فلنكرِّم الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي أكرم الأمة على امتداد خارطة الوطن
على الرغم من أن في المملكة العربية السعودية سبعاً من الجامعات، ومئات من الكليات والمعاهد العلمية المتخصصة، الا انها جميعاً بدأت تضيق بالكم الهائل من خريجي الثانوية العامة من البنين والبنات، وأصبح بقاء عشرات الآلاف من الطلبة والطالبات خارج اسوار الجامعات من الراغبين في اكمال تعليمهم الجامعي واقعاً نعايشه سنوياً، وفي تقديري انه من غير الطبيعي أن تظل هذه الطاقات الشابة مهمشة في مجتمع يفترض ان يكونوا فيه عاملاً متحركاً منتجاً، في مجتمع عرف بالتكامل والتراحم والترابط.
فهذه الاشكالية وغيرها من الاشكاليات المرتبطة بها، ينبغي التصدي لها.
فبقاء عشرات الآلاف من الطلبة والطالبات الذين لم يتمكنوا من اكمال تعليمهم الجامعي وفي نفس الوقت لم يُستوعبوا وظيفياً بحيث بدأت تزداد نسبتهم سنة بعد أخرى مما يشكل معضلة اجتماعية نتيجة تراكمٍ بشري معطل، يتعرض في ليله ونهاره لبرامج وأفلام تنهمر بها السماء، مستهدفةً دغدغة مشاعرهم وغرائزهم وعقولهم، وهذه الفئة يمكن تصنيفها الى فئتين:
- الفئة الاولى منهما ينطبق عليها قول الشاعر:
إن الفراغ والشباب والجِدة مفسدة للمرء أيّ مفسدة |
- أما الفئة الثانية، فهي تعيش تحت وطأة الفراغ وقوة الشباب والحاجة المالية.
وبصورة أخرى فإن الفئة الأولى متعطلة ومعها المال والفئة الثانية متعطلة أيضاً، ولكنها لا تملك المال والفئتان تتوافران على فورة الشباب وقوته والفراغ الرهيب، فلنتصور ان مجتمعاً يشكل الشباب فيه 60% من تعداد سكانه نسبة منهم لم تتمكن من استكمال تعليمها الجامعي، ولم تتحصل على وظيفة ما، وشهادة الثانوية العامة تحول بينها وبين الأعمال الفنية والوظائف المساعدة التي تتطلب تخصصات فنية,.
ازاء هذه التحولات المجتمعية الجديدة اتجهت الدولة لدراسة هذه الظواهر بهدف ايجاد الحلول التي تضمن لهؤلاء الشباب حياة كريمة، وتدفع بهم نحو عجلة التنمية ليتحولوا الى مشاركين فاعلين فيها بدلاً من أن تظل نسبة منهم متفرجة وخارج عجلة الزمن داخل وطنهم مما قد يؤدي الى انعكاسات مجتمعية سلبية غير محمودة.
وازاء هذا الوضع كان لا بد من رجلٍ كبير ذي همّة عالية يستطيع ان يقرن القول بالعمل والفعل معاً، رجل وضع هموم أمته على راحتي كفيه,, دؤوب في العمل الجاد لخدمتها، ومن يكون ذلك سوى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض الذي رحب برغبة اهالي مدينة الرياض المشاركة في مشروع يليق بتكريم رجل دولة كبير هو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام عندما منَّ الله عليه بالشفاء بعد ان عاد من رحلة علاجية يدفعه حبه للبلاد والعباد لخدمتها.
ويبدو أن الشباب الذين لم تستوعبهم الجامعات السعودية كانوا هاجس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ومن هنا قام أهالي الرياض بمباركة ودعم ومؤازرة من سموه بالاعلان المقترن بالفعل عن انشاء كلية الأمير سلطان الأهلية بالرياض والتي ستكون - بإذن الله - نواة جامعة أهلية خيرية متميزة بالعاصمة الرياض,, وحتى يكون هذا المشروع اكثر شمولية ومؤسسياً,, مرتكزاً على ابعاد علمية واجتماعية، فقد اصدر مجلس الوزراء الموقر قراراً يقضي بالموافقة على إنشاء الكليات الأهلية الخيرية التي لا تستهدف الربح تحت مظلة علمية متمثلة في وزارة التعليم العالي، حيث صدرت الموافقة على تأسيس مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم والتي تهدف الى تقديم الخدمات التعليمية الجامعية وما فوق المستوى الثانوي، وقد تشكل لهذا الغرض مجلس ادارة برئاسة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز الذي سيعمل على تجذير ونجاح هذه المؤسسة الخيرية التي ولدت عملاقة حيث إن كل عوامل النجاح متوافرة فيها، ولعلّ أهمها وأبرزها وجود سموه خلفها وعلى رأس مجلس ادارتها مما سيحقق -إن شاء الله - الأهداف الكبيرة ومنها استيعاب الطاقات الشابة التي لم تستوعبها الجامعات السعودية، ليكونوا - بإذن الله - فئة قادرة على التفاعل مع التخصص العصري المطلوب، مرتبطة بواقعها المجتمعي والبيئي متمكنة من الاسهام في خدمة الوطن والأمة، وذلك عبر قبولهم في كلية الأمير سلطان الأهلية التي ترعاها هذه المؤسسة والتي ستبدأ الدراسة بها مع مطلع العام الدراسي القادم ان شاء الله تعالى.
وهذه الكلية ستكون على مستوى متميز يتناسب مع مكانة الرياض العاصمة ومع من سُميّت باسمه ومع من يرعاها بالعمل والجهد المتميزين,, ومن هذا المنطلق استطيع ان أقول انني مطمئن على مستقبل ابنائي واشقائهم من ابناء الوطن، فالرعاية الكريمة لهذه الدولة ورجالها لا ينضب معينها أبداً، و(سلمان بن عبد العزيز) واحد من أبرز القياديين في هذه البلاد الذي يتوقد ذهنه بمشاريع كبيرة جسورة تأخذ بأبعاد التطور الحضاري والتنمية الشاملة بهذه البلاد.
فإذا كان سموه قد وضع الخطوات الرئيسة الراسخة لتأهيل شبابنا، فقد وضع لبنات رئيسة لمشروع خيري كبير آخر يصب في نفس منحى المشروع الأول من منطلقات التكافل والتراحم والترابط والانسجام المجتمعي وحماية الانسان السعودي من أي مؤثرات او تأثيرات سلبية، والمتمثل في مشروع الأمير سلمان للاسكان الخيري الذي يستهدف بناء عشرين ألف وحدة سكنية في السنوات الاولى، وهذا المشروع الخيري الذي يرعاه رجل المهمّات الكبيرة (سلمان بن عبد العزيز) يهدف الى ايجاد وحدات سكنية صغيرة وتأثيثها وادخال الخدمات إليها ومن ثم إسكان المحتاجين من الفقراء والأرامل والايتام فيها وسوف يتكفل مشروع الأمير سلمان للاسكان الخيري بتكاليف الخدمات الكهربائية والمواد الغذائية والتأثيثية مجاناً لهؤلاء المحتاجين ولذلك فإن باب التبرع للمشروع مفتوح من الأرض الكبيرة الى المواد الغذائية الى الاثاث مروراً بالمال وفق اسهم محددة بمبلغ معين لتكون - بإذن الله - صدقة جارية لكل من أسهم فيه.
اسأل الله تعالى ان يثيب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض خير الثواب واجزله، فهذا الرجل قد منحه الله عز وجل قدرات فائقة جعلت منه رجل دولة، ورجل حكم، ورجل ادارة، ورجل فكر وثقافة,, وقبل هذا وبعده كسب محبة الناس في هذه البلاد من اقصاها الى اقصاها، فإذا ما ذكر (سلمان بن عبد العزيز) في أي مجلس او منتدى او مؤتمر او في اي مناسبة، أشار الجميع الى انه ذلك القائد المحنك الذي يحمل في قلبه وبين ضلوعه محبة الوطن وأهله, وقد تمثلت هذه المحبة في المشاريع العملاقة التي أعطت المنطقة الوسطى بصفة عامة والرياض العاصمة على وجه التحديد وجهاً مضيئاً يشع صفاءً ونقاءً وابداعاً يستضيء به ابناء الوطن قاطبة.
وماذا بقي؟ إنني على ثقة بان المواطنين في هذا الوطن الخيِّر المعطاء الذي يأخذ بزمام قيادته نحو العلا والتقدم والتطور خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، سوف يعملون على تكريم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض تكريماً يليق بسموه في مشروع خيري ينعم به ابناء الوطن من اقصاه الى اقصاه، فنحن كمواطنين، مطالبون بأن نكرّم الرجل الذي اكرم الأمة على امتداد خارطة الوطن الكبير.