؟!
أعتقد ان الامر مختلط بين الجانبين فإن اغلب الصفات الشخصية في الانسان انما تولد بذرتها معه إلا أن محيطه الاسري ومن ثم محيطه الاجتماعي هما اللذان يعززان هذا الامر ويمحوانه والطيبة هي جانب من الشخصية يولد بها الفرد وهو يفتقد ميكانزماته الافتراضية ولكن اي جانب افتراضي!! انه يفقد فيه الانسان الجوانب الافتراضية السلبية فإذا قلنا مثلا ان فلانا تغلب عليه الطيبة في نظرته للآخرين فإن هذا يعني انه لا يمكن ان يراوده اي شك ولو بسيط في سلوكياتهم ولو حاولنا تعديل كلمة شك لقلنا انه لن يراوده اي احتمال سلبي في امكانية قيام فرد ما بسلوك قد لا يناسبه وقد لا تدخل الطيبة فقط في مواقف الضرر المتعلق بخداع ذلك الانسان الطيب وانما قد تدفع هذا الانسان الطيب ايضا إلى ان يتعدى على غيره دون ان يبرمج في ذهنه الاحتمال السلبي لحديثه هو نفسه واثره على الغير بمعنى انه قد يدلي بأي حديث هو قد لا يقصد منه إلا الخير ولكن في المقابل قد يفهم بصورة سلبية لانه ادلى به انطلاقا من سجيته ولم يحاول ان يستبعد ما قد يؤذي الغير أحيانا لأنه في النهاية يثق في حسن تفسير الآخرين لسلوكه, وبما اننا طبعا نخص هنا بالتحديد الافراد ذوي العلاقات السطحية لأن الفرد إذا استطاع ان يكشف النقاب عن الفرد الذي امامه استطاع فعلا من هذا المحك ان يدرك مغزاه في الحديث ومضمون ما يرمي إليه في كل موقف لهذا نقول بأننا لابد ان نفترض دائما الجانب السلبي مع الإيجابي سوياً وذلك حتى نستطيع فعلا ان نتعامل بطيبة ممتزجة بالحرص فمتى ما عرفنا الطرف الآخر نستطيع هنا ان نقلل من الافتراض السلبي ولكن,, إذا استدعى الامر ذلك حقاً حتى تكون فعلا تعاملاتنا واقعية نحمي بها الآخرين وأنفسنا ولا نعطي بها الثقة كائناً من كان,.
وفي الختام تظل العلاقات الاجتماعية فنا في كل يوم نفتتح ملفاً جديداً منه ولكن,, هل نتعلم حقاً؟!
نجلاء أحمد السويل

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الخدمة المدنية
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved