وأنا,, أقرأ,, هذا,, العنوان,, سألت نفسي
ترى,, بماذا,, تحلم الأعشاب؟!
* بمطرٍ يبعثها
ام,, بخريف,, يأتي,, عليها.
ام,, تراها ,, تحلم ,, بطينٍ,, يجعل ,, واحدة من,, ابلغ الحواس,, تهيم,, متوغلة في,, سر الارض وجذورها.
الاعشاب, وحلمها,, لثويمر غازي العتيبي.
كتيب صغير تذكرت وانا,, اقرأه ,, ان ,, للروح صلتها,, التي لا يمكن ان تنقطع,, بالطين,, والحلم,, والاعشاب التي,, تنمو,, تحت ماء,, الضلوع,, ودم ,, التجربة.
في ,, مقدمته ,, يقتبس,, ثويمر,, هذه المقولة العظيمة,, لا نطوان تشيخوف :
ان كان في وسعك ان تحب ففي وسعك ان تفعل اي شيء .
هكذا,, بهذه الجملة يختصر تجربته ويختصر,, القصيدة,, التي فعلا في وسعها,, ان تفعل اي شيء, والشعراء المصعوقون بالتجربة يدركون ذلك.
لا اقول,, ان,, تجربة ثويمر تجربة كاملة,, لا يعتريها,, النقص,, او , لا يأتيها, الخطأ,, من قلبها,, او فكرها,, لكن ,, اقول ,, انها شيء خاص يلمس الروح,, والدم في كل انسان يحب الشعر ويفهمه.
يقول في إحدى, تجاربه:
نظرتك,, لارسلتها,, يم الصويب يرتمي باحضانها,, كل العذاب كنها,, لاجاوزت حد,, الرقيب نظرة,, العطشان,, لاشاف, السراب في فضاها,, صرت,, انا, طائر,, غريب عشت فيها,, ياوطن حب التراب |
وفي تجربة اخرى يقول :
ودي اعيش بوحدتي والخيالات لكن,, صدمني,, واقعي,, بالحقيقه ليلي طويل وفي,, دروبه متاهات واحلى الجروح هناك باول طريقه وحيد,, انا, مغير,, انا, بس والذات واحزان عمري والسهر من يطيقه هذي حياتي والنهاية بدايات وعمر العذاب سنين,, عمر,, الدقيقة |
ويقول في قصيدة صوت الرسايل :
النور من,, طلعة محياك مولود صبح تهادى في زوايا,, ظنوني تنبت لك الازهار,, يحيا لك العود وتميل لأجلك مورقات الغصوني ويميل كل الكون,, لاهبت النود لا مال,, عودك شرق قال,, اوصفوني |
وفي واحدة من ارقى قصائده واكثرها,, لوعة واحساسا يقول
انت, ودمعي والقصايد والاحباب والصبح واهداب المساء والطفوله شي ,, سكني في خفوقي والاهداب ما انساه لو,, ان,, الليالي عجوله وانا ,, قلت جرحي في ذرى البعد,, قد طاب هاجتني الذكرى وقامت تنوله طال الغياب وهاجس الوجد,, منعاب وانا انتظر ولهان,, موعد وصوله حزن الليالي الموحشة خلف الابواب اقرا الرسايل والحروف الخجولة |
وفي ,, بيتين يختصر هم الاعشاب,, او يكشف سره :
ترى الغلا,, مثل المطر,, حلم الاعشاب وان,, طال بعدك قلت وصلك يطوله وانا مثل, ما كنت خايف ومرتاب خوف اليدين الحلم تعجز تطوله |
وفي قصيدة وجهك الحالم يتردد, صوته مجاوبا صدى اسئلة الشعر :
وجهك الحالم مرايا للعذاب يعكس الخافي بذاتك,, للنظر السفر, في نظرتك حلم وسراب يمتزج باطيافها صمت وسر ويضيف بشفافية,, بالغة الندى : لو ضحكنا من,, فرحنا, للضباب امتلأ وجه الصحاري بالمطر لو,, تهامسنا غدا وقتي شاب تاقف الايام,, ويعود العمر |
وفي واحدة,, من اقوى واعمق تجاربه يقول:
مواسم الهجرة مواسم للاحزان فيها غدينا نزرع الصبح بالليل ولا مرت اغني للوجع هم,, الاوزان طاحت مناجل من يدين المحاصيل وان مسني كف,, الحزن قلت انا انسان اشقى بظلمه ليل ما فيه,, قنديل انا,, مثل ,, صبح القرى بعض الاحيان واحيان,, دمعٍ نكفي بالمناديل يزيد,, همي لاغدا الحب حرمان مثل الصحاري لاجفى موعد السيل باقصى,, خفوقي ينبض الغيم هتان وتورق ضلوعي بالشعر,, والمواويل تنبت على,, شفاه العصافير,, الالحان لا طاح غصن الشمس في ظلمة الليل |
ويقول في قصيدة اخرى :
احلى حياتي دمعتين بلا, صوت قامت تهادي من محابر هدبها تضفي علي من الغلا,, همس ياقوت غرد, صباحي وانتشى ثم كتبها تضمني وانا,, امتلي,, صمت وسكوت انا,, تعبت وكل هذا سببها احبها ,لو كان في حبها موت واموت,, لو,, جتني بوادر عتبها على ضفاف القلب ينبت لها توت واقطع,, لها درب التعب في طلبها |
وفي قصيدة نزف الكلام,, يقول:
فات عمري اطرد,, اسراب الحمام مادريت الموت يجري بالوريد ايه احبك من شموخي للحطام وايه احبك ما هتف,, لحن الجريد كثر,, حزني كثر دمعي والهيام كثر,, همٍّ,, في خفوقي ما يبيد لو , هجرتي,, لو نسيتي ألف عام تكبر آلامي واغني لك قصيد |
وفي مقطوعة عذبة يقول:
من يشوف الشوق,, في,, عيون الرعاه ياخذه وبه الحقيقة للمطر من يشوف الدمع في,, عيون الحياه ينتحر بين الدفاتر والسهر من كتم جرح المشاعر,, في خفاه زاد ,, جرحه ,, ما درى وين المفر |
وله أيضاً:
لليل درب وللمشاوير الاقدام رحلة شقا لارض السهر,, والكتابه ابا,, امتطي صهوة خيالي والاحلام يمكن ألاقي خلف روحي سحابه وان ساق همي للمطر,, دم الايام بنيت في ضلعي ,, نشيد الربابه |
وله,, من طفولة القصيدة:
على ربى صمت الليالي والايام ناديت لايام الطفولة تعالي ناديت لاول حب في درب الاحلام ياكثر ,, ما ناديت,, للي مغالي! |
ويقول:
ضاقت الدنيا,, على شاعر حزين يحمل الاحزان في دربه معه في,, بقايا ,, ضحكته حزنٍ,, دفين وفوق قلبه من حمومه اشرعه كم,, يعاني في حياته من سنين ولا لقى بالكون منهو يسمعه |
ثويمر العتيبي لايكتب النبطي فقط,, بل له مقطوعات من الشعر الحر الفصيح اقرءوها:
الليلة وحيد قلبي,, على رصيف الضلوع
من كل شي الا ,, الدموع
الليلة
متعلق ,, بالماضي قلبي
كورقة خريفية
تشبثت بثوب الغصن
على,, امل,, الربيع
الليلة, الليلة
تكبر,, آلامي
تتقزم الآمال
وتضمحل الرغبات
بالبقاء,,!
انا,, من وقف في حياة لا تعنيه
ليودع اخر,, انفصامات الانفاس المشتركة
ويتحول,, كل جميل الى,, حفتة من سراب
انا,, من,, وقف,, متبلد الاحساس
ولهاث الرحيل المتجهم يتغلغل في سكون الطرقات
ويذوب الأمل في نقطة التلاشي هنا,, للمرة الاولى ,, اشعر,, ان صراخ الروح,,يعلو,, ويمتزج.
مع,, سكوني ويتحول ,, القلب الى شرفة طينية تأوي اليها عصافير الحزن.
وفي واحدة,, من احلى المقطوعات يقول:
وقفنا,, وكانت الريح,, غربيه
وقلوبنا,, غجريه
والطيور,, تنقاد, حزينة نحو,, الشمال
سألتك ,, ان تمدي,, للريح,, يدا
توصد انفاسها
حتى لا اسمع,, أنينها,, الخفي
* * *
ما زالت ,, أعيننا خائفة
تنساب منها ليالي الشتاء
واغاني الرعاة الحزانى
لماذا ,, أنا ,, وأنتِ تائهان ,, خائفان
لا,, يضمنا ,, مكان
نهرب من الشموس
نمتطي ,, أحصنة الليل
في لحظة سوداوية
ونزيف,, أعينه ,, الساهرة
قلت في نفسي ,, وأنا ,, أغلق اخر,, صفحة في الكتاب الصغير.
اذا ,, كان,, هذا الشعر له.
فانه,, واحد,, من كبار,, المظلومين,, في وادي الشعر.
الا,, تعتقدون,, ذلك؟
انه,, احساسي,, قد اكون مخطئة
وقد, اكون مصيبة,, لكن الأمانة الادبية حتمت عليّ ان ,, أمنحه هذه المساحة لانها,, من حق ,, الشعر والجمال,.
والامانة الادبية تحتم,, عليّ,, أيضاً,, ان ,, اقول ان ,, قصائده لم,, تخل ,, من كسور ,, في الوزن والمفردات,, وغرابة غير مستساغة في بعض المقطوعات الشعرية,, وهذه اخطاء عادية يمر بها كل الشعراء, ولا تلبث,, المواهب الأصيلة ان , تتغلب عليها,, مع الممارسة وقدم التجربة. ر
|