Friday 21st May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 6 صفر


ارتفاع مخيف في أعداد المدخنات

* بعد أن أخذ العديد من الرجال يقلعون عن التدخين ويتوقفون عنه كليا أو جزئيا، بدأت النساء بالتدخين بأعداد متزايدة وسط حملة اعلانات كبيرة ومكثفة موجهة خصيصا لهن من قبل الشركات المنتجة للسجائر وذلك لتعويض ما لحق بها من خسائر من جراء انخفاض عدد المدخنين, وترافق مع هذا الازدياد في عدد المدخنات ظهور أمراض جديدة عندهن وارتفاع نسبة الأمراض الأخرى, وفي هذا الصدد تقول د, ايلين كروفتون المديرة السابقة لجمعية العمل الايجابي بشأن التدخين والصحة في اسكتلندا ان النساء معرضات لجميع الأخطار التي يتعرض لها الرجال، بما في ذلك سرطان الرئة، ولكنهن بالاضافة الى ذلك يتعرضن لأخطار معينة أخرى خاصة بجنسهن .
وتدل الأرقام والمعطيات على خطورة الظاهرة الجديدة وتبين من دراسة استقصائية للمراهقين الذين هم في السادسة عشرة من العمر في اليونان أن 82% من البنات يدخن مقابل 79% من الفتيان, وفي الأورغواي 72% مقابل 66% من الذكور, وفي تشيلي 69% مقابل 52%.
وأوضح تقرير وضعه المكتب الاقليمي الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية عن سلوك الأطفال في 10 بلاد أوروبية أنه في السنة الحادية عشرة من العمر يكون 30% من الأولاد و20% من البنات قد جربوا التدخين فعلا, وفي سن الخامسة عشرة ارتفع عدد الذين يدخنون يوميا الى 13% للبنين و13,8 للبنات، مع استمرار الزيادة حتى تصل الى نحو 30% للجنسين ببلوغهم 18سنة , وأوصى التقرير بعدة اجراءات لتلافي هذا الخطر وتشمل اقناع الآباء والأمهات المدخنين بالاقلاع عن التدخين فالأطفال الذين يعيشون في بيوت لا يدخن البالغون فيها يقل احتمال تعرضهم للتدخين، واستخدام وسائل الاعلام في تنمية رأي عام يعتبر التدخين سلوكا غير محمود وتقييد التدخين في الأماكن العامة، وحظر بيع التبغ والسجائر لصغار السن.
لقد كانت النساء حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية قليلا ما يدخن إلا ان نسبة التدخين قد ارتفعت كثيرا في الستينات كما يقول تقرير اصدرته الجمعية السورية لمكافحة السل والأمراض التنفسية ويضيف: بعد ان كانت نسبة النساء اللواتي يمارسن عادة تدخين السجائر لا تتجاوز 2-10% مقابل 40-60% من الرجال، فقد ارتفعت هذه النسبة في البلاد الصناعية لتصل الى 20-40% مقابل 30-50% من الرجال.
وحسب دراسة علمية فإن 9% فقط من المراهقين و11% من المراهقات يدخنون يوميا اذا كان أباؤهم لا يدخنون ولا يسمحون بالتدخين، بينما يرتفع هذا الرقم الى 67% من المراهقين و78% من المراهقات اذا كان الأبوان يدخنان ويسمحان للأبناء بالتدخين.
ولذلك خصصت منظمة الصحة العالمية اليوم العالمي الثاني للامتناع عن التدخين للحديث عن الخطر الذي تتعرض له المدخنات من مختلف الجوانب وفي هذا يقول د, ناكاجيما مدير المنظمة الدولية: إن من دواعي الأسى أنه في الوقت الذي بدأ استهلاك الرجال للتبغ يتناقص بشكل واضح في بعض البلدان فإن النساء اصبحن الهدف الرئيسي الأول لاعلانات التبغ وهذا يعني تحولا في اتجاه المرض والفئة التي يصيبها وبالتالي ان النساء اللاتي يدخن كالرجال يمتن كالرجال، وزاد معدل وفيات النساء بسرطان الرئة في العالم الصناعي بنسبة تفوق مائتين بالمائة منذ الخمسينات واستنادا الى تقارير وتقديرات مختلفة فإن حوالي مليونين ونصف المليون شخص يموتون سنويا من الأمراض التي يسببها التبغ مثل سرطان الرئة والالتهاب الشعبي المزمن، والانتفاخ الرئوي وأمراض القلب وهذا يعني أن شخصا يموت بسبب التدخين كل ثلاث عشرة ثانية .
وطبقا لإحصائيات المنظمة العالمية تبين ان البلاد العشرة التي تتميز بأعلى معدلات التدخين بين الناس من نحو 40 بلدا تم دراستها تقع في العالم الثالث وعلى رأسها غينيا الجديدة الواقعة في المحيط الهادي حيث بلغت نسبة المدخنات 80% وفي البلاد الصناعية تصدرت القائمة الدنمارك بنسبة 38% وفي هذا الصدد تقول د, ميرا آغي المتخصصة بمعهد تاتاميموريال في الهند أنه في عام 1980 حين بدأت معظم بلدان العالم المتقدم تظهر هبوطا في تدخين السجائر، أظهر العالم الثالث اتجاها تصاعديا ثابتا، كانت فيه افريقيا على رأس القائمة، وتأتي نساء المدن من العاملات في طليعة الفئات السكانية التي يزيد التدخين فيها بدرجة عظيمة، وهن يواجهن أعظم الأخطار وأكبرها على صحتهن.
النساء وأمراض التدخين
تتعرض المرأة المدخنة لخطر الاصابة بالأمراض التي يحدثها التبغ بدرجة أكبر من الرجل وهي ان اصبحت أما تعرض صحة طفلها للخطر.
يقول د, عبدالغني عرفة ان آثار التدخين على جسم المرأة بدأت تظهر بوضوح حيث ارتفعت نسبة اصابة السيدات بسرطان الرئة وكذلك الاصابة بأمراض القلب والرئتين التهاب القصبات!.
وحسب دراسة علمية اصدرتها منظمة الصحة العالمية عن الأخطار التي تتعرض لها النساء من جراء التدخين تبين أنها تؤثر على الجنين والطفل الرضيع كما يلي:
1- الجنين: عندما تدخن الحامل فإنها تنقل أول أكسيد الكربون والنيكوتين الى الطفل، فتقلل ما يصله من أوكسجين وتعجل في الوقت نفسه ضربات قلبه.
2- الرضع: يعزى ما يقدر بنحو 8 آلاف وفاة من وفيات الأطفال السنوية في العالم الصناعي الى تدخين الوالدين أو بقية أفراد الاسرة.
3- نقص الوزن: ان وليد الأم المدخنة عرضة لأن ينقص وزنه بما يتراوح بين 200 و300 غرام في المتوسط.
4- لبن الثدي: قد يتلوث لبن الثدي بالنيكوتين وبذلك يكون غير صحي للرضيع!.
5- الأمراض المعدية: يزيد احتمال اصابة أطفال المدخنات بالوعكات مثل الالتهاب الشعبي والرئوي الى ضعف انتشار هذه الالتهابات بين أطفال غير المدخنات.
وبالنسبة للمرأة المدخنة فإنها تكون معرضة للاصابة بالأمراض التالية:
1- أمراض القلب والأوعية الدموية: تتعرض المدخنات اللاتي يتعاطين حبوب منع الحمل للنوبات القلبية ولتكون جلطات في أوردة الأرجل بشكل أكبر من غير المدخنات.
2- سرطان الرحم: يزيد احتمال اصابة المدخنات بهذا الشكل من السرطان الى حوالي ثلاثة أمثاله لدى غير المدخنات.
3- الشيخوخة المبكرة: يقلل التدخين من دوران الدم وبالتالي يقلل من الأوكسجين مما يؤدي الى التجعدات وتغضن الجلد.
4- الخصوبة: تبين من دراسة النساء اللاتي عجزن عن الحمل بعد مضي خمسة أعوام عن انقطاعهن عن تعاطي حبوب منح الحمل أن 11% منهن كن مدخنات و5% غير مدخنات وعليه فإن للتبغ تأثيرا سلبيا في خصوبة المرأة.
عصام حاج علي


رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
جبل الدعوة الى رحمة الله
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved